تعيش مدينة أكادير، لاسيما منطقة تغازوت، هذه الأيام على وقع موجة من التذمر والاستياء في صفوف السكان والزوار على حد سواء، بسبب الأشغال المتواصلة في البنية التحتية، التي تسببت في اختناقات مرورية خانقة، تزامنا مع توافد أعداد كبيرة من السياح خلال العطلة الصيفية. وتحولت بعض المحاور الطرقية الحيوية إلى بؤر ازدحام شبه يومية، بسبب الأشغال التي لم تنه بعد، رغم اقتراب منتصف شهر يوليوز، وهي الفترة التي تعرف عادة ذروة الإقبال السياحي بالمنطقة. ويصف عدد من مستعملي الطريق الرابطة بين أكادير وتغازوت الوضع ب"الفوضوي"، خاصة في أوقات الذروة، حيث تتضاعف مدة التنقل بشكل كبير، مما يؤثر سلبا على حركة المواطنين، ويربك خطط الزوار الباحثين عن الاستجمام. وقال أحد سكان تغازوت في فيديو مصور انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي : "نحن لا نعترض على مشاريع الأشغال، لكن توقيتها غير مناسب تماما. فهذه الفترة كان يفترض أن تشهد نهاية الاستعدادات لاستقبال السياح، لا أن تتحول إلى ورش مفتوح يعكر صفو الإقامة." ورغم أهمية مشاريع التهيئة الجارية، التي تندرج ضمن جهود تأهيل البنية التحتية وتحسين جاذبية المدينة، إلا أن غياب التنسيق الزمني وافتقار الأشغال لجدولة واضحة تراعي السياق السياحي للمنطقة، جعل من هذه الأوراش عبئا حقيقيا على الساكنة والفاعلين الاقتصاديين. وطالب مواطنون ومهنيون، في تصريحات متفرقة، بضرورة الإسراع في إنهاء الأشغال أو توقيفها مؤقتا إلى ما بعد الصيف، تفاديا لمزيد من الفوضى والارتباك في واحدة من أكثر الفترات حساسية على مستوى السياحة الداخلية والخارجية. في انتظار تفاعل الجهات المعنية، يبقى الأمل معقودا على تدخل عاجل يراعي مصلحة الجميع، ويوفق بين ضرورات التنمية وتحقيق السلاسة في تنقل السكان والزوار، خاصة أن أكادير تراهن كثيرا على صيف هذا العام لإنعاش قطاعها السياحي.