تناول تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي لحقوق الإنسان، التفاصيل المرعبة لجريمة قتل الصحافي والكاتب جمال خاشقجي، على يد عناصر تابعين للحكومة السعودية داخل القنصلية في إسطنبول في تركيا، مؤكداً أن الرياض وعلى الرغم من توقيفها لأشخاص مشتبه بهم والمطالبة بإعدامهم، إلا أنها لم تقدم توضيحات لمسار التحقيق، في حين قال وزير الخارجية، مايك بومبيو، إن الولاياتالمتحدة» توثق» انتهاكات حقوق الإنسان لدى الأصدقاء والحلفاء، وإنها تستخدم نفوذها لدفع هذه الدول نحو ممارسات أفضل. وأشار التقريرإلى انتشار عمليات القتل غير القانوني وإلاعدام لجرائم غير عنيفة وحالات الاختفاء القسري وتعذيب سجناء في السعودية، بمن في ذلك العديد من السجناء السياسيين واعتقال الناشطات، كما انتقد القيود الصارمة على حرية التجمع والتنقل وغياب أي انتخابات حرة في البلاد. ولاحظ محللون أن التقرير تجنب أي ذكر لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي تعتقد المخابرات الأمريكية أنه أمر بجريمة قتل خاشقجي. وانتقد التقرير، الذي قدمه وزير الخارجية مايك بومبيو، سجل الإمارات في حقوق الإنسان، مؤكدا على وجود حالات تعذيب في مراكز الاحتجاز، إضافة إلى حالات منتشرة وموثقة للحبس الانفرادي ووجود السجناء السياسيين، كما أشار إلى تدخل السلطات الإماراتية في حقوق الخصوصية. وأشارت الخارجية الأمريكية إلى وجود قيود لا مبرر لها على حرية التعبير والصحافة وإغلاق المواقع الإلكترونية في الإمارات. وجاء تقرير وزارة الخارجية منسجماً مع تقارير الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية فيما يتعلق بمقتل المدنيين الأبرياء بسبب العمليات العسكرية للتحالف السعودي الإماراتي في اليمن، ومحاولات منع هذه القوات من وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني، كما تحدث عن دور الإمارات في تدمير البنية التحتية لليمن بشكل متعمد. وبالنسبة إلى مصر، تناول أعمال قتل غير قانونية ذات دوافع سياسية من جانب النظام المصري داخل مراكز الشرطة، وتصفية السلطات للكثير من المدنيين خلال العمليات العسكرية في سيناء. وأكد أن «الإفلات من العقاب» كان مشكلة واضحة. ولاحظ قيام الحكومة المصرية باختطاف الكثير من منتقديها ضمن سياسة تقوم على «الإخفاء القسري» بهدف تخويف المعارضة. وقال إن عدد حالات الإخفاء القسري قد وصلت إلى 10 آلاف حالة منذ عام 2013، وهي عادة تقوم على اعتقال المنتقدين دون أذونات قضائية. وأكد أن السلطات المصرية لم تسمح لكثير من المحتجزين بالاتصال بمحاميهم أو عائلاتهم، ولم توجه لهم تهما أو تقدمهم للمحاكمة، كما قامت بتعذيب الكثير من السجناء إلى حد الوفاة. وتجاهلت الخارجية انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها إسرائيل، وعلى النقيض من ذلك، تحدث التقرير عن أعمال قتل» غير قانونية» ينفذها فلسطينيون ضد الجنود الإسرائيليين. وغيرت في تقريرها وصفها المعتاد لمرتفعات الجولان من التي «تحتلها إسرائيل» إلى التي «تسيطر عليها إسرائيل». واعترف وزير الخارجية مايك بومبيو، بأن سجل الكثير من الدول، التي قيمها تقرير وزارة الخارجية، لم يتحسن بالنسبة لحقوق الإنسان، مشيراً إلى أن النظام الإيراني قتل أكثر من 20 شخصاً واعتقل الآلاف دون مراعاة الأصول القانونية لمجرد الاحتجاج على حقوقهم، كما منعت الحكومة وسائل الإعلام من تغطية المظاهرات. وأكد أن بعض أصدقاء وحلفاء الولاياتالمتحدة لديهم انتهاكات لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن «الإدارة توثق هذه الانتهاكات».