في مبادرة غير مسبوقة، استضاف "حي موحى أبوعزى" بخنيفرة، يوم الأحد 22 دجنبر 2013، خمس جمعيات تعنى بتنمية أحيائها الشعبية والهامشية، وهي جمعية الأصيل، جمعية التوفيق، جمعية أيت أوسى، جمعية أمهات وآباء وأولياء تلاميذ مدرسة "فارا" وجمعية تيفسا، هذه التي أكدت جميعها على ضرورة التنسيق والتشبيك في إطار موحد ومتضامن، نظرا للدور المحوري الذي تلعبه جمعيات الأحياء في الرقي بتطلعات ساكنتها وحقها في الأمن والاستقرار والبيئة السليمة والحياة الكريمة والبنى التحتية والخدمات الاجتماعية، وأيضا في إثارة انتباه الجهات المسؤولة لمكامن التردي والتهميش على مختلف المستويات. وتعد "مبادرة التنسيق" قفزة نوعية على مستوى المدينة من أجل ممارسة الحق القانوني في التواصل مع الساكنة لغاية تحسيسها وإشراكها في الشأن المحلي، باعتبار ذلك من أهم شروط التنمية المحلية والكرامة الإنسانية الحقيقية، ومن هنا صادقت الجمعيات المشاركة في الجمع التنسيقي على إطلاق اسم "تنسيقة أصدقاء المستقبل" على إطارها التنظيمي، ولم يفت ممثليها التقدم بكلمات أكدت في مجملها على أهمية المبادرة المبنية على المصلحة العامة، وتثمين الفعل التشاركي الوحدوي الرامي إلى خلق مواطن مدرك لواجباته وحقوقه، ثم فاعل ومتفاعل مع محيطه العام. وقد حضرت رئيسة فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان، فاطمة أكنوز، اللقاء ونوهت بمبادرة التنسيقية وأهدافها النبيلة، كما أكد رئيس التنسيقية، بوجمعة اعبيدة، أن نجاح التنسيقية يكمن في مدى التفاف السكان خلفها، ومساهمتهم في دعم ومساندة برامجها من خلال انخراطهم فيها، والتعبير عن تصوراتهم ومقترحاتهم الهادفة إلى الرقي بأحيائهم التي هي مكون أساسي للمدينة، موضحا أهداف التنسيقية المتمثلة في كونها قوة تنظيمية وآلية أساسية لخدمة القضايا العادلة والمشروعة للساكنة، ووسيلة شفافة لتشخيص الحاجيات الضرورية وطرحها في الحوارات المسؤولة، بعيدا عن أي لون سياسي أو نية انتخابية. اللقاء التنسيقي توج بشهادات مواطنات ومواطنين حضروا ميلاده، حيث أجمعوا بعفوية على الحاجة الماسة لمثل هذه المبادرة التي تأتي في ظروف تعاني فيها العديد من أحياء المدينة وسكانها من مظاهر التهميش والإقصاء والحيف و"الحكرة". واستنادا لقانونها الأساسي، الذي حصلت "الاتحاد الاشتراكي" على نسخة منه، لم يفت التنسيقية الإبقاء على بابها مفتوحا أمام الجمعيات ذات المجال المشترك للانضمام إليها على قاعدة الشروط الديمقرطية والواعية باحتياجات المواطنين والمواطنات.