AHDATH.INFO – خاص عندما اعتقد إخوانيو مصر أنهم امتلكوا أم الدنيا، وبعدما خطب فيهم يوسف القرضاوي خطبة ميدان التحرير، وذهب رئيسهم محمد مرسي إلى قصر الاتحادية، التفتوا إلى القنوات التلفزيونية. قالوا لأنفسهم : هذه القنوات كانت دائما سلاح مصر الموجه إلى العالم العربي. بها عرف العرب كلهم أم كلثوم وعبد الحليم ونجيب محفوظ وزويل ومنتخب الساجدين وتاريخ البلد وحضارته، بل بها أتقن العرب كل العرب اللغة المصرية، وصاروا شاطرين فيها يعرفون التمييز بين مخارج حروفها من أقصى الصعيد الجواني إلى الإسكندرية وأيوه، مرورا طبعا بالقاهرة ولكنتها الشهيرة. قال الإخوانيون لأنفسهم، ولم يكونوا يتصورون أن الدنيا دوارة رغم أنها تدور وتدور وتدور، إن الخطوة الموالية بعد الإمساك بتلابيب الحكم هي الإمساك بمدينة الإنتاج الإعلامي، وشرعوا في الاشتغال. حرضوا الشعب ضد المقدمين الذين أرادوا مقاومة المد الإخواني الجارف. كفروا من شاؤوا ورفعوا دعاوى الحسبة بالجملة، حاصروا بالأيام والليالي مدينة الإنتاج الإعلامي التي تضم قنوات مصر الأشهر وفرضوا على نجوم التلفزيون أن يدخلوا إلى بلاتوهات برامجهم متخفين في غير ملابسهم، أو مختفين في سياراتهم. جروا باسم يوسف إلى المحاكمة، ثم عفوا عنه، اضطهدوا ابراهيم عيسى، وكلفوا الجناح المتشدد فيهم بهاته الحرب. أطلق الإخوانيون قنوات بمسميات دينية كثيرة: الرحمة، الناس، وغيرها، وأصبح الشغل الشاغل لهم هو قصف المشاهدين لقنواتهم بالدروس الدينية مخلوطة بمواعظ السياسة وكلها تنتهي بدعاء النصر والتمكين للرئيس المؤمن محمد مرسي. فهم الإخوانيون اعتمادا على تجربة أم القنوات الإخوانية «الجزيرة» أهمية التلفزيون لكنهم لم يكونوا بذكاء إخوانيي الجزيرة، لأن هؤلاء ملؤوا العمق بخطابهم الحربي الديني الذي يمزج الدين بالسياسة، أما الشكل فقد كلفوا به «الكفار» (إنجليزا وأمريكان وفرنسيين) ممن يتقنون فنون ومهن التلفزيون، لذلك نفر الناس بسرعة من قنوات الدين الممتزج بالسياسة التي اقترحها عليهم الإخوانيون في مصر، قبل أن تصبح هاته القنوات مسخرة لأنها حاولت أن تقدم ما لا يقدم: تلفزيونا «حلالا» خاليا من...التلفزيون. طبعا لم يدم الأمر طويلا لأن الأيادي التي غنى لها المغني بأن تسلم أوقفت النزيف، وفرضت من خلال ثورة الجزء الآخر من الشعب في الجزء الآخر من الساحات أن يذهب مرسي إلى سجن القناطر وأن يرتدي البذلة البرتقالية، وأن يجلس وزير دفاع (ه) السيسي مكانه. الشعب الآخر والساحات الأخرى. علينا ألا ننسى الآخرين، وألا نقرر محوهم تماما، قد يدفعهم الأمر إلى التفكير في محونا هم أيضا وحينها لن نكون أمام ملحوظة لا علاقة لها بمسبق. سنكون أمام وديان من الدماء أبعد الله عنا شر الفتن، وأبقى لنا هذا البلد استثناء لا يشبه ما عداه. ملحوظة لها بعض العلاقة بماسبق جرنا للأسف الشديد البعض إلى تجنب الحديث عن الموسيقى في مهرجان خاص بالموسيقى «وبس». خطة كارهي الحياة نجحت أن جرونا إلى ميدانهم، لكن الجمهور العريض انتبه لها ولم يهتم بهم واستمتع بالعروض الموسيقية. الفن أولا ثم بقية سفاهاتكم والمزايدات. المختار لغزيوي شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)