عبأت السلطات المغربية 29 سفينة تابعة لسبع شركات للنقل البحري من أجل تأمين 12 خطا بحريا يربط موانئ إسبانيا، فرنسا وإيطاليا بالمملكة، في إطار عملية مرحبا 2025 التي تستعد لاستقبال ملايين المغاربة المقيمين بالخارج خلال موسم الصيف. وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمام مجلس المستشارين الثلاثاء، إن هذه الترتيبات تهدف إلى "ضمان انسيابية المرور، وتعزيز السلامة والمواكبة عن قرب، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية". وتمثل هذه الشبكة البحرية الموسعة العمود الفقري لعملية مرحبا، التي تُعد من أضخم عمليات العبور المنظمة في العالم، إذ تُتوقع عودة ما يزيد عن ثلاثة ملايين من أفراد الجالية المغربية في غضون أقل من ثلاثة أشهر. وأشار الوزير إلى تخصيص غلاف مالي يناهز 28 مليون درهم لتحسين بنية الاستقبال بميناء طنجة المتوسط، الذي يستقطب الحصة الأكبر من حركة الملاحة، في حين تم اعتماد آليات تنسيق لوجستي مع الدول الشريكة لتفادي الضغط على المحاور التقليدية. ومن المرتقب أن تغطي السفن المعبأة مئات الرحلات ذهابا وإيابا، خصوصا على الخط البحري بين الجزيرة الخضراء وطنجة المتوسط، الذي يشهد ذروة عبور خلال شهري يوليوز وغشت. كما تشمل الخطوط المبرمجة الربط بين سيت والحسيمة، وجنوة والناظور، إلى جانب خطوط ثانوية لضمان تنوع الخيارات أمام المسافرين. وكانت اللجنة الوطنية للعبور قد عقدت اجتماعات تنسيقية موسعة، من بينها لقاء مشترك بين المغرب وإسبانيا انعقد في قادس أواخر ماي، لوضع اللمسات الأخيرة على الجوانب التقنية والتنظيمية المرتبطة بالعملية. وأكد بوريطة أن "نجاح هذه العملية يتطلب تعبئة شاملة على جميع المستويات، تشمل أيضا تعزيز اليقظة الصحية والطاقم القنصلي، إلى جانب الحضور الميداني لمصالح الدعم والمواكبة". ويشكل العبور السنوي للجالية المغربية نحو أرض الوطن لحظة رمزية واستراتيجية، نظرا لحجمه البشري والاقتصادي، حيث يعكس ارتباطا متجددا بالجذور، ويضخ موارد مالية هامة في الاقتصاد الوطني، خصوصا في قطاعات النقل، السياحة والخدمات.