أطلق المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب قبل أيام مشروعا استراتيجيا لنقل المياه انطلاقا من سد الشريف الإدريسي نحو مدينة تطوان والمراكز الساحلية المجاورة، في خطوة تهدف الى تعزيز الامن المائي لمنطقة تشهد ضغطا ديمغرافيا وتوسعا عمرانيا متسارعا. المشروع الذي دخل حيز الخدمة يوم الجمعة 6 يونيو، يربط بين سد يقع في أعالي إقليمشفشاون وشبكة التوزيع الخاصة بمدينة تطوان، مرورا بعدد من الجماعات الساحلية كالمضيق والفنيدق ومارتيل، اضافة الى مراكز اخرى تعرف نموا سياحيا كبيرا خلال فصل الصيف. ويشمل هذا الورش، الذي بلغت كلفته 182 مليون درهم، مد قناة رئيسية بقطر 1200 ملم وطول يقارب 18 كيلومترا، تسمح بنقل 110 آلاف متر مكعب من الماء يوميا، حسب بلاغ صادر عن المكتب. يمول المشروع عبر قرض من الصندوق السعودي للتنمية، ويأتي ضمن البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي للفترة 2020 – 2027، الذي وقع اطاره العام امام الملك محمد السادس في 13 يناير 2020. ويقول المكتب ان المشروع سيساهم في تحسين التزود بالماء الصالح للشرب لما يقارب 740 ألف نسمة، كما سيعزز استقرار الانشطة الاجتماعية والاقتصادية في منطقة تعاني من تقلبات مناخية وندرة في التساقطات. ويأمل الفاعلون المحليون ان يسهم هذا الاستثمار في ضمان استمرارية الخدمة في وجه الارتفاع الكبير في الاستهلاك، لاسيما خلال شهور الصيف التي تعرف توافد الآلاف من الزوار والمصطافين، ما يرفع الطلب الى مستويات قياسية. وتراهن السلطات المغربية منذ سنوات على ربط المدن الكبرى بالسدود القريبة عبر شبكات نقل جديدة، لمواجهة شح المياه وتحقيق نوع من التكامل بين الأحواض المائية، في سياق وطني مطبوع بندرة متزايدة في الموارد الطبيعية وارتفاع كلفة انتاج الماء.