على بعد كيلومترات من خليج طنجة، يعلو هدير الرافعات في محيط ملعب ابن بطوطة، حيث تتدلى هياكل معدنية ضخمة تعكس حجم الورش المفتوح استعدادا لموعدين كرويين استثنائيين. بداية الأسبوع، ارتفع آخر هيكل فوق المدرجات، قبل أن يُرفع العلم المغربي احتفالا بطيّ أصعب مراحل التسقيف. - إعلان - ستة وستون يوما من الأشغال المتواصلة أنهت مرحلة شاقة شملت تركيب ستين هيكلا معدنيا مسبق التجميع. رياح "الشرگي" القوية أرغمت المهندسين على توقيف متقطع للعمل، لكنها لم تغيّر في الأجندة الزمنية للمشروع، الذي يحرص المسؤولون على إنجازه داخل الآجال المحددة. السقف الجديد، المصنوع من أقمشة مشمعة خاصة، سيغطي أكثر من 45 ألف متر مربع، أي ما يعادل 4.5 هكتار، ليضع ملعب طنجة في مصاف الملاعب العالمية، كثاني أكبر سقف من حيث الحجم على مستوى العالم. في الميدان، بدأ العمال أيضا في تثبيت قنوات تصريف مياه الأمطار والشروع في وضع الأقمشة البلاستيكية التي ستشكل الغطاء النهائي. الإصلاحات لا تقتصر على السقف. داخل الملعب، تجرى تهيئة واسعة تشمل المرافق الداخلية وتحديث البنى التقنية، من غرف الملابس وقاعات الصحافة، إلى تجهيزات الإنارة والاتصال، بما يتماشى مع المعايير التي تفرضها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم والاتحاد الدولي "فيفا". هذه الأشغال تجعل من طنجة ورشا مفتوحا في سباق مع الزمن، فالمدينة، التي تعوّد جمهورها على امتلاء مدرجات ابن بطوطة بمباريات اتحاد طنجة والمنتخب المغربي، تجد نفسها اليوم في قلب الرهان القاري والعالمي. بالنسبة للسكان، يشكل ذلك مصدر فخر، لكنه أيضا امتحانا لقدرة المدينة على استقبال عشرات الآلاف من المشجعين بكفاءة. منذ افتتاحه سنة 2011 بطاقة استيعابية تقارب 45 ألف متفرج، كان الملعب فضاء لنهائيات قارية ودولية. واليوم، مع سقفه الجديد وإصلاحاته الشاملة، يتحول إلى رمز لمغرب يراهن على البنية التحتية الرياضية كجزء من استراتيجيته لاستضافة الأحداث الكبرى وتعزيز إشعاعه الكروي.