10 أبريل, 2017 - 03:38:00 قال محمد الأشعري، وزير الثقافة والاتصال السابق، والقيادي السابق في حزب "الاتحاد الاشتراكي"، إن "الاتحاد الإشتراكي" أخطأ عندما قبل المشاركة في حكومة إدريس جطو (2002 - 2007). وأضاف الأشعري في حوار خص به قناة "فرانس 24" أن مشاركة "الاتحاد الاشتراكي" في حكومة جطو أدى إلى "نوع من الخيبة في صفوف الاتحاد الاشتراكي فيما بعد، وأدى إلى استقرار رأي لدى الرأي العام بأن (الاتحاد الاشتراكي) فضل الاستمرار في الكراسي الديمقراطية على الدفاع عن المنهجية الديمقراطية بشكل مباشر". وبخصوص مشاركته هو نفسه في تلك الحكومة التي مل فيها حقيبة وزارة الثقافة قال الأشعري بأنه ليس نادما على مشاركته. وبرر مشاركته آنذاك في حكومة يرأسها تكنقراطي بالقول بأنه استطاع أن يستمر في الأعمال التي كان منخرطا فيها والمشاريع التي كان قد بدأها، مضيفا قوله: "لست نادما على المشاركة". إلا أن الأشعري عاد ليقول "لكن من الناحية السياسية أقول ربما لو كنا فكرنا جيدا لكنا فضلنا عدم المشاركة ضمانا للوضوح السياسي وضمانا لمكانة (الاتحاد الاشتراكي) في المستقبل". وكشف الأشعري أن ما سمح لكثير من المناضلين بالدفاع آنذاك عن فكرة المشاركة هو أنهم كانوا في بداية عهد الملك محمد السادس وكان الكثير من المناضلين يعتبرون أن بداية العهد تقتضي أن نستمر بدون أزمة سياسية، مشيرا إلى أن التأخر الذي حصل في دمقرطة المغرب كان بسبب أن الجسور لم تكن جيدة بين الحركة الوطنية والقصر، بسبب فقدان الثقة. وأوضح الأشعري أن حزب "الاتحاد الاشتراكي" اعتبر تعيين الملك محمد السادس آنذاك لوزير أول تكنقراطي، "خروجا عن المنهجية الديمقراطية"، مضيفا بأن النقاش داخل الحزب كان بين من يدعو إلى المشاركة وبين من كان ينظر إلى ذلك التعيين بأنه خروج عن المنهجية الديمقراطية. واعترف الأشعري أن قرار المشاركة تضمن مجازفة، لأن قبول الخروج عن المنهجية الديمقراطية أدى "الاتحاد الاشتراكي" ثمنه غاليا فيما بعد. وبخصوص تواجد حزب "الاتحاد الاشتراكي" اليوم في حكومة يقودها حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي، قال الأشعري إن هذا السؤال يجب أن يطره على قيادة الحزب اليوم. إلا أن الأشعري على الصورة الجماعية لزعماء أحزاب أغلبية رئيس الحكومة الحالي، سعد الدين العثماني، والتي يشارك فيها "الاتحاد الاشتراكي" بالقول: "أتأسف كمواطن مغربي لهذا الخليط.. بالنسبة لي هذه هي الصورة التي تضرب الديمقراطية في العمق لأنه لا يمكن أن نفسر للمواطن المغربي ما الذي يجمع بين عناصر هذه الصورة". وأوضح العثماني أن حزبي "الاتحاد الاشتراكي" و"العدالة والتنمية" يوجدان على طرفي نقيض في العديد من القضايا.