الحقوق تؤخذ بالنضال وليس بالتمني. بالنضال الصادق الموحد ضد فيالق الفساد وامتصاص دماء الشغيلة. فصفا واحدا مرصوصا لاسترجاع الحقوق وبعيدا عن نقابة الشيوخ الإسترزاقيين التي افقرت الطبقات الهشة وعمال القطاع الخاص وتريد ان تاتي على ما تبقى من التعليم والصحة والقطاعات الآخرى نقابة الكدش بكلميم بقيادة شيخها الكاتب المحلي فشلت في تعبئة الطبقة العاملة لاقناعهم في المشاركة في المسيرة العمالية بالدارالبيضاء ، ولم يكن حجم مسيرة 29 نونبر بالقدر المطلوب ، بل كانت أقل بكثير من مسيرة 19 ابريل المنصرم . بحيث أصبح العمل النقابي الذي يمر بعنق الزجاجة نظرا للأزمات البنيوية التي أصبح يعيشها ، بسبب تخليه على مجموعة من القيم والمبادئ التي لا زالت حاجتنا إليها ماسة ومبررات وجودها قائمة ، وبسبب تفشي البيروقراطية والانتهازية وسياستهم الإسترزاقية على حساب الطبقة العاملة التي اختلط عليها الحابل بالنابل ، بالفعل تبين للعموم وبالواضح أن الكدش بكلميم التى تدعي الدفاع عن العمال وعن مكتسباتهم وحقوقهم المادية والمعنوية للأسف ﻻ تدافع إﻻ عن مصالحها ولو كلفها ذلك أن تركب على ملفات مطلبية للقطاع الخاص ، نذكر هنا في هذا المقال بعض القطاعات التي تبنت النقابة ملفها المطلبي وفشلت النقابة في تحقيقه ، ومن بين القطاعات قطاع المساعدين الصيدلين الذين إلتحقوا بنقابة الكدش حاملين معهم ملفهم المطلبي وهو ساعات العمل التي يقضونها في الوقوف لمدة 9 ساعات يوميا بمجموع 50ساعة أسبوعيا كمطلب للصيدلانيين ، إظافة إلى الاجرة التي تتراوح بين 1500و2000درهم لأحسنهم وأنا شخصيا لازلت أعرف من يتقاضى 1000 درهم أو أقل ، حرمانهم من عطل الأعياد الوطنية ، وكذلك إلغاء الساعتين الإظافية وراء الافطار في شهر رمضان الكريم وعدة مطالب آخرى . وامام كل هذه المطالب المشروعة لاشيئ حققته لهم نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل سوى الوعود الكاذبة واستغلالهم في واجبات الانخراط ودعم صندوق التبرعات داخل المقر الذي يسترزق منه الكاتب المحلي لوحده . أما بالنسبة لعمال مركز الحليب بكلميم رغم انخراطهم في نقابة الكدش ومطالبهم التي نخلصها في مطالبتهم بالتعجيل في الترسيم او على الأقل الزيادة في الأجور مرحليا كحسن نية من الشركة المشغلة والتي لا ترقى للحد الأدنى للأجور كما عبر مجموعة من هؤلاء العمال عن أملهم أن تحقق لهم نقابة الكدش ولو جزء من مطالبهم المشروعة ، ولكن لا حياة لمن تنادي تبقى المطالب في مهب الريح وهدف نقابة الكدش هو جمع عدد كبير من المنخرطين واجتماعات فارغة المحتوي داخل المقر ولا شيئ سوى وعود كاذبة . اما مستخدمي جمعية الأمانة لإنعاش المقاولات الصغرى بكلميم رغم انخراطهم بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل وملفهم المطلبي الشائك كذلك الذي نذكر منه مراجعة سياسة الاجور والتعويضات التعويض عن بعض المخاطر ، التعويض عن ساعات العمل الإضافية والعطل والمداومة الليلية الإهتمام بالأوضاع الإجتماعية للمستخدمين والمستخدمات من خلال الاقتراب من المؤسسة وخلق صندوق خاص بالأعمال الإجتماعية ومطالب آخرى لا حصر لها ، تبقى هذه الوعود على الورق فقط فشلت النقابة في ترجمتها بارض الواقع . وامام فشل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في تحقيق ولو جزء بسيط من مطالب القطاع الخاص الذي يعيش الويلات من جهة ولغة الخشب من جهة من طرف نقابة الكدش الذي عجز عن إيجاد حلول لملفاتهم أوجه رسالة الى عموم الطبقة العاملة في جميع القطاعات أن العمل النقابي أدى إلى إسقاط الصراعات السياسية داخل النقابات بصفة عامة وإلى استبعاد الممارسة الموضوعية المتزنة ، وحول النقابات إلى ملحقات للأحزاب يرتبط نشاطها أساسا بأهداف الحزب وبرنامجه وليس بمطالب الشغيلة بصفة عامة ، وهذا ما يبين العزوف السياسي بحجمه وبكل تفاصيله إلى ساحة العمل النقابي. وقد صارت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل معروفة باسم الحزب الذي تعمل لصالحه ، هذا الواقع خلف حاجزا يصد أبواب العمل النقابي ، ويستغلون ضعف الوعي عند غالبية الطبقة العاملة فيسوقونهم كالاغنام لقضاء مصالحهم الشخصية والكدش مدعوة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، للتصالح الحقيقي مع الجماهير الشعبية ، وتقديم النموذج الحي والصادق من مناضليها وقياداتها ، والقطع مع أساليب اتشلهيب والزبونية وبيع الذمم والريع النقابي...