«مشينا فيه» لعل الخاسر الأكبر في هذه المقامرة التلفزيونية الكبرى المسماة» مشيتي فيها « هي الناشئة تلامذة المدارس من مختلف الأسلاك التعليمية الذين أدمنوا- و يبدو أن لا خيار لديهم سوى الجلوس حول مائدة الإفطار بعد أذان المغرب - استنشاق هذه «القذارة» التي تزكم الأنوف وتعطل العقول - وتشل كل رغبة في التطور والارتقاء - فلا عجب إذا ارتفعت نسب الغش في الامتحانات الإشهادية بمؤسساتنا التعليمية إلى درجة القلق - ولا عجب إذ دعا عيوش إلى ترسيخ استعمال الدارجة في التعليم فهو منطقي إلى حد بعيد - مادامت القنوات التلفزية تقوم بهذه المهمة بنجاح يفوق التصور» لا شيء تغير بعد 33 سنة من ممارستي النقد الإعلامي على صفحات جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، في مواجهة موجة التسطيح والتضبيع والاستبلاد ..تأكد لي بما لا يدع مجالا للشك،أن الشيء الوحيد الذي مسه التغيير في التلفزة المغربية منذ نشأتها سنة 1962 إلى الآن هو أجهزة البث، ماعدا ذلك أضغاث أحلام. يتعذر المسح عندما يتابع7مليون ممدرس بالمغرب أعمال شهر مما تقدمه تلفزة رمضان على القناتين، فإن السوسيولوجيين وعلماء النفس ورجالات التربية بالمملكة يحتاجون إلى عشرات السنين من التصحيح التربوي حتى يقوموا بعملية مسح ناجحة لمساحات مترسبة من الكذب والافتراء والميوعة من ذاكرة هؤلاء الأبرياء . مافيا بالمجان معظم التيمات التي فضل طاقم الكاميرا الخفية الاشتغال عليها تمتح من عالم المافيا فنون الإجرام والتنكيل والعنف وحرب العصابات .. ما حدا بالبعض إلى اعتبار قناة البث مؤسسة رسمية لتقديم دروس دعم وتقوية مجانا في مجال المافيا وتجارة المخدرات،شعبة تسليم الحقائب، وسيكولوجية العصابات، وأساليب التصفية والقتل .... تلفزة بنكهة الغباء لا تكاد تخلو سلسلة من هذه الخزعبلات التي تقدمها قناتا الأولى والثانية من نكهة غباء .. فحضور حسن الفد في سلسلة «سلوى والزبير» تصدرالغباء كما لو كان ذكاء،وسلسلة «لوبيرج» تقدم ثلاثة نماذج غاية في الغباء. والخلاصة أن تلفزة رمضان للموسم الراهن فقط لتصدير ملكة «الغباء»لعموم المشاهدين كما لو كان مكسبا وطنيا