صدر حديثا، عن منشورات جمعية نسائم الأندلس لهواة الطرب الأندلسي بطنجة، مصنف “المتن الشعري للطرب الأندلسي .. أداء مولاي أحمد الوكيلي .. تسجيلا ومخطوطا”، وهو كتاب يقدم عصارة تجربة فنان كبير في مجال توثيق هذا الفن العريق.وفي تقديمه لهذا الإصدار، وهو من من إنجاز الباحثين الموثقين في مجال التراث الفني المغربي حاتم الوكيلي وإدريس اكديرة،كتب الأستاذ أحمد كنون، رئيس جمعية نسائم الأندلس لهواة الطرب الأندلسي بطنجة، “حين يتعلق الأمر بمخطوط يحمل بصمة أحد أعمدة الطرب الأندلسي ببلادنا، فلا مجال للمزايدة حول قيمته الفنية والتراثية، ولا اختلاف حول مراميه في توثيق ذاكرة موسيقية”.وأضاف كنون أن “ما يقدمه هذا المجموع، منذ أن خطه المرحوم مولاي أحمد الوكيلي منذ سنة 1965، وبعد سنوات من الانتظار، من أجل تجميع عصارة تجربة فنان كبير، يجعل منه مرجعا للموسيقى التراثية العريقة، من خلال رصده لنوباتها وميازينها بكل دقة، ليعم نفعها على الجميع، من جيل إلى جيل، في رحلة بحث متجدد عن كنوز التراث الأندلسي الأصيل”.وأشار أحمد كنون إلى أن “مجموع مولاي أحمد الوكيلي يضع رهن إشارة الباحثين مخطوطات وثائقية نادرة تجسد صنعة الآلة في أبهى روائعها، وتحمل معها رسالة فنية لحاملي مشعل الموسيقى الأندلسية، عسى أن يكون الخلف جديرا بثقة السلف من رواد هذا الفن الراقي”، مضيفا أن هذا المجموع “يمنح قيمة مضافة لهذا الموروث الموسيقي العريق، من خلال صدقة جارية لمبدع أتقن صنعته، وأعطى الكثير لفن الآلة في حياته، ولم يبخل بذاكرته عليها بعد رحيله لدار البقاء”.من جهتهما، قال منجزا المجموع حاتم الوكيلي وإدريس اكديرة أنهما يخرجان هذا المجموع تحقيقا لأمنية كانت تراود عميد الطرب الأندلسي مولاي أحمد الوكيلي طول حياته، لكن لم يكتب له أن ينجزها بنفسه، تاركا للخلف أن يقوم بذلك، “فهذا المجموع هو تقدير له وعرفان لما أسداه مولاي أحمد الوكيلي لهذه الموسيقى التراثية العريقة من خدمات، من أجل تكريس أكاديميتها واحتفاليتها اللحظية في آن واحد”.وبين المحققان، في وصفهما للمخطوط الذي اعتمدا عليه، أن مولاي أحمد الوكيلي شرع في كتابة مخطوطه ابتداء من سنة 1965، حيث كان يتردد عليه أحيانا أحد المهتمين بهذا الفن، السيد عبد المالك لحلو، الذي شجعه على إنجاز هذا العمل التوثيقي والاستمرار فيه. وقد جعله مولاي أحمد الوكيلي على شكل نوبات، وثق كل نوبة منها في دفتر من الدفاتر الموسيقية المتداولة آنذاك.وأضاف المحققان أن مولاي أحمد الوكيلي تفطن، مبكرا، إلى كيفية نطق كلمات القصائد الشعرية، لذلك تراه في المخطوط قام بشكل وضبط جميع الصنائع والمستعملات الواردة فيه، ولا سيما منها البراول والأزجال، والتي كان لابد من تحديد علاماتها الإعرابية وكيفية نطقها حتى يكتمل معناها، وذلك لم يكن ليتأتى له لولا إحاطته بمعاني الأشعار، تذوقا، فهما وتحليلا.وتضمن هذا المجموع نبذة عن حياة العمدة مولاي أحمد الوكيلي (1908 – 1988)، والمتن الشعري للنوبات الإحدى عشرة للطرب الأندلسي، إضافة إلى المتن الشعري لميزان قدام البواكر، وملحق خاص يتضمن بعض المتون الشعرية كاملة لعدد من الصنائع، كان مولاي أحمد الوكيلي يوثقها.