باستياء كبير ناقش أعضاء مجلس مدينة الدارالبيضاء في دورته الاستثنائية تصميم التهيئة القطاعي لمقاطعة الحي الحسني أو كما أطلق عليه البعض «مشروع المؤامرة» حيث جاء مخيبا للآمال وتطلعات البيضاويين عامة وسكان الحي الحسني خاصة، في مجمله مكرسا مبدأ الحي الحسني النافع والحي الحسني غير النافع. ويعود تاريخ آخر تصميم تهيئة لمارس 1989 من القرن الماضي، وبعد انتهاء العمل به في سنة 1999 ظلت العاصمة الاقتصادية للمملكة تشتغل بالتصاميم المديرية والتي لم يراع فيها البعد الاجتماعي بحيث أفرزت تناقضا كبيرا بين أحياء راقية تسكنها طبقة ميسورة وبروز أحياء هامشية تعاني من نقص في البنيات التحتية والتجهيزات تسكنها طبقة فقيرة وتنعدم فيها أبسط شروط العيش الكريم وتفتقر إلى أبسط الحاجيات الضرورية والتي أثرت بشكل جلي على نظام التوازن البيئي والمجالي وعرقلت السير العادي للتنمية البشرية والتي كانت من ثمراتها ارتفاع أسعار العقار بشكل مهول واتساع الهوة بين الطبقات الاجتماعية. طبيعي أن لا يعرف الأجانب الذين وضعوا مشروع تصميم التهيئة في مكاتب موصدة، فوضعوا مشروعا لا يمكن تطبيقه في أي مدينة في شمال إفريقيا، وذلك راجع بالأساس لتواطؤات الإدارة المختصة التي تجاهلت بشكل متعمد دور كل المتدخلين والفاعلين في هذا المجال وعلى سبيل المثال لم يتم استشارة رؤساء الغرف المهنية الذين لم يستشاروا في أي محطة من محطات هذا المشروع الفاشل بكل المقاييس. والأمر مطروح بحدة على الوكالة الحضرية لمراجعة المشروع من خلال صياغة مشروع تصميم جديد بحس وطني لا يترك مجالا للشك والتشكك وبشكل أكثر ملاءمة مع الواقع المغربي مع الأخذ بمبدإ دولة الحق والقانون والدستور اللذين يحترمان حق الملكية الخاصة مع استحضار البعد الاجتماعي والأمني حتى يمكن تفادي الاحتقانات. وقال الأستاذ أحمد القادري عن الفريق الاستقلالي في مناقشته للمشروع أن دور المجلس لا يجب أن يكون استشاريا بل هو دور تشاركي حسب الميثاق الجماعي. وأضاف أحمد القادري بأنه يجب اعتماد مبدأ التعمير التشاركي الذي من شأنه أن يحقق عدالة عوض أن يكون هناك تعالي للوكالة الحضرية على مجلس المدينة والتعامل معه بدونية. وحذر القادري من عدم السقوط في تصميم مثل تصميم بانسو الذي أفرز أحياء الصفيح والبناء العشوائي ولم يطبق منه إلا حوالي 17 في المائة.