في قلب الأسواق الأسبوعية بالريف، يشكّل "القيطون" أو خيام المأكولات الشعبية، أحد أبرز المعالم التي تختزل جانبا من الذاكرة الجماعية والثقافية للمنطقة. فقد ظل القيطون لسنوات طويلة أكثر من مجرد مطعم شعبي، بل فضاء يجمع بين الأكل والتواصل الاجتماعي، حيث كانت تُعقد فيه اللقاءات الأسرية، وتُبرم الاتفاقات، وتُحل الخلافات، في مشهد يجسّد روح السوق الشعبي التقليدي بكل تفاصيله. القيطون، كما يسميه أبناء المنطقة، مهنة متوارثة أبا عن جد، حافظت على حضورها وسط التحولات العصرية، من خلال أطباق تقليدية تُحضر وتُقدم وفق طقوس محلية تعكس التنوع الثقافي والذوقي للريف. من "الحمص" و"القطبان" إلى "الكرعين"، استطاعت هذه الأطباق أن تتربع على عرش المأكولات المفضّلة لدى زوار أسواق مثل سلوان، أزغنغان، والعروي.