بالريشة والقلم، يتلمس أطفال أصيلة خطواتهم الأولى في طريق الإبداع، في إطار فعاليات الدورة السادسة والأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي. من أصيلة، المدينة الأطلسية، تتألق إبداعات الأطفال بروعة مبهرة خلال الدورة الربيعية للموسم، والمخصصة للفنون التشكيلية. إذ برمجت مؤسسة منتدى أصيلة ورشتين لفائدة الفنانين الناشئين لاستكشاف حدود خيالهم وصقل مواهبهم وإبراز إبداعاتهم وذوقهم الفني. وتهم الورشة الأولى الرسم وتحمل عنوان "مواهب الموسم"، فيما الورشة الثانية تهتم بالتعبير الأدبي وكتابة الطفل. وتوفر الورشتان بيئة خصبة للمواهب الشابة في مجالات الفنون البصرية والكتابة الأدبية. في قصر الثقافة، يشارك العشرات من الأطفال في هذه الورشات، حيث يجدون فيها مساحة مثالية لاكتشاف عالم الفن، وتنمية مهاراتهم الإبداعية، وتغذية شغفهم بالرسم والكتابة. وأكد الأمين العام المساعد لمؤسسة منتدى أصيلة، توفيق لوزاري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المؤسسة أولت منذ إحداثها اهتماما خاصا بالأنشطة الموجهة للأطفال، إدراكا منها بأن التربية والتعليم يشكلان أساس التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن الورشات المخصصة للأطفال تحتل مكانة بارزة في برنامج الدورة الربيعية. وقال "رغم أن الأطفال لا يوجدون في عطلة دراسية خلال هذه الفترة، إلا أنهم يحرصون على المشاركة في مشغل الرسم ومشغل الكتابة، حافزهم الرغبة في تطوير وتنمية مواهبهم ومهاراتهم، بالإضافة إلى الالتقاء والتبادل مع الفنانين الكبار المشاركين في المشاغل الفنية". من جانبه، أكد مصطفى البعليش، المشرف على مشغل التعبير الأدبي وكتابة الطفل، أن هذه الورشة التي يشارك فيها حوالي 82 تلميذا وتلميذة من 10 مؤسسات تعليمية بأصيلة، تتيح للمشاركين فرصة تطوير مهاراتهم في الكتابة الأدبية والتفاعل مع الفنانين المشاركين في الموسم، واستلهام نصوص من اللوحات الجدارية الرائعة التي تزين جدران المدينة، من خلال كتابة مقالات أو صور أو نصوص أدبية أو حتى قصائد شعرية عنها. وأضاف مصطفى البعليش، في تصريح مماثل، أن البرنامج التعليمي لهذه الورشة يهدف إلى إتاحة الفرصة للمتعلمين للتعبير بحرية عن أفكارهم وحسن استخدام إبداعاهم، واستكشاف مجالات الإبداع الأدبي المختلفة. وسجل أن الهدف هو تكوين كتاب وشعراء ومبدعي الغد، من خلال تنمية مواهب هؤلاء الأطفال وتطوير شغفهم بالثقافة والفنون، مؤكدا أن هذا المشغل الأدبي يتيح للمستفيدين فرصة التقرب من عدة مجالات إبداعية في الآن نفسه. من جهتها أشارت الرسامة كوثر الشريك ي، المشرفة على ورشة الرسم، إلى أن هذا المشغل يعكس التزام مؤسسة منتدى أصيلة بإشراك الأطفال في التظاهرات الثقافية والفنية التي تنظمها، معتبرة أنها فضاء حقيقي للإبداع يتمكن الأطفال من خلاله من تنمية مواهبهم وشغفهم بالفن. وذكرت بأن "أكثر من 30 طفلا يستفيدون من الورشة في هذه الدورة، مما يتيح للمستفيدين التعبير بحرية عن أفكارهم ومشاعرهم عبر الريشة والألوان، وتنمية مهاراتهم الفنية، بالإضافة إلى تعزيز نموهم الشخصي"، مؤكدة أنها فرصة أيضا لهؤلاء الفنانين الشباب الواعدين للاحتكاك مع فنانين معروفين وطنيا ودوليا، والذين يشاركون في مشاغل الموسم الفنية. ونوهت كوثر الشريك ي بأن رواق مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بأصيلة يحتضن معرضا فنيا بعنوان "مواسم أصيلة الفنية 2024″، والذي يضم حوالي عشرين عملا فنيا للأطفال، والتي تم إنجازها في إطار هذه الورشة خلال السنة الماضية، إلى جانب أعمال فنانين موهوبين من عدة دول، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى الاحتفاء بإبداعات هؤلاء الفنانين الناشئين، الذين يجسدون حساسية وإبداع الطفولة. من خلال زرع روح الإبداع في الناشئة، يظل موسم أصيلة الثقافي الدولي وفيا لالتزامه بتنمية الموهبة والإبداع والذوق الفني لدى المبدعين الصغار.