العرائش أنفو لم تكن الشرفة الأطلسية (المعروفة بالكون أتلنتيكو) يوماً مجرد فضاء مطل على البحر، بل كانت إحدى أبرز معالم مدينة العرائش، تعكس سحر الطابع الأندلسي الإسباني الذي يميز المدينة منذ قرون. غير أن مشروع إعادة التأهيل الأخير، الذي كان من المفترض أن يعيد إليها بريقها، أثار موجة من الانتقادات بين المهتمين بالشأن المحلي وسكان المدينة على حد سواء. خرسانة بدل الخضرة والجمال ،المكان الذي كان يفترض أن يحتضن فضاءات خضراء وأماكن لعب للأطفال ومسارات للتنزه، تحول إلى "بقعة إسمنتية" تفتقر لأي جمالية عمرانية أو بيئية. مساحة جرداء، لا تنبض بالحياة، ولا تعكس ذوق المدينة الأندلسي الراقي. غابت اللمسات المعمارية التي كانت تضفي على المكان طابعاً رومانسياً فريداً، وحلّت محلها كتل إسمنتية لا روح فيها. المؤسف أن المشروع لم يراعِ الهوية الثقافية والمعمارية للعرائش، وكأن من خطط له لا يدرك أن هذه المدينة جزء من ذاكرة الأندلس المتبقية في شمال المغرب. الترميم لا يعني فقط إصلاح البنية، بل صون الهوية وتعزيز الجمال، وهو ما غاب تماماً عن هذا التدخل العمراني. مجرد رأي… لكنه صرخة محب ربما يرى البعض أن هذا الطرح مبالغ فيه، لكن التخوفات التي عبّر عنها المواطنون منذ الإعلان عن المشروع أثبتت أنها في محلها. ما وقع ليس فقط إهداراً لموقع استثنائي، بل أيضاً إقصاء لروح مدينة عريقة، لطالما تغنى بها زوارها وسكانها على حد سواء. العرائش لا تستحق هذا العبث البصري. كانت الشرفة الأطلسية رمزاً للانتماء والهوية، واليوم باتت تصلح فقط… "لي بطاطا" مسلوقة وغلالة ! الشرفة الأطلسية بين الماضي و الحاضر والمستقبل المجهول