يعشق الملياردي هشام ايت منا، الذي ورث ثروة كبيرة صنعها والده، العيش تحت الأضواء وحب الظهور بهيئة الرجل القوي، حيث كان دائما يقوم بحركات استعراضية تجلب اهتمام عشاق البوز، سواء في الملعب عندما يكون حاضرا في مباريات المنتخب الوطني، "ولو لم تكن له الصفة أنذاك"، فينزل إلى الملعب للفت الاهتمام أو الوقوف في المنصة بطريقة "شوفوني"، أو عند تكليفه باستقبال وفود أجنبية، "رغم أنه لم تكن له الصفة أنذاك نكررها"، فيلخص كل حركاته في محاول سرقة الأضواء، مثل مراهق في بدية عمره. من رئاسة ناد محلي إلى قيادة مجلس جماعي، ثم إدارة أحد أكبر الأندية المغربية، انتقل هشام آيت منا بين المناصب بسرعة لافتة، لكن حصيلة توليه مهام مختلفة، تكشف عن خيط ناظم واحد، يمكن وصفه ب"الفشل المتكرر". العديد من متتبعي الشأن العام والرياضي، يجمعون بأن منطق حب الظهور، ،تغليب البروباغندا على الفعالية والنتائج، هو أحد أسباب نتائج المسؤول الكارثية. شباب المحمدية.. من حلم تبوء المراكز الأولى إلى الانهيار قبل سنوات، راهن العديد من عشاق نادي شباب المحمدية على إسم آيت منا، الذي قدم بأفكار تبدو واعدة واستثمارات مهمة، واكبها خطاب تسويقي ووعود بإعادة "فضالة" إلى أمجادها الكروية، لكن ما لبث المشروع أن انهار، ليسدل الستار على موسم 2024-2025 بنزول الفريق رسميًا إلى القسم الثاني، بعد أن ختم موسمه في قاع الترتيب برصيد 4 نقاط فقط، دون تحقيق أي فوز، وبحصيلة دفاعية وهجومية تعتبر الأسوأ في تاريخ البطولة. ورغم أنه حاول التنصل من المسؤولية، بعدم مواجهة الفشل بالشجاعة اللازم أن يتصف بها أي شخص يتحمل مسؤولية ناد رياضي كشباب المحمدية، فقد وجّهت جماهير الفريق أصابع الاتهام مباشرة إلى آيت منا، معتبرة أنه غادر السفينة وسط العاصفة، وترك النادي في حالة يرثى لها من التخبط والارتجالية وسوء التدبير، دون أي رؤية واضحة للمستقبل. جماعة المحمدية.. غياب شبه كلي ومدينة تُنازع كي تأخذ حقها من التنمية مع اقتراب مونديال 2030 لا تختلف صورة هشام آيت منا في رئاسة المجلس الجماعي للمحمدية كثيرًا عما وقع لفريق شباب المحمدية لكرة القدم. فمع مرور السنوات، تصاعدت الأصوات المنتقدة لما وصفته بتخلي الرئيس عن مسؤولياته تجاه المدينة، و"انشغاله المفرط بكرة القدم ومجال التسيير الرياضي"، على حساب قضايا السكان الملحة وانتظاراتهم الاجتماعية والاقتصادية. ووصفه عدد من الفاعلين المحليين بأنه "رئيس غائب"، لا يظهر إلا عند الحاجة الإعلامية أو في مناسبات بعينها، بينما تغرق المحمدية في اختلالات مجالية صارخة، وواقع عمراني وبيئي وصفه البعض بأنه "يبكي الزوار قبل أبناء المدينة". الوداد الرياضي.. الواجهة التي عرّت الفشل أثار انتقال آيت منا إلى رئاسة نادي الوداد الرياضي الكثير من الجدل، بعدما هرول إلى الترشح لتسيير ناد عريق في نفس الوقت الذي يسير فيه نادي شباب المحمدية دون تحقيق أي نتائج تذكر، لكن سرعان ما انقلب الجدل إلى غضب واسع، بعد المشاركة الكارثية للنادي الأحمر في كأس العالم للأندية، والتي انتهت بثلاث هزائم متتالية، عرّت عن هشاشة التسيير وسوء الاختيارات التقنية والبشرية ل"رأس" النادي. وقد صبت جماهير "وداد الأمة" جام غضبها على الرئيس، متهمة إياه بإهدار الوقت والموارد في صفقات وصفها البعض ب"العبثية"، واكبها "تطبيل إعلامي" من الرئيس ومحيطه، وانتدابات فاشلة للاعبين لم يقدموا أي إضافة تذكر، بل كانوا عبئا على النادي. كما وجّهت انتقادات حادة لخيار التعاقد مع المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، حيث دافع آيت منا عن هذا الاختيار، وأصر على الاحتفاظ به، رغم أنه لم يحقق النتائج المرجوة، مما اعتبر دليلا على ضعف التقدير وغياب رؤية واضحة واستراتيجية تسيير فعالة، خاصة فيما يتعلق بالشرط الجزائي المبالغ فيه. خلال مواجهات النادي لثلاث فرق بكأس العالم، بدت صورة الوداد باهتة، بلا روح ولا انسجام، وبدا الفريق وكأنه لا يعلم سبب مجيئه إلى أمريكا. بين التسيير والواجهة.. أسئلة مشروعة بات السؤال مطروحًا اليوم: هل هشام آيت منا مجرد إنسان هاوٍ يشغل مناصب احترافية؟ أم أن حبه للبروز في الواجهة الإعلامية يغلب على أدائه الفعلي؟ تجربته في شباب المحمدية انتهت بفشل ذريع، وفي مجلس الجماعة بالغياب والتهميش، وفي الوداد بخروج مهين من بطولة عالمية كان يمكن أن تُستثمر لصناعة نقلة نوعية. في النهاية، يؤكد من يهمهم أمر الناديين أو الشأن المحلي في المحمدية، أنه لم يعد من المقبول، أن تستمر التجارب على حساب مؤسسات جماعية أو أندية عريقة. والرسالة التي تكررها جماهير الفرق والمتابعون للشأن المحلي واضحة، الكفاءة والنتائج لا تُعوّض بالصورة ولا بالشعارات.