أكد مازال الرئيس التركي، طيب رجب أردوغان، مُصِرّاً على التحكم في شمال سوريا، وتحويلها إلى منطقة خاضعة للنفوذ التركي، حيث يتدخل عبر الجيش باستمرار في هذه المنطقة، ويعمل حاليا على التفاهم مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، لإعلان جبهة «النصرة» الإرهابية، جناح تنظيم «القاعدة»، حركة سياسية ودمجها فيما يسمى الجيش الوطني السوري، الذي هو عبارة عن تجمع لفصائل الإرهابيين، الذين تسلحهم وتمولهم أنقرة. وكانت روسياوتركيا قد توصلتا إلى اتفاق، السنة الماضية، من أجل تخفيض التصعيد بمنطقة إدلب، في شمال سوريا، حيث يتجمع الإرهابيون، كمرحلة مؤقتة من أجل إفراغها من هذه الجماعات، غير أن تركيا تنكرت للاِتفاق، وتعمل حاليا على تثبيت وجود الإرهابيين، الذين توحدوا، رغم اختلافاتهم في «النصرة»، كذراع لحماية المجهودات التي تقوم بها أنقرة، لتكريس احتلالها لشمال سوريا، حيث تغير أسماء القرى، وتمنحها أسماء تركية، في عملية مشابهة لما تقوم به إسرائيل في فلسطين، في مخطط ما يسمى ب»تتريك» شمال سوريا. ومن المعلوم أن المخابرات التركية، هي التي أشرفت على تنسيق عمليات تشكيل الجماعات الإرهابية، في سوريا، وإدخال مقاتلين وتسليحهم، في إطار المخطط الأمريكي، للإطاحة بنظام بشار الأسد، وتقسيم البلاد، وهو المخطط الذي فشل، غير أن الجماعات الإرهابية، تتجمع اليوم في إدلب، تحت حماية تركيا، التي يمكن اعتبارها راعية الإرهاب الذي يضرب سوريا. وتمنع تركيا الصحافيين الأتراك، من التطرق لهذا الموضوع، حيث يتم اعتقالهم بتهم التجسس، في حالة كتابتهم لمقالات تتطرق لدور المخابرات السورية في تنظيم الإرهاب في سوريا، أو إجراء تحقيقات في الموضوع، حيث تعتبر تركيا أكبر سجن للصحافيين، في العالم، اليوم، بالإضافة إلى إغلاق الحكومة لعشرات الصحف ووسائل الإعلام، وحجب آلاف المواقع الإلكترونية، في إطار الترهيب المتواصل الذي تقوم به لإخفاء ما يقوم به نظام أردوغان، في سوريا، ضد وحدة البلاد واستقرار شعبها، وأيضا ما يقوم به ضد الأكراد في الشمال السوري.