بررت روسيا، مساء الجمعة، امتناعها عن التصويت على قرار مجلس الأمن المتعلق بالصحراء الغربية، معتبرة أن النص الذي صاغته الولاياتالمتحدة "غير متوازن" ولا يعكس مقاربة توافقية تراعي مواقف جميع أعضاء المجلس. وقال السفير الروسي لدى الأممالمتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في كلمته عقب التصويت، إن بلاده "تستغرب نهج أصحاب القلم الأمريكيين الذين استخدموا مجلس الأمن للدفع بموقفهم الوطني"، معتبراً أن ذلك يمثل "انحرافاً خطيراً عن الممارسات الراسخة داخل المجلس، القائمة على البحث المتأني عن التوافق".
وأضاف أن هذا هو العام الثاني على التوالي الذي "يتجنب فيه الزملاء الأمريكيون مناقشة تفصيلية لنص القرار في جلسة مفتوحة"، مشيراً إلى أن هذا السلوك "يضعف الثقة المتبادلة ويقوّض روح العمل الجماعي" داخل الهيئة الأممية. وأوضح نيبينزيا أن مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية "لم تُؤخذ مواقف أعضائها على محمل الجد"، وتحولت، بحسب قوله، إلى "منصة لحوار أحادي الاتجاه"، ما كشف عن "نواقص خطيرة في إدارة عملية الصياغة". ومع ذلك، أشار إلى أن موسكو لاحظت "رغبة في إظهار روح التوافق في اللحظات الأخيرة"، ما سمح بخروج القرار "بنتيجة إيجابية رغم العيوب الجوهرية في النص". واعتبر الدبلوماسي الروسي أن الوثيقة التي تبناها المجلس "تمثل انحرافاً عن الأسس المعتمدة في تسوية القضية"، مؤكداً أن هذه الأسس "لا يمكن مراجعتها أو تجاوزها تحت أي ذريعة". ورغم تحفظاته، شدد نيبينزيا على أن موسكو لم تعرقل تمديد ولاية بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، "إعطاءً لعملية السلام فرصة جديدة"، محذراً في الوقت ذاته من أن "الاندفاع الأمريكي قد يؤدي إلى إعادة إشعال النزاع" في المنطقة. وختم السفير الروسي بالتأكيد على أن بلاده "تتوقع من المبعوث الشخصي للأمين العام، ستافان دي ميستورا، أن يبذل كل جهد ممكن لضمان توصل الأطراف إلى تسوية مقبولة تتيح لشعب الصحراء الغربية ممارسة حقه في تقرير المصير وفق ميثاق الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن السابقة".