دعا المشاركون في ندوة حول “مستقبل المنطقة المغاربية في ظل التحولات الإقليمية” نظمتها المنظمة المغربية للصحراويين الوحدويين بمدينة أكادير أيام 2، 3، و 4 مارس 2012 إلى تأسيس منظمة مغاربية للعمل على تفعيل الاندماج المغاربي، تتشكل أساسا من الفعاليات المدنية والأكاديمية والإعلامية، مشددين على ضرورة اشتغال فعاليات المجتمع المدني على الترويج لفكرة التعاون والتشارك والتقارب المغاربي- المغاربي من خلال تنظيم ملتقيات مماثلة وتبادل الزيارات والخبرات. المشاركون في هذا الملتقى الناجح وبامتياز، دعوا إلى التعجيل بفتح الحدود المغربية الجزائرية كخطوة حتمية وأولى في مسار تعزيز الاتحاد المغاربي، مع ضرورة تجاوز القضايا الخلافية البينية والتمسك بالقواسم المشتركة وعوامل الوحدة، و أكد المشاركون في سياق متصل على ضرورة تكاثف جهود الدول الخمسة المغاربية لمواجهة التحديات الأمنية المحدقة بالمنطقة من خلال التنسيق والتعاون المشترك، مع إيجاد حل سياسي وسلمي وتوافقي بين أطراف النزاع حول الصحراء بإعتباره أكبر عائق أمام الاتحاد المغاربي، وتم بهذا الخصوص التنويه بالمقترح المغربي القاضي بمنح إقليم الصحراء حكما ذاتيا في إطار الجهوية الموسعة، كحل مطروح للنقاش والتفاوض يمكنه أن يساهم في التعجيل بعملية الاندماج المغاربي. وكان العشرات من الفعاليات المدنية والأكاديمية والإعلامية من الدول المغاربية الخمسة، قد عكفوا على مدى ثلاثة أيام على التداول في مستقبل المنطقة المغاربية في ظل التحولات الإقليمية، و تدارس مختلف القضايا ذات الصلة باقتصاديات الدول المغاربية ووضعية هذه الدول على المستوى السياسي و الاجتماعي و الثقافي، وعيا منها بأهمية المرحلة الراهنة وحساسيتها في إرتباطها بمستقبل البناء المغاربي الموحد، و قد عبرت هذه الفعاليات في بيان ختامي توصلت “الخبر” بنسخة منه، عن تضامنا المطلق واللامشروط مع الثورة السورية، منددة بجرائم نظام الأسد بحق الشعب السوري، مع تجديد دعمها وتضامها مع الشعب الفلسطيني. الفعاليات المغاربية التي أشادت بالثورتين التونسية والليبية، عبرت كذلكعن تضامنها المطلق واللامشروط مع هذين الشعبين الشقيقين في سعيهما نحو بناء مستقبل متقدم وزاهر، وأكدت بهذا الخصوص على ضرورة تعميق الإصلاحات السياسية بكل من المغرب والجزائر وموريطانيا بشكل يكفل التأسيس لممارسة ديمقراطية حقيقية وعميقة. وقد نوه المشاركون بالمشاركة الوازنة والفاعلة للشخصيات والفعاليات المغاربية من الأقطار الخمسة المساهمة في تأطير هذا الملتقى والتي تعتبر بمثابة رسالة قوية إلى الأنظمة المغاربية وإلى الرأي العام مفادها، توق الشعوب المغاربية إلى تحقيق إندماج مغاربي فاعل ومؤثر، إنطلاقا من وعيها العميق بضرورة تحقيق منظومة مغاربية موحدة كخيار استراتيجي لا محيد عنه.