عوض أن يظل موسم تساقط الثلوج بمختلف مناطق شمال المغرب، مرتبطا بتفاقم العزلة التي ترزح تحتها العديد من القرى والدواوير، وما تحمله من معاناة إضافية بسبب البرد القارس، يرى ناشطون أن هذه التساقطات، تُشكل واحدة من المؤهلات التي قد تُسهم في تنمية اقتصادية واجتماعية واعدة. ويعتبر نشطاء، أن أقاليم شفشاون والحسيمة وغيرها من المناطق التي تشهد تساقطات ثلجية مهمة سنويا، لا تقل جاذبية عن بعض الأقاليم، مثل إفران، التي نالت "نصيبا مهما" من الاهتمام والتأهيل، ما ساعد على إضفاء جاذبية جعلتها تنعم بموسم سياحي سنوي تفتقده الكثير من مناطق شمال المغرب، رغم تشابه الكبير في الخصائص الطبيعية. مشهد من جبال غرغيز بضواحي تطوان بعد تساقط الثلوج (خاص)
وفي هذا الصدد، يقول الناشط الحقوقي والإعلامي، محمد سعيد السوسي، أن "التساقطات الثلجية الأخيرة كانت مناسبة قوية لإبراز أحد الوجوه الطبيعية الكثيرة لمنطقة الشمال المغربي، حيث اكتشف الجميع جمالية اللوحات البيضاء التي زينت جبال مناطق الجهة وأبرزت مستوى الإمكانيات السياحية الطبيعية الأخرى التي تزخر بها المنطقة، ويرى السوسي، في تصريح لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن "عدم إيلاء هذه الكنوز الطبيعية السياحية الامكانيات اللازمة من بنيات تحتية وجلب للاستثمارات يبقيها مجرد مناطق خارج اي تنمية ويجعل من هِبة تساقط الثلوج نقمة على سكان المنطقة تعرقل حياتهم وتحاصرهم." مشهد من جبال غرغيز بضواحي تطوان بعد تساقط الثلوج (خاص)
وأضاف المتحدث، أنه في تطوان مثلا اكتشف المواطنون جنات من المناظر الخلابة الطبيعية خلف جبال غرغيز بعدما توجهوا بالمئات للاستمتاع بالثلوج التي كست أعلى الجبل، لكنهم في المقابل اكتشفوا أيضا غياب الطرق المعبدة نحو تلك الجنات التي يمكنها تغيير وجه المنطقة وتحويلها الى قبلة سياحية واعدة.". وتكابد العديد من ساكنة القرى والمناطق الجبلية النائية، تحت وطأة البرد القارس، حيث تنخفض درجات الحرارة فيها إلى ما دون الصفر، ويبلغ فيها ارتفاع الثلوج إلى مترين أحيانا، ما يجعل آلاف الأسر تعيش في شبه عزلة تامة.