تجتهد أوساط جزائرية متحمسة للمضي بالتصعيد الحالي الذي تعيشه العلاقات المغربية -الجزائرية في ضخ كميات كبيرة من البنزين على نار الخلافات الملتهبة بين البلدين ، فقد بادرت هذه الجهات إلى دفع بعض الشباب الجزائري اليافع - و الحقيقة أن أعدادهم لم تتجاوز بضعة عشرات - إلى الخروج إلى الشوارع بكل من الجزائر و بشار و وهران للتظاهر ضد المغرب بدعوى الإساءة للعلم الوطني الجزائري . بيد أن هذه الجهة زادت من جهدها في ضمان اشتعال نار الخلافات حينما دفعت بعض أقلامها الصحافية إلى الترويج لأخبار زائفة تدعي من خلالها أن أعدادا كبيرة من الجزائريين الذي حجزوا لقضاء عطلة رأس السنة بالمغرب سارعوا إلى إلغاء حجوزاتهم احتجاجا منهم على الإساءة للعلم الوطني الجزائري ، و هي أخبار كانت محل استهزاء من طرف رواد الشبكة الإجتماعية . إننا نواجه شياطين حقيقيين متسترين في كثير من المواقع يتأبطون رزما كبيرة من التبن اليابس ، يحرصون على الإلقاء به كل ما لاحظوا أن لهيب النيران بدت بالتراجع . من جهتنا لا بد من أن نتعامل بمسؤولية و هدوء مع هذه اللحظة الدقيقة الصعبة التي تجتازها العلاقات بين البلدين . فحادث الإساءة للعلم الوطني الجزائري لا يمكن أن يكون إلا محل استهجان و استنكار ، لأنه كان فعلا طائشا من شخص طائش ، و يجب أن نمتلك الشجاعة للإعتذار للشعب الجزائري البطل عما حدث ، و الذي يجب أن يبقى حادثا في إطاره الطبيعي ، لأن العلم الجزائري أكبر من أن يسيئ إليه شخص تافه و طائش . نقول هذا الكلام ليس رضوخا لظغط ما و لا تحسبا لما تحاول بعض الأوساط الجزائرية أن ترهبنا به ، و لكن نقول هذا لأننا نمتلك القدرة على التمييز بين السياسة الحكومية الرسمية التي تسمم تربة العلاقات بين البلدين الشقيقين ، و بين ثوابث العلاقات بين شعبين عربيين ، أمازيغيين ، مسلمين حكم عليهماالتاريخ و الجغرافيا بالجوار .