أعلنت السفارة الأميركية بالرباط، الأربعاء، عن تعيين ريتشارد ديوك بوكان الثالث سفيراً جديداً للولايات المتحدة لدى المملكة المغربية، مؤكدة أنه سيصل قريباً إلى الرباط لبدء مهامه الرسمية. وقالت السفارة، في منشور على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، "يسرّنا أن نعلن أن السفير ديوك بوكان أدى اليمين رسميًا أمس بصفته سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى المملكة المغربية"، مضيفة أن "السفير الجديد يتطلع إلى الوصول قريبًا إلى المغرب من أجل تعزيز وتوطيد الشراكة العريقة التي تجمع البلدين".
ويُنتظر أن يصل السفير الأمريكي الجديد إلى الرباط خلال الأيام المقبلة، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من التعاون الثنائي بين واشنطنوالرباط تشمل مجالات السياسة والاقتصاد والتعليم والأمن، في إطار العلاقات التاريخية التي تربط البلدين منذ أكثر من قرنين. من تربية الخيول إلى عالم السياسة وُلد ريتشارد ديوك بوكان الثالث في ولاية كارولاينا الشمالية عام 1963، وبدأ مسيرته المهنية في القطاع المالي بشركة "ميريل لينش"، قبل أن يؤسس لاحقاً شركة "هانتر غلوبال إنفستورز" المتخصصة في إدارة الأصول. يحمل شهادة في الاقتصاد واللغة الإسبانية من جامعة نورث كارولاينا، وماجستير إدارة الأعمال من كلية هارفارد للأعمال. ويُعرف السفير الجديد باتقانه الإسبانية والفرنسية، ما يسهل تواصله مع النخبة المغربية المتعددة اللغات. وبعيداً عن الأضواء، يُعرف بوكان بشغفه بالزراعة وتربية الخيول في مزرعته بكارولاينا الشمالية، وبأسلوبه العملي في إدارة الملفات الاقتصادي والدبلوماسية. مكافئة سياسية لم تُسجَّل بحقه أي ملاحقات قانونية أو فضائح سياسية، غير أن مسيرته لم تخلُ من الجدل حول تعيين رجال الأعمال والمانحين السياسيين في مناصب دبلوماسية، وهو ما سبق أن ألمحت إليه "نيويورك تايمز" في مقال نشرته عام 2017 كتبت فيه أن ترامب عين رجل أعمال مجهول سفيرا لأمريكا لدى اسبانيا "مكافئة" له على دعمه المادي لحملة الرئيس في ولايته الأولى. وفي هذا السياق، ينظر إلى تعيينه في الرباط، على نطاق واسع، كمكافأة سياسية على دعمه المالي السخي لحملات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فقد اشتهر بوكان بخلفيته المحافظة وبدعمه للحزب الجمهوري، وكان من أبرز المانحين لحملتي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي سبق أن كافئه في ولايته الأولى بتعيينه سفيراً لبلاده في إسبانيا عام 2017. أولويات المهام في الرباط في جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، عرض بوكان رؤيته لمهمته الجديدة، مؤكداً عزمه على "تعميق الشراكة الاستراتيجية مع الرباط" و"مواصلة دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي كإطار جاد وواقعي لحل قضية الصحراء". ومن المنتظر أن تتركز مهامه على تعزيز الاستثمارات الأميركية في مجالات الطاقة المتجددة والزراعة والتكنولوجيا، إلى جانب دعم التعاون الأمني والعسكري الذي يُعدّ ركيزة في العلاقات بين البلدين. سفير أمريكا الجديد في الرباط سيجد نفسه أمام تحديات دبلوماسية واقتصادية معقّدة في منطقة تتقاطع فيها ملفات الأمن والطاقة والاستثمار، ما يطرح سؤالاً مفتوحاً: هل سينجح رجل المال والسياسة في تحويل "مكافأة الولاء" إلى مهمة دبلوماسية ناجحة تعزز الشراكة بين واشنطن والرباط؟