توافد الحجاج فجر الخميس إلى صعيد عرفات، أحد أبرز محطات الحج، لأداء الركن الأعظم وسط درجات حرارة مرتفعة، تجاوزت 42 درجة مئوية في مكة والمشاعر المقدسة، وفق المركز الوطني للأرصاد. تجمع الحجاج منذ ساعات الصباح الباكر على بعد نحو 23 كيلومتراً من الحرم المكي، حاملين مظلات ملونة ومرشات ماء لمقاومة شمس الصحراء اللاهبة. وتنوعت مشاعرهم بين الفرح والتأمل، حيث وصف البعض لحظة الوصول إلى عرفات بأنها تحقيق لحلم طال انتظاره. يمضي الحجاج يومهم في عرفات بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن حتى غروب الشمس، قبل التوجه إلى مزدلفة للمبيت وجمع الحصى استعداداً لرمي الجمرات في منى. في إطار الاستعدادات لموسم هذا العام، كثفت السلطات السعودية إجراءاتها لمواجهة الحرارة المرتفعة، بتوفير مراوح مرشّة للماء، وتوسيع المساحات المظللة بنحو 50 ألف متر مربع، وتوزيع التعليمات بضرورة البقاء في الخيام خلال ساعات الذروة. كما نشرت فرق طبية في مختلف المواقع، وجهزت أكثر من 400 وحدة تبريد، في خطوة تهدف إلى حماية الحجاج وتسهيل تأدية المناسك بأمان، في ظل الذكرى الأليمة لموسم سابق شهد ارتفاعاً كبيرا في أعداد الوفيات بسبب الإجهاد الحراري. وشهد هذا الموسم تطويرا ملحوظا للبنى التحتية، وتوظيف آلاف العاملين، إلى جانب استخدام تقنيات متقدمة لإدارة الحشود وضمان سلاسة الحركة في المشاعر المقدسة. وقد تجاوز عدد الحجاج الوافدين إلى المملكة 1.4 مليون حاج. ويُعد الحج أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم، ويشكل ركيزة مهمة في القطاع السياحي الديني بالمملكة، حيث تدرّ هذه المواسم مليارات الدولارات سنويا.