العديدون لايعرفون سبب اعتقال رشيد نيني الأحد 19 أكتوبر، ولا يعرفون ملابسات القضية التي بموجبها طولب بأداء مبلغ مالي بعد حكم قضائي عليه. بل إن موقعا إلكترونيا معينا حين كتب الخبر في الصيغة الأولى تحدث عن قضية رفعها علي بوعبيد ضد رشيد نيني، والحق أن علي بوعبيد وهو إبن الزعيم الكبير عبد الرحيم بوعبيد لم يسبق له أن رفع أي قضية ضد مدير المساء سابقا ومدير "الأخبار" حاليا. الحكاية الحقيقية هي أن الصحافي الرياضي محمد بوعبيد رحمه الله فوجئ ذات صباح بجريدة "المساء" تنشر خبرا زائفا عنه يتعلق بمنعه من السفر في مطار محمد الخامس، واعتقاله بسبب شيكات دون رصيد. الراحل اعتبر الخبر مساسا به وبسمعته وبمصداقيته وقرر التقدم بدعوى في المحكمة لأنه تصور أن الصحافي الذي نشر الخبر كان ملزما بالاتصال به للتأكد من حقيقة المنع من السفر والاعتقال قبل نشر خبر خطير مثل هذا في الصفحة الأولى لجريدة كان يقبل عليها المغاربة أيام إدارتها من طرف نيني. الراحل بوعبيد كلف المحامي محمد كرم بهذا الملف ونسي الموضوع إلي أن حكم لصالحه فيه، وظل ينتظر تطبيق الحكم، ومن الأمور التي يعرفها فقط المقربون من بوعبيد أنه وحين دخل رشيد نيني السجن لمدة سنة واحدة تدخل العديدون لدى بوعبيد لكي يتنازل عن الدعوى فرفض رفضا قاطعا معتبرا أن كرامته مست وأنه لا يمكن أن يتنازل إلا باعتذار علني يوازي الضرر الذي لحق به، وخلال الأشهر الأخيرة من حياته ظل الراحل بوعبيد يتساءل عن مصير المبلغ الذي حكم به لصالحه، ويتساءل عن الجهة التي تمنع تطبيقه، رغم أن المحكوم ضده أي رشيد نيني معروف المكان والعنوان والصفة. رحل بوعبيد عن عالمنا، ونسيت أسرته تماما هذا الموضوع الذي أصبح بالنسبة لها تافها بعد رحيل رب الأسرة إلي أن جاء الأحد 19 أكتوبر وأعادت حكاية اعتقال رشيد نيني لمدة ساعتين في يوم عطلة أحزان أسرة فجعت في ربها وفقدت فيه المعيل، ولا تريد أن تتذكر عنه الآن إلا كل شيء جميل، أما توافه الدنيا فتبقى فيها بكل تأكيد