لم يتفهم عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، التبريرات التي أرسلها الحسين شاينان، عامل آسفي، بخصوص تعثر إنجاز المشروع الملكي لتعميم شبكة التطهير السائل على كل أحياء مدينة آسفي ووضع نظام لمكافحة الفيضانات وإنشاء محطة بيئية لمعالجة المياه العادمة، وهو المشروع الكبير الذي أعطى الملك محمد السادس اشغال انطلاقته ف أبريل سنة 2013، وكان مبرمجا تسليمه واستفادة المدينة منه في سنة 2016، قبل أن يتبين أن المشروع الذي كلف غلافا ماليا يصل إلى 747 مليون درهم، لم ينجز إلى اليوم. ومنذ تعيينه قبل سنتين على عمالة آسفي، لم يعقد الحسين شاينان، عمال الإقليم، أي اجتماعات مع كل المتدخلين، خاصة مجلس المدينة والوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء، من أجل متابعة تنفيذ المشروع الملكي للتطهير السائل وبناء محطة لمعالجة المياه العادمة، والوقوف على الأسباب التقنية لعدم تنفيذه داخل الآجال القانونية. كما لم يبرمج تورد “الأخبار” أي زيارات ميدانية للوقوف على تقدم الأشغال، خاصة على مستوى بناء محطة لمعالجة المياه العادمة التي ظلت تفرغ في البحر منذ أزيد من 80 سنة عبر 9 مصبات لمياه الصرف، وكانت نتائجها جد سلبية على البيئة والحياة البحرية. وكان الملك محمد السادس قد أعطى سنة 2013 انطلاقة مشروع التطهير السائل لآسفي، الذي يروم تأهيل الشبكة الحالية وتعميمها على كافة أحياء المدينة، مع تجهيز الأحياء ومناطق التوسع العمراني التي لم يشملها بعد الربط بشكل التطهير السائل، كما شكل المشروع الملكي وضع آليات وتجهيزات لمكافحة الفيضانات والحفاظ على الموارد المائية عن طريق إعادة استعمال المياه المعالجة. من جهة أخرى قاد عبد الجليل لبداوي، عمدة مدينة آسفي عن حزب العدالة والتنمية، وفدا من نوابه ومستشاريه في رحلة من ثلاثة أيام إلى إسبانيا (من 17 إلى 20 شتنبر الجاري)، حيث سيتكفل مجلس مدينة آسفي بأداء كل مصاريف هذه الرحلة وأداء تعويضات مالية تشمل تذاكر الطائرة والفندق ومصاريف التنقل بالخارج للرئيس ومستشاريه وكبار مسؤولي الجماعة، بجانب صرف تعويضات إضافية بالعملة الصعبة خاصة بالتعويض عن المهام خارج المملكة. ورافق العمدة عبد الجليل لبداوي تورد “الأخبار” وفد كبير يضم المستشار الجماعي وبرلماني العدالة والتنمية عن لائحة الشباب، رضا بوكمازي، ونائب العمدة محمد لمخدوم، بجانب رئيس القسم التقني المهندس عبد السلام أخوان، ومحمد الهداجي المدير العام للمصالح الجماعية. و سيحل هذا الوفد ضيفا على الشركة الإسبانية “سيبوس فيكتاليا”، الفائزة أخيرا بصفقة النقل الحضري بآسفي، وهي الصفقة التي فوتها مجلس المدينة إلى شركة اسبانية مبتدئة وبدون تجربة، في حين ستدر هذه الصفقة على الشركة الفائزة أرباحا مالية تصل إلى 36 مليار سنتيم، بحسب ما هو مدون في البيانات الرسمية التي صادق عليها مجلس مدينة آسفي وتم رفعها إلى وزارة الداخلية. هذا وخصص العمدة عبد الجليل لبداوي حسب ذات المصادر ميزانية مالية من 10 ملايين سنتيم خاصة المصاريف المهمة وبتنقلات الرئيس إلى الخارج، بجانب 6 ملايين سنتيم كمصاريف للنقل والتعويض عن المهام بالنسبة للمسؤولين الإداريين للمجلس بالنسبة للسنة المالية 2018. في وقت كشفت مصادر رسمية ان والي مراكش الجديد كريم قسي لحلو، وقع على وثائق التكليف بالمهمة خارج التراب الوطني للعمدة عبد الجليل لبداوي والوفد المرافق له.