مشاركون في منتدى بمالقة يبحثون معالجة وسائل الإعلام لقضية الهجرة بالحوض المتوسطي بحث المشاركون في المنتدى الثاني ل ( تريسميد ) حول موضوع " الإعلام والهجرة والتحولات الاجتماعية بالمنطقة المتوسطية" الذي افتتحت أشغاله يوم الأربعاء 2018-11-07 بمالقة (جنوب إسبانيا) المقاربات المعتمدة من طرف وسائل الإعلام في معالجة قضايا الهجرة وكذا الزوايا التي يتناول من خلالها المهنيون ومسؤولو وسائل الإعلام والاتصال مختلف الجوانب المتعلقة بهذه الظاهرة المتعددة الأبعاد.
وركز المشاركون في هذا المنتدى الذي تنظمه "مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط" بشراكة مع جامعة مالقة وبتعاون وتنسيق مع الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة ووزارة الثقافة والاتصال أنجع التصورات الكفيلة بتطوير آليات ومرتكزات التعاطي مع قضايا الهجرة من طرف وسائل الإعلام وما تطرحه من إشكالات تتجاوز ما هو آني ومرحلي إلى ما هو أبعد من ذلك مشددين على ضرورة بحث ومناقشة التحولات الاجتماعية العميقة والمتسارعة التي يشهدها الحوض المتوسطي وفق مقاربة شمولية تأخذ بعين الاعتبار مجمل الإكراهات المواكبة لهذه التحولات والتي تطال الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لشعوب المنطقة . وأكد خافيير كارنيرو سييرا الوزير المكلف بقطاع الشغل في الحكومة المحلية لجهة الأندلس خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى الذي يحضره العديد من الباحثين والأكاديميين المتخصصين في علم الاجتماع إلى جانب مجموعة من الخبراء في التواصل وممثلي وسائل الإعلام من المغرب وإسبانيا أن التعاون القائم بين المغرب وإسبانيا في مجال الهجرة " هو نموذجي ومثمر وفعال " مشيرا إلى ضرورة أن ينخرط الاتحاد الأوربي أكثر في تدبير وإدارة هذا الملف . وفي إثارته لدور وسائل الإعلام والاتصال في تسليط الضوء على هذه القضايا والإشكاليات التي تشهدها المنطقة المتوسطية والتعريف بها وكذا بالإكراهات التي تنتج عنها حذر كارنيرو سييرا من الخطابات المعادية للأجانب والمغلوطة بشأن الهجرة التي تبثها العديد من الجهات مشددا على ضرورة التحري والإلمام بشكل وافي بمختلف جوانب ومكونات هذه الظاهرة قبل التطرق إليها في وسائل الإعلام . ومن جهته توقف خوسي مانويل سيرفيرا مدير " مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط " عند المزايا والثراء الفكري والثقافي والحضاري الذي جلبه المهاجرون من بلدانهم الأصلية وبثوه في المجتمعات المستقبلة مشيرا إلى أن الهجرة " كانت ولا تزال تمنح أكثر مما تأخذ وبالتالي فيجب مواجهة النظريات المغلوطة والزائفة التي يتم ترويجها حول هذه الظاهرة " . ولاحظ أن " المغرب وإسبانيا يتقاسمان في موضوع الهجرة ثلاث صفات أساسية فهما بلدا استقبال وعبور وإقامة للمهاجرين " مشيدا بالجهود المهمة والكبيرة التي يبذلها المغرب في تسوية وضعية المهاجرين القادمين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء وكذا بسياسته الرائدة في المنطقة في مجال إدماج واستقبال المهاجرين . وبدورها أكدت شناز العكريشي رئيسة قسم التعاون الدولي بوزارة الثقافة والاتصال أن وسائل الإعلام بمختلف تواجهاتها " مطالبة في معالجتها لقضية الهجرة بمختلف أبعادها أن تنطلق من مكافحة الصور النمطية السلبية والتصورات الجاهزة والخاطئة حول هذا الموضوع باعتبار هذه الوسائل تشكل أحد المرتكزات الأساسية والمتميزة في مجال التعريف بمبادئ وقيم التسامح والتعايش وتقبل الآخر وتسويق ثقافة الاحترام والحوار المتبادل " . واستعرضت الخطوط العريضة للنموذج المغربي المعتمد في تدبير وإدارة قضية الهجرة خاصة في بعدها الإعلامي والتواصلي . وإلى جانب العروض والمداخلات التي يعرفها هذا المنتدى يتضمن البرنامج العام لهذا الملتقى الفكري تنظيم سهرات فنية تحييها مجموعة من الفرق والمجموعات الموسيقية بالإضافة إلى تنظيم معرض للصور يتمحور حول تيمة الهجرة في أبعادها المتنوعة تحت عنوان " حدود " للفنانين إيميليو موريناتي ومانو برابو.