يبدو أن العالم قد أصبح قرية صغيرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فحدوث أزمة في أي بقعة من بقاع العالم يؤثر بشكل فوري على باقي الدول حتى وإن كانت تفصلها آلاف الكيلومترات عن بؤرة التوتر. مناسبة هذا الحديث هو ما يحدث حاليا بالبحر الأحمر، بعد ارتفاع وتيرة الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن الإسرائيلية، أو تلك القادمة أو المتوجهة إلى إسرائيل، وهو ما دفع كبريات شركات النقل البحري العالمية إلى تعليق عبور سفنها للمنطقة المذكورة مخافة تعرضها للحجز أو التدمير. هذا المعطى أدى بشكل فوري إلى ارتفاع كلفة الشحن من الدول الأسيوية تجاه أوروبا وإفريقيا، مما ستكون له عولقب وخيمة على أسعار السلع الصينية تحديدا، والتي تشكل أغلبية المنتجات المستوردة التي تباع في الأسواق المغربية. ويتوقع خبراء اقتصاديون أن تشهد هذه السلع ببلادنا قفزة كبيرة، خاصة علمنا أن كلفة شحن حاوية واحدة انتقلت من حوالي 13500درهم إلى أزيد من 26000درهم، وكما هو معروف، فإن الزبون النهائي هو من يدفع الفرق.