في إطار الانسجام مع المبادئ الفكرية والسياسية التي تنبثق منها الرؤية الاشتراكية التقدمية ، ولٌلإجابة على عدد من الأسئلة المجتمعية المتعلقة بإشكالات التنمية ، وسعيا لترسيخ مبدإ المساءلة والمحاسبة والنقد البناء والذاتي ، ارتأينا إلى عقد مقابلة صحفية يوم الاثنين 24 غشت 2015 مع الأخ حميد زيتوني رئيس جماعة حربيل عمالة مراكش وكيل لائحة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بهذه الجماعة في الانتخابات الجماعية الجهوية ليوم 04 شتنبر المقبل ، حيث وجهنا إليه مجموعة من الأسئلة ، كان رده عليها كالتالي: o ماذا يمكن لكم أن تقول لنا تعريفا بشخصكم وبتاريخ مساركم النضالي؟ n بادئ ذي بدء يشرفني كثيرا أن أحظى بهذا اللقاء الصحفي من جريدة الاتحاد الاشتراكي ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى اهتمام حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعامة مناضليه على سائر التراب الوطني، وإجابة على سؤالكم فأنا من مواليد سنة 1974 بدوار أيت بوشنت بجماعة حربيل ضواحي مراكش، عشت مسارا دراسيا شاقا بكل ما في الكلمة من معنى، حيث عانيت كثيرا في بداية مشواري الدراسي بسبب عدم وجود المدرسة الابتدائية بدوار بوشنت أنذاك، مما أجبرني من أجل متابعة دراستي إلى التنقل بين عدة دواوير بالمنطقة ، وأنا اليوم ولله الحمد بعدما حصلت على الإجازة في مادة الرياضيات الأساسية أستاذ في التعليم الثانوي التأهيلي ، وقد كنت أطمح إلى متابعة دراستي في التعليم العالي لكن ظروف عائلتي المادية حالت دون ذلك لضيق ذات اليد ، فكانت ظروفا جد صعبة مررت بها وعائلتي في هذه الوقت، أما فيما يتعلق بمساري النضالي فقد كنت في البداية متعاطفا مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ أن كنت تلميذا بالثانوي التأهيلي، كما كانت لي صلات وعلاقات مع عدد من مناضلي الشبيبة الاتحادية بمراكش، وعند ولوج التعليم العالي بالجامعة وأنا مازلت متعاطفا مع حزب الاتحاد الاشتراكي ، شاركت في بداية التسعينات في العديد من المحطات النضالية مع شباب منتمين إلى الاتحاد الوطني لطلبة المغرب رغم ظروف الحضر المفروض على هذه المنظمة ، وكان انخراطي بشكل رسمي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سنة 1996 ، وهذا ساعدني على تبليغ الخطاب الاتحادي إلى أوسع نطاق في منطقتي حربيل ، كما جعلني أشارك في عدد من جمعيات المجتمع المدني حيث ناضلت مع ساكنتها في عدة محطات بعدما أصبحنا نهتم بتدبير الشأن المحلي والوطني بشكل ينم على نضج أفكار مجموعة من الشباب بهذا المكان من إقليممراكش، الشيء الذي تولدت عنه قناعة لدى الجميع بأنه حان الوقت لممارسة النضال من داخل المؤسسات الدستورية ، فتقدمنا للانتخابات الجماعية سنة 2003 ، حيث حصلنا على نتائج جد مهمة مكنتنا من ترؤس مجلس جماعة حربيل، رغم أن أغلبنا كان من الشباب المعطل ، لكن كان النصر للمبادئ الاتحادية الشريفة وللأخلاق الحسنة التي كنا نتميز بها ، وهنا حصلت لنا قناعة على أن هذه المبادئ والأخلاق تعلوا ولا يعلى عليها أمام المال والجاه واستغلال النفوذ ...، ومع ذلك ظل لوبي الفساد بفكره البورجوازي يتربص بنا الدوائر إلى أن أسقط في شباك فخه من انتخبناه رئيس جماعة حربيل ، حيث استشرى الفساد ينخر خيرات هذه الجماعة لمصلحة هذا الرئيس ضاربا عرض الحائط بالمصلحة العامة ، وأعلن حالة الردة ضد كل المبادئ والقيم الاتحادية ، فقام بطرده حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من صفوفه ، ليبدأ عنده مسلسل الترحال من حزب جبهة القوى الديمقراطية إلى الأصالة والمعاصرة ليستقر به المقام مؤخرا بحزب الأحرار ، وفي سنة 2009 دخلنا انتخابات ثانية ، حيث حصلنا على الأغلبية وانتخبت رئيسا لجماعة حربيل ، الجماعة الاتحادية الوحيدة طيلة هذه السنين بإقليممراكش رغم أننا عانيناه من الاستفزازات والضغوطات وحتى في بعض الأحيان نوع الإغراءات التي قد تفقد الإنسان الهش صوابه ، لكن مناعتنا الاتحادية ولله الحمد جعلتنا صامدين أمام مختلف كل هذه العواصف وتيارات الفساد. o كيف كانت تجربتكم بالنسبة لتدبير الشأن المحلي بعدما أصبحتم رئيسا لجماعة حربيل؟ n كانت تجربتنا أول تجربة ناجحة بكل المقاييس على أرض الواقع في تدبير الشأن المحلي بجماعة حربيل في تاريخ جماعة حربيل منذ صدور الظهير الخاص بالجماعات المحلية لسنة 1976 ، حيث يتجلى هذا في فك العزلة على عدد من دواوير الجماعة ، وذلك ببناء وتعبيد 70 كيلومتر من الطرق بالوسط القروي ، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الطريق الرابطة بين دوار السفر ودوار أيت بلا وسعيد مسافة 17 كيلومتر مرورا بدواوير بوخريص وانزالت الحسين وأيت بوشنت ، وقد تمت تغطية تكاليف هذا المشروع بواسطة قرض استلمناه من صندوق التجهيز الجماعي ، كما تم بناء وتعبيد الطريق الرابطة بين تامنصورت ودوار لميه مرورا بدوار سيدي امبارك وأيت بوشنت مسافة 12 كيلومتر ، والطريق الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 07 والطريق الإقليمية الرابطة بين دوار القايد وأيت بلا وسعيد مسافة 03 كيلومترات تقريبا ، والطريق الرابطة بين دوار القايد والطريق الوطنية رقم 07 مسافة 03 كيلومترات أيضا ، والطريق الرابطة بين دوار لمرادسة والطريق الوطنية رقم 07 مرورا بدواوير لعشاش والزغادنة مسافة 07 كيلومترات تقريبا ، وهذه الطريق تعد من أهم الطرق بجماعة حربيل ، حيث تعد كل هذه الطرق من الطرق التي تم إنجاز مشاريعها ، وهناك طرق أخرى في طور الإنجاز ، منها الطريق الرابطة بين دوار انزالت الدرب ودوار أيت بوشنت ولميه ، والطريق الرابطة بين دوار أيت واعزو ولغشيوة ، والطريق الرابطة بين دوار سيدي امبارك والطريق اٌلإقليمية بين دوار القايد وأيت بلا وسعيد، والطريق المؤيد إلى ريف أولاد لهميدي بدوار أيت مسعود انطلاقا من الطريق الوطنية رقم 07 ...، هذه طرق أعلن على صفقاتها وتم تحديد المقاولين الذين سينجزون مشاريعها وعندهم الأمر ببداية أشغالها من طرف الجهات المعنية، إضافة إلى ذلك هناك طرق مبرمجة ، منها الطريق الرابطة بين السفر ودوار الحاج عبد العالي التي تمت دراسة مشروعها وتوفير اعتماده في انتظار إجراءات إبرام صفقة هذا المشروع، هذا من جهة أما من جهة أخرى فقد تمت تغطية دوار القايد وأيت مسعود وأيت بلا وسعيد وأيت بكري وسيدي امبارك و الزغادنة والسفر وأيت سعيد وأيت بوشنت وبوخريص ولعشاش وبير االضراوي والحاج عبد العالي وبوكركور وعدة تجمعات سكنية مشتتة بالربط بالشبكة الوطنية للكهرباء بنسبة كبيرة ، كما أن أشغال الاستفادة من الكهرباء بالنسبة لدوار لمرادسة وعدد قليل من الدواوير التي لا تفوق نسبتها 10% ستتم في الأيام القليلة القادمة ، وهكذا بلغت تغطية مجمل دواوير ودور جماعة حربيل نسبة 90% ، أهمية الكهرباء لا يمكنها ان تنسينا مدى أهمية الماء الصالح للشرب بالنسبة للسكان، فقد توصلت الجماعة إلى عقد اتفاقية مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب الذي عمل على ربط عدد من دواوير حربيل بهذه المادة الحيوية، منها دوار القايد وأيت مسعود وبير الضراوي والزغادنة ولعشاش، أما فيما يتعلق بدوار الرميلة وأيت بكري وأيت بلا وسعيد وأيت بوشنت وأيت سعيد وبوخريص وانزالة الحسين ولمرادسة ولميه ودوار الدرب فتنفيذا لنص الاتفاقية المبرمة بين الجماعة والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب فإنه سيتم جلب الماء من واد أم الربيع إلى إحدى محطات التوزيع والمعالجة التي انتهت أشغال بنائها هذه الأيام بتراب جماعة واحة سيدي ابراهيم على مقربة من حدود جماعة حربيل حتى تتمكن جميع هذه الدواوير التي تعاني من ندرة الماء بالآبار التي سبق وأن حفرتها الجماعة من الاستفادة من الماء الصالح للشرب . o ما هو الدور الذي قامت به جماعة حربيل من أجل استفادت سكان تامنصورت من جودة خدماتها ؟ n أعتقد بأننا لم ندخر جهدا في خدمة تامنصورت هذه المدينة التي أحدثت منذ سنة 2004 بتراب جماعة حربيل القروية ، حيث أننا عملنا مع الجهات المعنية تلبية لحاجيات السكان في مجال المعمار على توقيع اتفاقية تقضي بتغيير وظيفة بعض الشوارع من سكنية إلى تجارية ، كما قمنا بتخفيف العبء الضريبي على عدد ممن عوضوا بقطع أرضية بعدما رحلوا من دواويرهم حين تعذر عليهم نتيجة الفقر أداء هذه الضرائب لصالح الجماعة ، وقد عملنا على حل مشاكل تدبير مرافق النفايات ومشاكل الإنارة العمومية بعدما انتهت يوم 31 دجنبر 2012 مدة الاتفاقية التي أبرمت بين الجماعة ومؤسسة العمران بتامنصورت ، وذلك بشراء عدد من الوسائل اللوجستيكية رغم ضعف الجماعة من حيث مواردها البشرية واليد العاملة المؤهلة للقيام بهذه الخدمات، وهكذا قمنا بشراء رافعة الأتربة وشاحنتين لحمل الأزبال وشاحنة خاصة برفع العمال لإصلاح مصابيح الإنارة العمومية وسيارة إسعاف مجهزة بعدد من الوسائل الطبية ، كما وقعنا سنة 2014 اتفاقية عامة في شأن النهوض بمدينة تامنصورت جمعت بين مؤسسة العمران ( هولدينك) ومؤسسة العمران بتامنصورت وجماعة حربيل ومجموعة من القطاعات الوزارية منها رئاسة الحكومة و وزارة الإسكان وسياسة المدينة و وزارة الشبيبة والرياضة وزارة الثقافة و وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ...، وقد قمنا في الآونة الأخيرة بتوقيع عدة اتفاقيات قطاعية منها التعليم والصحة والشبيبة والرياضة والأوقاف والأمن ...، والشيء الأساسي في هذه الاتفاقيات هو بناء مركب جامعي مندمج على مساحة 165 هكتار بغلاف مالي قدره 1,100 مليار درهم ، وهذا سيساهم بشكل كبير في نهوض وتنمية مدينة تامنصورت ، لتبقى المشاريع التي تضمنتها هذه الاتفاقيات موضوعة على عاتق الحكومة، حيث من المقرر على أنها مبرمجة لكي ترى النور مابين سنتي 2017 و 2018. o لقد تمت تزكيتكم وكيلا للائحة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الانتخابات الجماعية الجهوية المقبلة، ماهي قراءتكم للجو العام السائد بسائر تراب جماعة حربيل مع انطلاق الحملة الانتخابية ؟ n بالنسبة لما يجري بهذا المكان من تراب جهة مراكش أسفي ، لقد تقدمت الأحزاب بجماعة حربيل بست طلبات الترشيح لهذه الانتخابات بمعنى ست لوائح، رفضت منها لائحة لسبب من الأسباب ، حيث بقيت خمسة منها لائحة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ولائحة الاتحاد الدستوري ولائحة الحزب الديمقراطي الوطني ولائحة الأحرار ولائحة العدالة والتنمية ، ويبدو لي على أن التنافس سيكون قويا بين اللوائح الثلاث لكل من الاتحاد الاشتراكي والأحرار والعدالة والتنمية ، ولنا ارتياح كبير ولله الحمد لأن وكيلي هذين اللائحتين المنافستين أخلاقهما وسمعتهما معروفة جدا لدى سكان دواوير مدينة حربيل وتامنصورت ، وإذا مرت الانتخابات في ظروف ديمقراطية شفافة ونزيهة دون استعمال المال الحرام واستمالة الناخب بطريقة من الطرق غير المشروعة فيظهر على أن لائحة الاتحاد الاشتراكي ستتصدر لا محالة كل هذه اللوائح ، وهذا ليس بدافع الغرور أو مجاملة الذات فكل منا معروف لدى ناخبي المنطقة ، نحن لسنا من ذاك النوع الذي يمارس الترحال من أجل الارتزاق ، فأنا منذ التحاقي بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لم أغادره ، وسأبقى في صفوف الاتحاد الاشتراكي إلى أن أغادره إلى دار البقاء .
