كشفت الحكومة المغربية أخيرا عن موقفها من "عريضة السرطان"، التي تُطالب بإحداث صندوق خاص لمُكافحة السرطان. ورفضت الحكومة المطلب الرئيسي لعريضة الحياة التي وقع عليها أزيد من 40 ألف مغربي للمطالبة بإحداث صندوق يضمن العلاج المجاني للفئات الهشة والفقيرة، فيما التزمت " باعتماد إجراءات واقعية وبديلة دعما لمرضى السرطان" وفق بلاغ رئاسة الحكومة. وحسب ذات البلاغ الصادر عقب استقبال العثماني لوكيل العريضة ونائبه، وتسليمهما مذكرة جوابية بشأن التدابير والإجراءات التي تعتزم حكومته اتخاذها، انسجاما مع روح العريضة، فإن "التزامات الحكومة تتضمن أيضا العمل على تحويل المعهد الوطني للأنكولوجيا إلى مؤسسة عمومية تتمتع بالاستقلال المالي والإداري، لتكون الفاعل المرجعي وطنيا في مجال الوقاية من السرطان ومكافحته، مع تقوية مهامها واختصاصاتها في مجالات البحث والدراسات والتكوين". ونوه رئيس الحكومة، تبعا للبلاغ نفسه، بمبادرة العريضة المطالبة بإحداث "صندوق مكافحة السرطان"، متوجها بالشكر لكل أعضائها والموقعين عليها، سواء من داخل الوطن أو خارجه. وقال في هذا الصدد إن العريضة تعد "بمثابة تمرين ديموقراطي نتعاون جميعا لننجح فيه (...) لأننا أمام مبادرة إنسانية مواطنة وتشاركية، تفاعلنا معها إيجابيا لأهدافها النبيلة"، مضيفا "سعيدون أنه لأول مرة تصل فيها عريضة وطنية إلى هذا المستوى، إنه دليل على مستوى عال وراق من التشاركية والوطنية والإنسانية". وأبرز أن دراسة هذه العريضة ومطالبها شكلت مناسبة لتقييم شامل لوضعية الوقاية وعلاج مرض السرطان بالمملكة، والوقوف عند المنجزات من جهة، والخصاص من جهة أخرى"، مؤكدا على أن "ما حققته بلادنا في مجال مكافحة السرطان والوقاية منه طيلة السنوات الماضية، إيجابي ومقدر، لكن ذلك لا يمنع من أن هناك نقائص يجب تداركها". في نفس السياق، قال الناشط عمر الشرقاوي وكيل العارضة، إن الحكومة المغربية رفضت إحداث صندوق لمكافحة السرطان، وهو المطلب الأساسي ل "عريضة الحياة"، التي تم إطلاقها قبل فترة بمشاركة عدد كبير من المغاربة المسجلين في اللوائح الإنتخابية. وذكر الشرقاوي، في تدوينة له على صفحته بالفايسبوك، إن الحكومة قبلت العريضة من حيث احترامها الشكليات القانونية، وبينما رفضت إحداث الصندوق، تم الإعلان عن إحداث " لجنة وطنية للسرطان"، ومخطط وطني للوقاية من علاج السرطان 2020-2021، وتخصص 780 مليار سنتيم لمرضى السرطان طيلة 10 سنوات المقبلة بمعدل 7.8 مليار سنتيم سنويا، وتعميم تلقيح للفتيات 11 سنة ضد سرطان عنق الرحم.