غالبية الناس في العالم لم يسمعوا عن هذا الملك البلجيكي ولم يطالعوا تاريخه في الكتب والمراجع التاريخية . لكن بمجرد اضطلاعك على تاريخه الدامي ، ستحمل تجاهه المشاعر ذاتها التي تحملها تجاه أي طاغ أو سفاح في العالم .لأنه ببساطة قتل 10 ملايين إنسان في الكونغو بقارة إفريقيا . ليوبلد الثاني هو الابن الأكبر للملك ليوبولد الأول، أول ملوك بلجيكا ، تولى ليوبلد الثاني الملك بعد وفاة والده في دجنبر 1865 .ودامت فترة حكمه 23 سنة . كانت أطماعه الاستعمارية في بادئ الأمر موجهة نحو أجزاء من آسيا وإفريقيا إلا أنه فشل في ذلك.فوجه أطماعه نحو دولة الكونغو التي كانت مساحتها في ذلك الوقت تبلغ ضعف مساحة بلجيكا 72 مرة، وقام بحكمها بين عامي 1885 إلى 1909. عرفت أرض الكونغو بغناها بالثروات الطبيعية وخاصة المطاط، حيث اعتبرت مطمعاً لذلك الملك الظالم، فمعظمها يشمل الغابات المطيرة والسافانا وأيضاً التلال البركانية والجبال المغطاة بالجليد. حصل الملك البلجيكي ليوبولد على اعتراف من زعماء أوروبا بحقه الشخصي في ملكية الكونغو سنة 1885 في العاصمة الألمانية برلين. أنشأ ليوبلد عام 1876 منظمة خيرية تسمى المنظمة الإفريقية الدولية، لتقوم بتغطية جرائمه البشعة، فكانت هذه الجمعية في حقيقة الأمر وسيلة لاستعباد الناس وإثراء ليوبلد الثاني، تحت مطية الأعمال الخيرية ونشر الديانة المسيحية، ووقف تجارة الرقيق. تحت ذريعة الأعمال الخيرية استخدم ليوبولد الثاني التعذيب والقهر والقتل والاستعباد والاغتصاب لتحقيق مآربه في السيطرة على الكونغو ومقدرات الشعب. وأسس جماعة أطلق عليها اسم «القوة العامة» قامت بتجويع وتعذيب العمال حتى الموت في حال عدم تنفيذ الأوامر أو عدم الحصول على الإنتاج اليومي المطلوب.وكانت عناصر تلك الجماعة ، يتلقون الأوامر من الضباط ذوو البشرة البيضاء، وكان معظمهم من أكلة لحوم البشر في القبائل أو من الأطفال الذين تم أسرهم أثناء الغارات التي كان يتم شنها على القرى. خلال عام 1905، كتب مارك توين، الكاتب الأمريكي الساخر الشهير، نصًا طويلاً بعنوان «ليوبولد يناجي نفسه – الدفاع عن حكمه للكونغو»، هاجم فيه ممارسات ملك بلجيكا الدموي، وسخر من استغلاله لأرض أفريقيا؛ قال فيه على لسان ليوبولد: "حين يفشلون في أداء مهامهم بسبب الجوع، والمرض، واليأس، والعمل المُضني الذي لا ينقطع، دون راحة؛ ويهجرون بيوتهم إلى الغابات ليتجنبوا عقابي، يطاردهم جنودي السود، ويذبحونهم، ويحرقون قراهم بعد أن يأخذوا بعض الفتيات رهائن. إنهم يقولون كل شيء: كيف أضرب أمة كاملة بالسياط؛ أمة من الكائنات عديمة الأصدقاء؛ فأنهي وجودهم في الحياة، متلذذًا بكل وسائل القتل لإشباع رغباتي" وعندما بدأت جرائم ليوبلد الثاني تصل إلى مسامع بريطانيا وأميركا وأوروبا خصوصاً بين عامين (1900 إلى 1908) كانت تقابل بالاستنكار الشديد، رغم أن هذه الدول في ذلك الوقت كانت ترتكب جرائم ضد الأفارقة في أماكن أخرى من القارة. أصبح ليوبلد الثاني الرجل الأغنى في العالم بثروة تتراوح بين 100 مليون و500 مليون دولار.تلك الأموال التي جمعت بدماء وأرواح البشر ، سلمت جميعها بعد وفاته إلى الدولة البلجيكية . الكثير من الاتهامات الموجهة ليوبلد نشرت في كتاب باسم (شبح الملك ليوبولد) للمؤلف الأمريكي ادام هوكشيلد. والذي عندما نشر عام 1999 اثار مشاعر المؤرخين البلجيك لكنه لم يفلح في دفع الجهات الرسمية للتحقيق