مساءلة وزير الفلاحة أمام البرلمان حول ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء وتوفير أضاحي العيد بأثمنة مناسبة    رئيس الوزراء الفلسطيني يعرب عن تقدير بلاده لمواقف المغرب الثابتة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني    الشعباني: "سنواجه فريقا متمرسا في نهائي الكونفدرالية"    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    المفاوضات بشأن اتفاق الاستعداد للجوائح بمنظمة الصحة العالمية تدخل مرحلتها الأخيرة    نجاح كبير للدورة ال16 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب    عاجل.. رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز يقرر البقاء في منصبه    إدارة السجن المحلي بوجدة تنفي ما نقل عن والدة سجين بخصوص وجود آثار ضرب وجرح على وجهه    طلاب مغاربة يتضامنون مع نظرائهم الغربيين الداعمين لغزة    بيدرو سانشيز يكشف قراره النهائي بخصوص الاستمرار في منصبه    أبرزها الاستبعاد من بطولات إفريقيا.. العقوبات المنتظرة على اتحاد العاصمة بعد انسحابه أمام نهضة بركان    المنتخب المغربي يتأهل إلى نهائي البطولة العربية على حساب تونس    بنكيران: "مرشحو العدالة والتنمية لا تهزمهم المنافسة الشريفة بل استعمال المال ورئيس الحكومة يختبئ وراء الملك"    تيزنيت.. 5 نقابات صحية تدعو لفتح تحقيق معمّق بشأن شبكة المؤسسات الصحية    السكوري…المخاطر المهنية يمكن تفاديها بإرساء نظام فعال للسلامة وثقافة وقائية    للمنافسة عالميا.. جهود مغربية لتطوير صناعة الألعاب الإلكترونية    أسعار الذهب تتراجع مع انحسار آمال خفض سعر الفائدة الأمريكية    الدرهم يتراجع ب 0,46 في المائة مقابل الأورو    حكيمي يتوج رفقة باريس سان جيرمان بالدوري الفرنسي    ولي العهد الأمير مولاي الحسن يترأس الجائزة الكبرى لجلالة الملك محمد السادس للقفز على الحواجز بالرباط    مجلس المنافسة: 40 في المئة من الخضر والفواكه بالمغرب تتعرض للتلف    النفط يهبط 1% مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار في غزة    توقعات أحوال الطقس اليوم الاثنين    حكواتيون من جامع الفنا يروون التاريخ المشترك بين المغرب وبريطانيا    تقرير: نمو "سياحة المغامرات" يتخطى 19% بحلول 2032    المشتبه فيه فقتل التلميذة "حورية" بصفرو قرقبو عليه بوليس فاس: العملية الأمنية شاركت فيها الديستي وها فين لقاو المجرم    النائب المرابط إلى وزير التربية الوطنية: إحداث ثانوية بجماعة بليونش ستكون له انعكاسات جد إيجابية تربويا واجتماعيا    واش يبقى ولا يستاقل. اليوم يتحدد مصير رئيس الحكومة الصبليوني. خدا ويكاند باش ياخد قرارو بعد اتهام مراتو بالفساد    منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سبعة من عمالها    بالفيديو.. الجيش الإسباني ينفذ تمارين عسكرية على الحدود مع الناظور    الحكومة والنقابات توقعات على زيادات عامة في الأجور وتخفيضات في الضريبة على الدخل    الصين: "بي إم دبليو" تستثمر 2,8 مليار دولار اضافية شمال شرق البلد    200 مليون مسلم في الهند، "أقلية غير مرئية" في عهد بهاراتيا جاناتا    تقرير: المغرب وإسرائيل يسعيان تعميق التعاون العسكري رغم الحرب في غزة    يوسفية برشيد يضع قدمه الأولى في القسم الثاني بعد التعادل مع تطوان    ماركا: المغرب يستغل الفرصة.. استعدادات متقدمة لنهائيات كأس العالم وسط فضائح الاتحاد الإسباني    رواد مركبة الفضاء الصينية "شنتشو-17" يعودون إلى الأرض في 30 أبريل    إدارة أولمبيك خريبكة تحتح على الحكام    "عشر دقائق فقط، لو تأخرت لما تمكنت من إخباركم قصتي اليوم" مراسل بي بي سي في غزة    "العدالة والتنمية" يندد بدعوات إلى استقالة ابن كيران بعد خسارة انتخابات جزئية    "العدالة والتنمية" ينتقد حديث أخنوش عن الملك خلال عرض حصيلته منددا بتصريح عن "ولاية مقبلة"    بايتاس: ولوج المغاربة للعلاج بات سريعا بفضل "أمو تضامن" عكس "راميد"    بعد كورونا .. جائحة جديدة تهدد العالم في المستقبل القريب    الأسير الفلسطيني باسم خندقجي يظفر بجائزة الرواية العربية في أبوظبي    الفيلم المغربي "كذب أبيض" يفوز بجائزة مهرجان مالمو للسينما العربية    دراسة: الكرياتين يحفز الدماغ عند الحرمان من النوم    التاريخ الجهوي وأسئلة المنهج    طنجة "واحة حرية" جذبت كبار موسيقيي الجاز    تتويج الفائزين بالجائزة الوطنية لفن الخطابة    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    مهرجان إثران للمسرح يعلن عن برنامج الدورة الثالثة    خبراء وباحثون يسلطون الضوء على المنهج النبوي في حل النزاعات في تكوين علمي بالرباط    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (8)    الأمثال العامية بتطوان... (584)    انتخابات الرئاسة الأمريكية تؤجل قرار حظر "سجائر المنثول"    كورونا يظهر مجدداً في جهة الشرق.. هذا عدد الاصابات لهذا الأسبوع    الأمثال العامية بتطوان... (583)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأهرام: المغرب الذي يجب أن نعرفه.. الملك محمد الخامس وضع حجر الاساس للسد العالي مع عبد الناصر‎

حيانا ما يصيب العمى عيون وقلوب البعض منا في مصر، فلا نرى ما هو أمامنا ولا نعرف صديقنا من عدونا، ولا نقدر من يحبنا بصدق ودون شروط ممن يحبنا لمصلحة وقتية أو يتقرب منا لظروف آنية فنسيء - دون قصد أحيانا وبمنتهى سوء القصد غالبا - إلى أشقاء غالين وأصدقاء حقيقيين لمصر دولة وشعبا. حدث ذلك بسبب الإعلام مع الشقيقة الجزائر منذ بضعة أعوام، ولأنه مر دون عقاب أو حساب، ها هو يتكرر الآن مع بلد آخر شقيق هو المغرب.
وكشفت واقعة تطاول المذيعة - غير المسئولة - أمانى الخياط، وإهانتها للمغرب والشعب المغربي وملكه عن ضرورة قيام أجهزة الدولة المصرية المختلفة - الخارجية والثقافة والإعلام وغيرها - بوضع حد لأخطاء وجرائم الفضائيات المصرية فى اثارة مشاعر الاشقاء العرب أو توجيه اي اهانات أو عبارات عشوائية جارحة تهدد أحد أهم أركان الأمن القومي المصري المتمثل في رصيد المحبة الهائل من المحبة والتقدير لمصر في قلوب هؤلاء الأشقاء والمصالح اللانهائية والأبدية بيننا وبينهم، خصوصاً المغرب الشقيق الذي يحب أهله مصر والمصريين بدرجة غير عادية تزيد أحيانا عن حب بعض المصريين الفاشلين لبلدهم بكل أسف.

المملكة المغربية الشقيقة لمن لا يعرف هى أقرب البلدان العربية الشقيقة والصديقة إلى مصر فى كل شيء سواء فى القيمة التاريخية والأهمية الجغرافية، أو القامة الثقافية والعلمية، فالمغرب من أعرق الشعوب العربية حضارة وثقافة قديما وحديثا، من الناحية التاريخية أسهم الشعب المغربى فى فتح الأندلس ونشر الإسلام فى القارة الأوروبية العجوز، وبه أحد أكبر وأشهر مساجد العالم وهو مسجد الحسن الثانى فى الدار البيضاء، ومن المغرب وفدت الصوفية وأعلامها إلي مصر فى طريقهم للحج فاستقر بها عدد من الأولياء المتصوفين أمثال أبى العباس المرسي المولود فى الأندلس والمتوفى فى الإسكندرية، وعبدالرحيم القناوى، و أبو الحسن الشاذلى، تلميذ بن مشيش القطب المغربى الكبير. وإذا كانت شمس العلم والمعرفة، الإشعاع الحضارى تشرق من مصر فهى تغرب فى ربوع المغرب الشقيق والعريق.
والتاريخ يربط بين مصر والمغرب بروابط قديمة جدا، بل إن بعض الدراسات والكتابات المعاصرة جدا ترجع أصول بعض الأسر الفرعونية إلي الأصول الأمازيغية (والأمازيغ هم السكان الأصليين لبلاد المغرب قبل الإسلام)، وفى فترة التاريخ المعاصر لا يمكن نسيان دعم مصر لاستقلال المغرب ومشاركة ملك المغرب محمد الخامس، فى وضع حجر أساس السد العالى مع الزعيم المصرى الراحل جمال عدالناصر، واستقبال مصر لزعيم المقاومة فى الريف وأحد أعظم مؤسسي مفهوم حرب العصابات أو المقاومة الشعبية للاحتلال فى التاريخ العالمى المعاصر الزعيم عبدالكريم الخطابى، أمير المقاومة فى الريف بشمال المغرب الذى قاوم الاحتلال الإسبانى، ثم الفرنسي، بشكل سجله له التاريخ بحروف من نور، وبقى فى مصر لفترة عندما كانت مصر قبلة للعرب وزعماء العروبة الرواد.
الأهمية الاقتصادية
والمغرب هو مفتاح القارة الإفريقية من شمالها الغربى ومن أقوى الاقتصاديات العربية غير النفطية، فهو من أكبر منتجى ومصدرى الفوسفات فى العالم، وثروته السمكية ضخمة ومتنوعة بحيث يتشارك فى صيدها والتجارة فيها مع الاتحاد الأوروبى سنويا، برسوم وشروط يحددها المغرب دوريا، وهو من أكبر منتجى ومصدرى الخضراوات والموالح أو الحمضيات أيضا إلي أوروبا. المغرب واحدة من أكبر قلاع تصنيع السيارات من جميع الماركات، كما أنه أصبح أخيرا أيضا قبلة لصناعة الطيران وقطع غيار ومستلزمات الطائرات المدنية، المملكة المغربية تانى أكبر قبلة ووجهة سياحية عالمية فى شمال إفريقيا، وربما فى المنطقة كلها بعد مصر، هذا البلد العربى لديه واحدة من أحدث شبكات القطارات والطرق الحديدية وأكثرها انتظاما وأناقة فى العالم العربى وربما إفريقيا كلها وفيها يسير كل شيء بنظام وروعة وجمال سواء القطارات العادية أو الأحدث ذات الطابقين، كما أن المغرب لديه واحد من أهم الموانئ الإقليمية والعالمية التجارية والسياحية الفخمة على البحر المتوسط وهو ميناء طنجة (بعض مراحله لاتزال قيد التشييد).
الملك المغربى دشن عهده فى الحكم بصك التجربة الفريدة للمغرب فى العدالة الانتقالية وتصفية فترة الحكم العنيف لوالده الحسن الثانى، وبعد تولى الملك الشاب زمام الأمور فى بلاده عام 1999، لا يمر يوم لا يفتتح فيه مشروعا تنمويا جديدا وطموحا فى ربع من ربوع بلاده، و يتداول المغاربة حكايات إنسانية كثيرة تشبه الأساطير عن الملك الإنسان وكيف أنهم أحيانا يجدونه بينهم سائرا دون حراسة كبيرة، أو يقود سيارته بنفسه وسط المواطنين حتى أصبح يلقب بملك الشعب وتذكرنى جولات الملك المغربى محمد السادس أخيرا فى دول إفريقية بجولات الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر، واستقباله فى الدول الإفريقية استقبالات أسطورية. والمغرب هو الدولة الإسلامية الوحيدة التى تدعو لملكها بالنصرة والتأييد على منابر المساجد ولا تزال تلقبه بلقب أمير المؤمنين ويقبلون يديه فى المحافل الرسمية باعتباره من السلالة العلوية ويمتد نسبه إلي الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).
المغرب..أسطورة المكان والتاريخ الحى
عندما يتجول الزائر داخل أى مدينة مغربية يجد أن المدن القديمة التاريخية محاطة بأسوار شاهقة الارتفاع بلون أحمر طوبى مميز وتتخلل تلك الأسوار بوابات متعددة لتلك المدن كانت تلك البوابات تغلق فى المساء لتأمين تلك المدن من الغرباء واللصوص، ولكل من تلك الأبواب اسم مميز مثل باب مراكش الشهير فى المدينة القديمة بالدار البيضاء، أو باب الرواح بمدينة الرباط القديمة، أو باب المنصور فى مدينة مكناس القديمة، أو الأبواب الثمانية لمدينة فاس، وأشهرهم على الإطلاق، باب الماكينة، وباب أبو الجلود - وهو ما يتشابه مع القاهرة التاريخية ومبانيها، وأبوابها الشهيرة باب النصر- وباب زويلة- وتتميز تلك المدن العتيقة بحواريها الضيقة جدا والتى قد تصل إليها أحيانا بالنزول لعدة أمتار عبر درجات سلالم وهو ما عليه الحال فى المدينة العتيقة بفاس، والتجول بتلك المدن القديمة متعة حقيقية حيث الشوارع والحارات والدروب الضيقة ودرجاتها التى تهبط بك إلي أسفل المدينة حيث ترى المنازل ذات الأسوار العالية التى غالبا ما تحجب ما بداخلها من باحات وأفنية وحدائق ونافورات مياه، والدكاكين فى كل ركن على الطراز القديم تبيع كل السلع التقليدية أو الخضراوات، أو توجد بها الورش الصغيرة للمصنوعات التقليدية، وتختلط فى جنبات المكان رائحة التاريخ العريق بروائح العطارة والتوابل، والمنتجات الجلدية، والبخور والعطور خصوصاً فى المدينة القديمة بفاس ومراكش، ولا تكتمل روعة وجمال الصورة فى أى من المدن القديمة إلا بمشاهدة ساكنى تلك المدن أو زائريها بأزيائهم التقليدية التى لم تتغير بمرور الزمن العباءة "الجلابية" الحريمى بألوانها الزاهية المختلفة والعباءة الرجالى و"البلغة" المغربية الشهيرة فى الأقدام ولا تستطيع وقتها أن تخفى شعورك بالانبهار وكأنك قد انتقلت فورا بضعة قرون عبر الزمن القديم أو كأنك تشاهد صفحات حية كاملة التفاصيل والمعالم من كتاب التاريخ.
الثقافة المغربية ثقافة حية وفاعلة ومتميزة بقوة على المستوى العربى، والمغرب أحد أكثر البلدان العربية تقدما وحداثة فى الفلسفة والعلوم الإنسانية، والدراسات النقدية، ولديه نظام تعليمى محترم ومتطور ، ويحفل المغرب بالعديد من الأدباء والشعراء والفلاسفة والنقاد والمفكرين المعروفين عربيا مثل المفكر والفيلسوف العربى المغربى محمد عابد الجابرى، والأدباء محمد شكرى – محمد زفزاف- محمد برادة- الكاتبة والأديبة فاطمة المرنيسي. وفى المجال السينمائى يعتبر المغرب صاحب أكثر التجارب السينمائية حداثة وتطورا خلال الربع قرن الماضي، كما أن به ستوديوهات عالمية للسينما فى مدينة ورزازات صورت فيها العديد من علامات أفلام السينما العالمية.
كما لا يمكن إغفال أهمية المطبخ المغربى العريق ذو السمعة العالمية، والشاى المغربى- أو " الآتاى" - والذى يشتهر المغرب وبريطانيا بالحرص عليه والولع بشربه عالميا، والحمام المغربى- وطقوسه العجيبة والسحرية فى الحفاظ على الجمال والصحة- كأهم مفردات الثقافة المغربية الفريدة.
أساطير المرأه المغربية
المرأة المغربية التى ينال منها الإعلام المغرض وغير المنصف، وتهينها الصور النمطية التى يتم إلصاقها دوما بها من المحيط للخليج هى على العكس هى نموذج فريد ورائع للنساء تجمع بين صفات المرأة العربية والمسلمة وبين التوجه والثقافة الغربية فى آن واحد، وهو ما يعطيها تميزا لا يمكن إغفاله، وما إن تقع عيناك على المرأه المغربية إلا ويسيطر عليك إحساس آسر بتميز تلك المرأه عن الكثير من النساء، وكثير من المعجبين بالمغرب البلد والناس والمكان خصوصاً من الرجال كان السبب وراء بداية معرفتهم وإعجابهم بهذا البلد الجميل امرأة ما.
والمرأه المغربية فى الإجمال تتصف بمجموعة من الصفات قلما تجتمع فى امرأة واحدة وهو ما جعلها مميزة ومطلوبة جدا للزواج عربيا أو خليجيا ومصريا أيضا وحتى أوروبيا أو أمريكيا، كل هؤلاء يرون فى المغربية امرأه مميزة تجد فيها الشخصية والاستقلالية، الأنوثة والجمال، الثقافة والنضج والوعى والواقعية، الدفء والحنان والرومانسية، والأمومة وحب الأسرة مع الجدية والمرح، امرأه مكافحة تحب وتجيد العيش فى كل الظروف والثقافات دون اشتراطات تعجيزية فى الأمور المادية عند الزواج كما يحدث عندنا فى مصر بكل أسف. كل تلك المميزات دفعت الكثيرين من المصريين على سبيل المثال - وغيرهم من الجنسيات العربية والأجنبية - للبحث عن الزواج من المرأه المغربية حتى إن عدد الزيجات المسجلة فى السفارة المغربية بالقاهرة بين مصريين ومغربيات تتراوح سنويا ما بين 3000-2500 سنويا.

ولو افترضنا أن نسبة الزيجات من مغربيات والتى تتم بمصر هى فقط نصف أو ثلث العدد الإجمالى لزواج المصريين من مغربيات حيث إن أضعاف هذا الرقم من حالات الزواج تتم بالمغرب لتفضيل الأسر المغربية إتمام زواج بناتهم بأزواج من جنسيات أخري داخل بلادهم لتضاعف هذا الرقم إلي ضعفين أو ثلاثة أضعاف وهو رقم يعبر عن مدى تميز المرأة المغربية والإقبال على الزواج منها من جانب الرجال المصريين.
فعندما نتحدث عن المغرب فإنما نتحدث عن عشرات الآلاف من حالات اختلاط الدماء والأنساب أيضا وليس الثقافات فقط بين مصر والمغرب. والمرأة المغربية التى يفترى عليها البعض من الجاهلين الحاقدين، ويرددون عنها الأكاذيب امرأة جادة دؤوب تقود الطائرة والقطار وتعمل فى جميع الوظائف العلمية، والأكاديمية، والطبية، والهندسية، والقضائية، وتعمل فى المجال الشرطى والعسكري فى فروعه المختلفة وعلى الرغم من ذلك تفخر بأن دورها الأول فى الحياة هو كونها أنثي وامرأة وربة بيت من الطراز الأول.
حكايات فى حب مصر
الشعب المغربى فى كل أرجائه سواء أكان من أصول عربية أو أمازيغية بما يحمله ذلك من اختلافات وتباينات لغوية يتفق جميعه على فهم وحب وحفظ اللهجة المصرية وما تعكسه اللهجة من الثقافة من عبر الأعمال الدرامية والسينمائية لأن الجميع يتابعونها بكثرة وباستمرار أينما كانوا ومهما كانت لهجتهم المحلية، وبدرجة تبهر أى مصرى يوجد بالمغرب، فالمغربى العادى الذى تصادفه فى أى مكان سواء عامل المقهى أو سائق التاكسى أو شخص يجلس مجاورا لك فى القطار أو أى موظف فى الفندق أو أى شخص فى السوق يعرف كل تفاصيل الحياة اليومية والأحداث والمستجدات فى مصر، وتحمل ذاكرتى عشرات القصص وحكايات العشق لمصر وأى إنسان عندما يعرف أنك مصرى من أول كلمة تنطق بها حتى يسألك عن مصر وأهلها وأخبارها وعن شوارعها ومدنها: هذا يسألك كيف هى شوارع الإسكندرية ويسر كثيرا عندما تقرب الموضوع إلي ذاكرته البصرية وتقول له إن شوارع الإسكندرية وشوارع وسط البلد فى القاهرة تشبه جدا شوارع مدينة الدار البيضاء بمبانيها ذات المعمار الأوروبي، وآخر يصارحك بأن أمنية حياته أن يرى الأهرامات، ونهر النيل وخان الخليلى، أو شرم الشيخ، إن الحضور المصري في الوجدان المغربي راسخ ومتجذر في أعماق كل مغربي. حتى إن المغاربة كبار السن كانوا دائما يربطون المشرق العربي بمصر سواء في عهدها الملكي أو الجمهوري.
وبرغم أن كل مغربى يشاهد مصر طوال الوقت ويعرف عنها كل التفاصيل إلا أنه يتعامل معك ويحتفى بك فى المغرب كما لو كنت أول زائر مصرى لبلاده منذ عقود، كما أن المغرب من البلدان التى لا يشعر المصرى فيها أبدا بالغربة.
والجميع رجال ونساء يبجلون ويعشقون من أعماق قلوبهم كل الممثلين والمطربين المصريين ويحفظون عن ظهر قلب العديد من أسمائهم وألقابهم الشهيرة وأعمالهم، البعض مفتون بفريد شوقى أو وحش الشاشة - كما يحفظون اسمه ولقبه الشهير - أو إسماعيل ياسين أو سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التى يعشقها إلي حد التقديس صديقى عبد الرحيم، مسئول الاستقبال بفندق تروكاديرو بمنطقة "بن جدية" بالدار البيضاء، والذى لم يمل من سؤالى عنها وهل فعلا يمكن أن نراها تتجول فى شوارع القاهرة، وعما إذا كان صحيحا أنها تسكن فى فيلا بمنطقة الزمالك! وأضاف عبدا لرحيم أنه برغم عدم اكتراثه بأى من الفنانين أو الممثلين المغاربة، لكنه إذا علم أن فاتن حمامة وطأت قدماها أرض المغرب يسعي لمقابلتها ومشاهدتها حتى لو كانت فى أغادير التي تبعد عن الدار البيضاء بأكثر من 520 كيلومتراً!.

وفى عام 2008، وجدت صديقتي المغربية مدرسة اللغة الفرنسية غزلان على الإنترنت تعتذر لى لأنها لم تعزينى مبكرا فى وفاة المخرج العظيم يوسف شاهين، الذى كان قد رحل منذ قرابة الأسبوع (أواخر يوليو من نفس العام) وأبلغتنى كم أحزنهم جدا فى المغرب سماع ذلك الخبر وسألتنى إن كنت قد ذهبت إلي الإسكندرية لكى أحضر مراسم الدفن أم لا.
وبعدها بأيام قليلة فقط، وكنت قد نشرت بضعة سطور عن انطباعاتى عن زيارتى للمغرب فى جريدة الأهرام استوقفت تلك السطور أحد زملائى الصحفيين بالأهرام وطلب منى فى حماسة وتشوق أن أزيده مما عرفت من صفات عن أشقائنا فى المغرب، وقلت له إن المغاربة يتابعون باهتمام بالغ كل تفاصيل وأحداث الحياة المصرية وإذا بى وأنا أكمل حديثى معه أتلقى رسالة نصية عبر هاتفى المحمول من صديقتى غزلان تستفسر منى عما إذا كان هناك ضحايا ووفيات فى حادث الحريق الذى وقع فى مجلس الشورى قبلها بيوم واحد فقط فى 19 أغسطس عام 2008.
ولذلك لابد من أن نصر على التصدي بكل حزم لمثل تلك الافتراءات والجرائم الإعلامية التى تحاول تعكير الأجواء الصافية بين المغرب ومصر والنيل من كل ذلك الرصيد من الحب والإخوة والعلاقات الفريدة النموذجية بين الأشقاء والأصدقاء، وتجعلنا نقول للمغرضين أو الجاهلين أو الفاشلين "إلا المغرب أيها الفاشلون."


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.