ربط المتهم الذي قام بقتل خليلته بالشارع العام بمدينة الزمامرة، أسباب إقدامه على ارتكاب هذه الجريمة بشكوك راودته حول استعمال الضحية لأساليب السحر والشعوذة ضده، بل وخيانتها له، بشكل جعلها تفكر في إنهاء العلاقة التي ظلت تربطهما لمدة سنة ونصف. المتهم (22 سنة) الذي يعمل بقالا بمدينة الجديدة، اعترف بهذه الشكوك أثناء مثوله في حالة اعتقال يوم الجمعة الماضي أمام الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار ومحاولة الانتحار، فيما مثُل صديقان له أمام النيابة العامة ذاتها في حالة سراح، بتهمة عدم التبليغ عن جناية. وأكد المتهم في معرض اعترافاته أمام الوكيل العام للملك، بأنه ربط علاقة غرامية مع الضحية التي تتحدر من نفس دوراه بجماعة الحكاكشة (8 كلم جنوب مدينة الزمامرة)، حيث اتفقا على توثيق علاقتهما بشكل شرعي في القادم من الأيام، ما جعله يتكفل بمصاريف دراستها بمدينة الزمامرة، قبل أن يكتشف بأن علاقتهما شرعت تسوء شيئا فشيئا، سيما بعدما باحت له بسر فقدان عذريتها، حيث بدأت تراوده شكوك حول خيانتها له، ليُصاب باهتزاز نفسي جعله عرضة لاضطرابات في النوم والأكل لم ينفع معها علاج الطبيب، حيث زار «فقيها شعبيا»، أكد له بأنه تعرض لأعمال سحر وشعوذة فاتجهت شكوكه نحوها، فواجهها بهذا الأمر ما جعلها تثور في وجهه، وتطالب بإنهاء العلاقة التي تربط بينهما. على إثر القرار الذي اتخذته الضحية قرر المتهم الانتقام منها حيث طلب موعدا للقاء بساحة «الانبعاث»، التي ظلت تحتضن لقاءاتهما، بعدما تسلح بسكين مصمما العزم على تصفيتها، وأثناء توجهه لمكان اللقاء، قادته الصدفة إلى لقاء صديقين له فطلب منهما الصفح (المسامحة) بعدما أكد لهما بأنه سيلتقي خليلته، وأنه سيرتكب حماقة في حقها دون أن يكشف لهما عن حيازته للسكين وقراره تصفيتها. ظل الصديقان يراقبانه عن بعد، وبمجرد لقائه بخليلته وجه لها لكمة على مستوى الوجه دون سابق إشعار فسقطت أرضا، ليستل سكينه وشرع يوجه لها طعنات متتالية، ما دفع الصديقين إلى محاولة إنقاذ الضحية، لكن قوة الطعنات وسرعة تسديدها جعل تدخلهما متأخرا ومن دون جدوى. وبعدما تأكد المتهم بأن خليلته قد فارقت الحياة متأثرة بطعناته المتتالية على مستوى الصدر، ابتلع أقراصا سامة تستعمل في إبادة الفئران محاولا الانتحار، لكن تدخل عناصر الوقاية المدينة ونقله بسرعة صوب المستشفى ساعد في إنقاذه من موت محقق. وكانت مدينة الزمامرة قد اهتزت يوم الأحد الماضي على وقع هذه الجريمة التي راحت ضحيتها تلميذة (19 سنة) كانت تدرس قيد حياتها بالسنة الثانية بكالوريا بالثانوية التأهيلية «النصر» بالمدينة ذاتها. عبد الفتاح زغادي