تم اليوم الإثنين تقديم كتاب جماعي حول "تاريخ مدينة فاس،الثوابت والتحولات" يستعيد 12 قرنا من تاريخ العاصمة الإدريسية،بحضور عدد من الباحثين والمؤرخين. ويخصص الكتاب،الواقع في 340 صفحة فصلا لكل مرحلة من تاريخ المدينة منذ عهد الأدارسة وصولا إلى حكم العلويين مرورا بالمرابطين،والموحدين،والمرينيين،والوطاسيين ثم السعديين. ويتضمن أيضا قسما خاصا بتاريخ المملكة تحت الحماية وآخر حول الفترة الممتدة من الاستقلال الى سنة 1999،تاريخ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش. وشارك في تأليف الكتاب،تحت إدارة الباحث محمد مزين،نخبة من المؤرخين والجامعيين المعروفين،الذين اعتمدوا منهجية كرونولوجية من أجل تسليط الضوء على القضايا الدينية والاقتصادية والحضرية والفكرية التي طبعت كل مرحلة تاريخية. بأسلوب جذاب،يضع الكتاب رهن إشارة القارئ مجموعة من المعطيات التاريخية والخرائط المستقاة من مصادر بيبليوغرافية متنوعة في المغرب والخارج. ويرى الأكاديمي والمؤرخ عبد الهادي التازي أن الكتاب يعد مرجعا في تاريخ المدينة ويشكل موسوعة واضحة ومنهجية ستثير بالتأكيد نقاشات واسعة حول مختلف المراحل التاريخية للمدينة. وأكد التازي أن الكتاب يمتاز بتسليطه الضوء على إنجازات عدد من الرجالات الذين ساهموا في بناء تاريخ المدينة العريقة. وأضاف أن الباحثين من الأجيال الجديدة سيجدون في الكتاب معينا ثمينا لتكوين فكرة دقيقة عن تاريخ البلاد. ويرى محمد مزين في الإصدار الذي استغرق تأليفه عاما كاملا "الكتاب الأكثر ثراء حول تاريخ فاس،حيث يوثق بدقة ووضوح جميع اللحظات الهامة في تاريخ المدينة". وأشار الى أن الكتاب سيترجم الى عدة لغات حية،من بينها الفرنسية،الاسبانية والانجليزية. وتلى حفل تقديم الكتاب،الذي مولته الجماعة الحضرية بفاس،مائدة مستديرة حول أعمال أبي عبد الله بن ابراهيم الآبلي،أحد أبرز العلماء الذين طبعوا تاريخ المدينة.