أضاف هلال، في تصريح ل"المغربية"، أن هذه التظاهرة العالمية تشكل دليلا على حيوية المؤسسات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني العاملة في ميدان حقوق الإنسان، موضحا أن الرسالة الملكية إلى المنتدى تمثل بالنسبة للمغرب خارطة طريق حقيقية ورؤية متجددة لتنفيذ إصلاحات تهم مجال حقوق الإنسان في المستقبل، وجاءت لتعزز انخراط المغرب في المنظومة الدولية لحقوق الإنسان، من خلال إيداعه يوم الاثنين 24 نونبر الماضي، بالسكرتارية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، التصديق على البروتوكول الإضافي الاختياري لمناهضة التعذيب، وكذا قرار المملكة الانخراط في البروتوكول الثالث لاتفاقية حقوق الطفل. وأبرز هلال أن الأمر يتعلق بإعلانات أساسية، يتعين أن تفضي إلى وضع آلية وطنية للوقاية من التعذيب والمعاملة السيئة، خلال 11 شهرا، موضحا أن هذه الآلية ستشكل مؤسسة مستقلة تتوفر على سلطة زيارة كل مراكز الحرمان من الحرية، دون إشعار وإعداد تقارير. وقال هلال إن المغرب بات البلد 54 في العالم، الذي يتوفر على مثل هذه الآلية، مذكرا بأن هذه المبادرة شكلت محور توصية أوصى بها المجلس الوطني لحقوق الإنسان في تقريره حول السجون الصادر في أكتوبر 2012، وأكد على أهمية دور المجتمع المدني في تعزيز وحماية حقوق الإنسان، على اعتبار أنه يقدم دعما قيما لجهود الدولة، ويعمل على تعزيز احترام حقوق الإنسان على أرض الواقع. وذكر أنه، في إطار الوعي بهذا الأمر، عمل المغرب في دستور 2011 على تكريس دورها في تعزيز وحماية حقوق الإنسان. وخلص إلى أن المغرب التزم بتعزيز وحماية الحريات والحقوق الأساسية على الصعيدين الوطني والدولي، خاصة بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ولن يدخر أي جهد للدفاع عن مبادئ وأهداف مجلس حقوق الإنسان، وتعزيز فعاليته وكفاءته. وشكل هذا المحفل الحقوقي العالمي مناسبة لآلاف المشاركين، وبينهم مسؤولون حكوميون، وممثلو منظمات دولية، وحائزون على جوائز نوبل، ونشطاء المجتمع المدني وممثلو وسائل الإعلام الدولي، لاستكشاف الخطوات الحثيثة التي قطعتها المملكة على درب ترسيخ قيم حقوق الإنسان، التي تشكل الأساس المتين لمغرب جديد يرسي مستقبله عن وعي. ويأتي لقاء مراكش دليلا إضافيا على الدور الريادي للمملكة في منطقة يخيم عليها الغموض إزاء المستقبل، وهو دور يتعزز باستمرار بفضل العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك لترسيخ المسلسل الديمقراطي والنهوض بحقوق الإنسان والحكامة. ويحظى ترسيخ حقوق الإنسان باهتمام كبير في المغرب، بفضل التزام جلالة الملك، الذي يسهر، دون كلل، على توطيد المنجزات التي حققتها المملكة في هذا المجال.