مدينة بوعرفة : جديد السلطة المحلية و صياغة تجربة جنان الكرمة . يعرف المغرب خلال المرحلة التي نجتازها مخاضا على مستوى تنزيل دستور 2011 ، حيت يعكف خبرائه وخيرة أطره على تحضير الترسانة القانونية التي تتناسب مع طبيعة المرحلة ومجابهة تحديات و رهانات المستقبل ، في المنظور الجديد و المتمثل في "الجهوية المتقدمة" التي تعتبر محور الاوراش الدستورية و المؤسساتية و خارطة طريق لإصلاح هياكل الدولة و مؤسساتها ، وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة . و في ظل هده السياقات التي تعرفها الإدارة الترابية ينبثق بكل تأكيد "المفهوم الجديد و المتجدد للسلطة " ، كمفهوم حداتي لتدبير المرحلة و رسم معالم " سلطة مواطنة " من اجل ربح الرهان و تعزيز الحكامة الترابية عبر اعتماد سياسة القرب و العمل الميداني و التجاوب مع انشغالات المواطنين. انه المغرب الجديد الذي نطمح إلى الارتقاء إلى مستواه وفق ما يتناسب مع سياسة الدوائر العليا للبلاد . إنها مقدمة لابد منها لإثارة انتباه السلطة المحلية و الإقليمية بمدينة بوعرفة و دفعها للقطع مع الممارسات البالية القائمة على التحكم في الرقاب و عد الأنفاس ، والانخراط في سياسة الإصغاء و التجاوب مع المواطنين مما يطرح مجموعة من الإشكالات على مستوى الممارسة الشيء الذي يؤكد بالملموس بان سلطة المدينة، إما أنها تقوم بتنفيذ تعليمات جهات عليا لإحكام القبضة الحديدية على المدينة لقتل الحراك الشعبي ، و عدم إعادة تجربة الخميس الأسود 18/10/2011 يوم المواجهات المفتعلة بين شباب حماسي طائش و القوات العمومية ، قصد التخلص من النضالات العلمية الوازنة، التي كانت تعتمدها الإطارات المنظمة نقابيا وسياسيا و مختلف فعاليات المجتمع المدني ، و الزج بها في ردهات فوضى غير خلاقة لتبرير اعتقال الأطر و تلفيق التهم لكسر شوكة الاطارات المناضلة ، و لجم تجربتها في الكفاح السلمي المنظم .أو أن اطر الداخلية الجدد لا زالوا لم يدركوا أبعاد طبيعة المرحلة التي تمر منها البلاد ، بفعل تاثرهم بنظرية الأب الروحي للداخلية " إدريس البصري " أو باعتبار نقص تجربتهم في الميدان ، وهو مفهوم ينعكس واقعيا من خلال الممارسات الميدانية لرجال السلطة و قوادها ، سواء تعلق الأمر برئيس الملحقة الأولى أو الثانية ، والتي أثارت أكثر من مرة حافظة الساكنة من خلال التعنيف الذي يتعرض له المواطنين في الأماكن العمومية ، وهنا أقف عند مشهدين أثارا استفزاز عموم الحاضرين و هو إقدام قائد الملحقة الأولى على تعنيف احد الشباب "بسويقة السبت "وسط المدينة ، والمشهد الثاني كان مسرحه المقر المؤقت لشركة العمران و بطله نفس القائد المذكور سابقا ، حيت أقدم في سابقة خطيرة على تعنيف طوابير من المواطنين و ضربهم و اهانتهم . أما أخطاء و حماقات و تجاوزات قائد الملحقة الثانية فلا تكاد تتجاوز مقر عمله حيث أقدم مؤخرا على الانتقام من ثلاث مواطنين ، وامتناعه عن تسليمهم شواهد السكنى بسبب إدلائهم بشهادات تدينه و تثبت اعتدائه على احد أعوان السلطة المسمى– ش ، ب- ، إلا أن المثير في تصرفاته هو استبعاد الموظفين دوي الكفاءات و الشواهد الجامعية و تهميشهم و اعتماد الولاءات في تقسيم المهام و تنصيب احد المقدمين المسمى – ر ، و - الموالين له على رأس مصلحة الشواهد الإدارية بشكل يفوق الرسمية ضدا على قانون الوظيفة العمومية ، كل هده الممارسات ترجعنا إلى عهود غابرة تم القطع معها سياسيا و اجتماعيا ،و لم يعد لنا بها أي ارتباط سوى ما نشاهده في بعض المسلسلات التي تجسد واقع مغرب القرن 18 و 19 ، فهل نحن بصدد صياغة تجربة "جنان الكرمة " بمدينة بوعرفة باليات قديمة و مفهوم جديد عبر استعمال نفس وسائل الشطط في استعمال السلطة و الولاءات . مدينة بوعرفة حكايات لا تنتهي و أخرها إقدام السلطات الإقليمية على منع المهرجان التعبوي للإضراب العام الوطني الانذاري يوم 29/10/2014 الذي كان مبرمجا يوم 26/10/2014 بساحة تمللت بشارع المسيرة . كل هده الممارسات تدخل ضمن قائمة عسكرة المدينة، و إحكام القبضة الحديدية على الإطارات الكفاحية ، الشيء الذي يتناقض مع " المفهوم المتجدد للسلطة " الذي تجاوز حسب التنظير المفاهمي لمغرب االيوم " المفهوم الجديد للسلطة " . فمتى يتخلص المسؤولين الآمنين بالإقليم من نزعتهم النمطية السلبية و القطع مع أساليب الشطط و التسيب و عدم احترام القانون ، و العمل على ترسيخ مبدأ الشرعية المؤسساتية و القانونية ، و الالتحاق بركب التغيير المنشود ، مخافة أن يأتي يوما ما و يقول لهم جيل التغيير فاثكم " القطار " و أن التضييق حتما يولد الانفجار . وتصبحون على أجمل وطن يعلو فيه صوت العدل و الكرامة و الحرية .