يعتبر تثمين المدينة العتيقة للصويرة، الذي وقف جلالة الملك محمد السادس على سير أشغال التأهيل الجارية، عناية بالإنسان وحماية للذاكرة المشتركة للمغاربة، باعتبار أن مدينة الصويرة ملتقى للأفكار والثقافات والديانات، ملتقى الموسيقى الروحية والإفريقية كما تعتبر تجسيدا واضحا للعيش المشترك بين الديانات، وفيها نرى التاريخ ولا نحتاج إلى قراءته. فالمدينة العتيقة للصويرة ترسم لوحة عن طبيعة التسامح الإنساني بين الديانات الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام، وفي تثمينها رسالة لهذا الإنسان الذي يعيش في هذه البقعة الجغرافية، ومن مغازيها أن الإنسان لا يعيش بالخبز وحده ولكنه يعيش بالرموز التي يمنحنا إياها التاريخ والتراث. زيارة جلالة الملك للوقوف على الأشغال، تعطي زخما قويا لجهود تثمين هذا الفضاء ذي القيمة التراثية الكبيرة، الإرادة الراسخة لجلالة الملك في المحافظة على الطابع الهندسي لمدينة موغادور، وتعزيز إشعاعها الثقافي والسياحي وتحسين ظروف عيش وعمل ساكنتها. الاهتمام مزدوج، يشمل العناية بالإنسان، وذلك من خلال تحسين ظروف عيش وعمل ساكنتها. فالإنسان يوجد في قلب الاستراتيجية الملكية، بل في قلب التوجهات الملكية منذ وصوله للحكم، حيث اهتم جلالته بتنمية الإنسان من خلال مشاريع التنمية البشرية ومن خلال الاهتمام بالمشاريع الثقافية. كما أن المشروع يهدف إلى استثمار التراث الثقافي في مجالات التنمية، خصوصا توظيفها في تطوير السياحة وتقوية الاقتصاد وتوفير ظروف عيش جيدة للساكنة. ضمن المشاريع المعنية بالتثمين: السور التاريخي للمدينة العتيقة، وترميم وإعادة الاعتبار لبرج باب مراكش، ومعالجة البنايات المهددة بالانهيار، وترميم سقالة الميناء، تأهيل تعاونية دار العرعار، والكنيسة البرتغالية، وبناء المركز الصحي "درب لعلوج"، ومركز لمحاربة الإدمان، ومركز للتعليم الأولي، والهدم الكلي أو الجزئي ل123 بناية، وترميم زاويتين، وتأهيل كنيس "صلاة الكاهل"، وقيسارية الصياغين، وإصلاح وتأهيل أربع سقايات، وبناء مأوى للشباب، وتأهيل وتهيئة ثلاثة مسارات سياحية، وخلق نقط الإرشاد السياحي ولوحات تفاعلية، وإحداث المركز السياحي للاستقبال والمعلومات، وتقوية شبكة الإنارة العمومية. هذه المشاريع في مجموعها تمثل رؤية ملكية متكاملة في رعاية الإنسان والعناية به وبمعيشه اليومي، لكن في الوقت نفسه الاعتناء برموزه وبالذاكرة المشتركة وقيم العيش المشترك والتسامح.