للمنافسة عالميا.. جهود مغربية لتطوير صناعة الألعاب الإلكترونية    تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف الحرب في غزة    جماهير اتحاد العاصمة معلقة على الإقصاء: تم التضحية بنا في سبيل قضية لا تعنينا    المشتبه فيه فقتل التلميذة "حورية" بصفرو قرقبو عليه بوليس فاس: العملية الأمنية شاركت فيها الديستي وها فين لقاو المجرم    حادث سير خطير بالقرب من المحكمة الابتدائية يتسبب في إصابة خمسة أشخاص    مراكش: المخاطر المهنية يمكن تفاديها بإرساء نظام فعال للسلامة وثقافة وقائية    حكيمي يتوج بطلا للدوري الفرنسي رفقة باريس سان جيرمان    توقعات أحوال الطقس اليوم الاثنين    النائب المرابط إلى وزير التربية الوطنية: إحداث ثانوية بجماعة بليونش ستكون له انعكاسات جد إيجابية تربويا واجتماعيا    واش يبقى ولا يستاقل. اليوم يتحدد مصير رئيس الحكومة الصبليوني. خدا ويكاند باش ياخد قرارو بعد اتهام مراتو بالفساد    بالفيديو.. الجيش الإسباني ينفذ تمارين عسكرية على الحدود مع الناظور    الصين: "بي إم دبليو" تستثمر 2,8 مليار دولار اضافية شمال شرق البلد    أول تعليق من مدرب نهضة بركان على مواجهة الزمالك في نهائي كأس "الكاف"    يوسفية برشيد يضع قدمه الأولى في القسم الثاني بعد التعادل مع تطوان    ماركا: المغرب يستغل الفرصة.. استعدادات متقدمة لنهائيات كأس العالم وسط فضائح الاتحاد الإسباني    الحكومة والنقابات توقعات على زيادات عامة في الأجور وتخفيضات في الضريبة على الدخل    200 مليون مسلم في الهند، "أقلية غير مرئية" في عهد بهاراتيا جاناتا    تقرير: المغرب وإسرائيل يسعيان تعميق التعاون العسكري رغم الحرب في غزة    منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سبعة من عمالها    استطلاع.. غالبية المريكانيين كيبان ليهوم أن إدارة ترامب أنجح من ديال بايدن    رواد مركبة الفضاء الصينية "شنتشو-17" يعودون إلى الأرض في 30 أبريل    هجوم مسلح يخلف سبعة قتلى بالاكوادور    إدارة أولمبيك خريبكة تحتح على الحكام    "عشر دقائق فقط، لو تأخرت لما تمكنت من إخباركم قصتي اليوم" مراسل بي بي سي في غزة    "العدالة والتنمية" يندد بدعوات إلى استقالة ابن كيران بعد خسارة انتخابات جزئية    مدرب بركان يعلق على مواجهة الزمالك    "العدالة والتنمية" ينتقد حديث أخنوش عن الملك خلال عرض حصيلته منددا بتصريح عن "ولاية مقبلة"    مرصد يندد بالإعدامات التعسفية في حق شباب محتجزين بمخيمات تندوف    بايتاس: ولوج المغاربة للعلاج بات سريعا بفضل "أمو تضامن" عكس "راميد"    البطولة: المغرب التطواني يضمن البقاء ضمن فرق قسم الصفوة وبرشيد يضع قدمه الأولى في القسم الثاني    مكناس.. اختتام فعاليات الدورة ال16 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب    كلمة هامة للأمين العام لحزب الاستقلال في الجلسة الختامية للمؤتمر    طنجة تسجل أعلى نسبة من التساقطات المطرية خلال 24 ساعة الماضية    ماذا بعد استيراد أضاحي العيد؟!    تعميم المنظومتين الإلكترونييتن الخاصتين بتحديد المواعيد والتمبر الإلكتروني الموجهة لمغاربة العالم    الدرهم يتراجع مقابل الأورو ويستقر أمام الدولار    بعد كورونا .. جائحة جديدة تهدد العالم في المستقبل القريب    الأسير الفلسطيني باسم خندقجي يظفر بجائزة الرواية العربية في أبوظبي    "البيغ" ينتقد "الإنترنت": "غادي نظمو كأس العالم بهاد النيفو؟"    الفيلم المغربي "كذب أبيض" يفوز بجائزة مهرجان مالمو للسينما العربية    دراسة: الكرياتين يحفز الدماغ عند الحرمان من النوم    التاريخ الجهوي وأسئلة المنهج    طنجة "واحة حرية" جذبت كبار موسيقيي الجاز    تتويج الفائزين بالجائزة الوطنية لفن الخطابة    المعرض الدولي للفلاحة 2024.. توزيع الجوائز على المربين الفائزين في مسابقات اختيار أفضل روؤس الماشية    خبراء "ديكريبطاج" يناقشون التضخم والحوار الاجتماعي ومشكل المحروقات مع الوزير بايتاس    المغرب يشارك في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    صديقي: المملكة قطعت أشواط كبيرة في تعبئة موارد السدود والتحكم في تقنيات السقي    مهرجان إثران للمسرح يعلن عن برنامج الدورة الثالثة    خبراء وباحثون يسلطون الضوء على المنهج النبوي في حل النزاعات في تكوين علمي بالرباط    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (8)    الأمثال العامية بتطوان... (584)    انتخابات الرئاسة الأمريكية تؤجل قرار حظر "سجائر المنثول"    كورونا يظهر مجدداً في جهة الشرق.. هذا عدد الاصابات لهذا الأسبوع    الأمثال العامية بتطوان... (583)    بروفيسور عبد العزيز عيشان ل"رسالة24″: هناك علاج المناعي يخلص المريض من حساسية الربيع نهائيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جنازة شعبية مهيبة لعبد الله باها
بحضور ‬الأمير ‬مولاي ‬رشيد ‬ووزراء ‬الحكومة ‬وسياسيين ‬وقيادات ‬الجيش ‬والدرك ‬والأمن
نشر في المساء يوم 10 - 12 - 2014


عادل ‬نجدي - ‬المهدي ‬السجاري
في ‬جنازة ‬مهيبة ‬حضرها ‬الآلاف ‬من ‬المشيعين ‬ووري ‬الثرى، ‬ظهر ‬أمس ‬الثلاثاء، ‬بمقبرة ‬الشهداء ‬في ‬الرباط، ‬جثمان ‬عبد ‬الله ‬باها، ‬وزير ‬الدولة ‬والقيادي ‬البارز ‬في ‬حزب ‬العدالة ‬والتنمية، ‬الذي ‬توفي ‬مساء ‬يوم ‬الأحد ‬الماضي ‬إثر ‬حادثة ‬دهس ‬من ‬طرف ‬قطار ‬قرب ‬مدينة ‬بوزنيقة.‬
وخرج ‬الموكب ‬الجنائزي ‬من ‬بيت ‬رئيس ‬الحكومة، ‬الذي ‬وصله ‬جثمان ‬عبد ‬الله ‬باها ‬في ‬حدود ‬الساعة ‬العاشرة ‬والنصف ‬من ‬صباح ‬أمس، ‬محاطا ‬بالعشرات ‬من ‬شبيبة ‬‮«‬المصباح‮»‬، ‬قبل ‬أن ‬يتم ‬نقل ‬الجثمان ‬إلى ‬مقبرة ‬الشهداء ‬ملتحفا ‬العلم ‬الوطني. ‬ودفن ‬جثمان ‬كاتم ‬أسرار ‬رئيس ‬الحكومة ‬قرب ‬قبر ‬الراحل ‬عبد ‬الكريم ‬الخطيب، ‬مؤسس ‬حزب ‬العدالة ‬والتنمية ‬وقائد ‬عملية ‬إدماج ‬الإسلاميين ‬في ‬اللعبة ‬السياسية.‬
وشهدت ‬جنازة ‬الفقيد ‬حضور ‬الأمير ‬مولاي ‬رشيد، ‬ومستشاري ‬الملك ‬محمد ‬السادس، ‬في ‬مقدمتهم ‬الطيب ‬الفاسي ‬الفهري ‬ومحمد ‬المعتصم، ‬ووزراء ‬الحكومة، ‬وياسين ‬المنصوري، ‬مدير ‬مديرية ‬الوثائق ‬والمستندات، ‬وبوشعيب ‬عروب، ‬المفتش ‬العام ‬للقوات ‬المسلحة ‬وقائد ‬المنطقة ‬الجنوبية، ‬وبوشعيب ‬أرميل، ‬المدير ‬العام ‬للأمن ‬الوطني، ‬والجنرال ‬حسني ‬بنسليمان ‬والحاجب ‬الملكي، ‬وضباط ‬القيادة ‬العليا ‬لمؤسسة ‬الجيش، ‬إلى ‬جانب ‬وزراء ‬حكومة ‬بنكيران ‬وعدد ‬من ‬رؤساء ‬المؤسسات ‬العمومية ‬والوجوه ‬السياسية، ‬ومئات ‬المنتمين ‬إلى ‬الحزب ‬الإسلامي ‬والحركة ‬الإسلامية ‬وعدد ‬كبير ‬من ‬المواطنين.‬
ولحظات ‬قبيل ‬وصول ‬جثمان ‬الفقيد ‬عبد ‬الله ‬باها، ‬أخذ ‬ميلود ‬الشعبي، ‬رجل ‬الأعمال ‬البارز، ‬مكانه ‬إلى ‬جانب ‬القبر ‬الذي ‬سيوارى ‬فيه ‬جثمان ‬الراحل. ‬وإلى ‬جانبه، ‬كان ‬عبد ‬الرحمان ‬اليوسفي، ‬الوزير ‬الأول ‬الأسبق، ‬ينتظر ‬وصول ‬الموكب ‬الجنائزي. ‬في ‬حين ‬اختار ‬الحبيب ‬الشوباني، ‬الوزير ‬المكلف ‬بالعلاقات ‬مع ‬البرلمان، ‬الاختلاء ‬بنفسه ‬بعيدا ‬عن ‬الجنازة ‬وعن ‬القبر ‬وسط ‬القبور، ‬في ‬لحظة ‬تأمل ‬وتأثر ‬برحيل ‬باها. ‬ويبقى ‬مشهد ‬توجه ‬محمد ‬المعتصم، ‬المستشار ‬الملكي، ‬الذي ‬غاب ‬عن ‬الظهور ‬منذ ‬المصادقة ‬على ‬دستور ‬المملكة ‬الجديد، ‬لتقبيل ‬رأس ‬عبد ‬الرحمان ‬اليوسفي، ‬الكاتب ‬الأول ‬الأسبق ‬لحزب ‬المهدي ‬بنبركة، ‬من ‬أبرز ‬اللقطات ‬التي ‬شهدتها ‬جنازة ‬باها، ‬التي ‬جمعت ‬مختلف ‬الأطياف ‬السياسية. ‬
ووجد ‬رئيس ‬الحكومة ‬صعوبة ‬بالغة ‬في ‬مغادرة ‬مقبرة ‬الشهداء، ‬بعدما ‬حاصره ‬المئات ‬من ‬المواطنين، ‬الذين ‬حجوا ‬إلى ‬المقبرة ‬لتقديم ‬واجب ‬العزاء، ‬حيث ‬شوهد ‬الحرس ‬الشخصي ‬لبنكيران ‬والعشرات ‬من ‬عناصر ‬الأمن ‬وهم ‬يضربون ‬طوقا ‬حول ‬سيارة ‬بنكيران، ‬فيما ‬دعا ‬الأخير ‬المواطنين ‬إلى ‬بيته ‬الذي ‬احتضن ‬الليلة ‬تأبين ‬صديقه ‬الأول. ‬وهو ‬الأمر ‬الذي ‬تكرر ‬حين ‬هم ‬الأمير ‬مولاي ‬رشيد ‬بمغادرة ‬المقبرة، ‬حيث ‬وجد ‬الأمن ‬صعوبة ‬في ‬فسح ‬الطريق ‬أمامه، ‬في ‬حين ‬فضلت ‬العديد ‬من ‬الشخصيات ‬من ‬أبرزهم ‬الحليمي، ‬والمندوب ‬السامي ‬للتخطيط، ‬أن ‬تكون ‬في ‬مقدمة ‬المشيعين ‬المغادرين.‬
وتلا ‬نجل ‬الفقيد ‬الرسالة ‬التي ‬وجهها ‬الملك ‬محمد ‬السادس ‬إلى ‬أسرة ‬عبد ‬الله ‬باها، ‬والتي ‬وصفت ‬الراحل ‬بنموذج ‬رجالات ‬الدولة ‬‮«‬الذين ‬نهضوا ‬بمسؤولياتهم ‬وأماناتهم، ‬بكل ‬إخلاص ‬ونكران ‬ذات، ‬في ‬وفاء ‬صادق ‬لمقدسات ‬الأمة. ‬وهو ‬ما ‬جعله ‬يحظى ‬بالتقدير ‬والاحترام ‬من ‬لدن ‬الجميع‮»‬.‬
من ‬جهة ‬أخرى، ‬كادت ‬العديد ‬من ‬الأسماء ‬السياسية ‬البارزة ‬أن ‬تحرم ‬من ‬تشييع ‬جثمان ‬الراحل ‬باها ‬إلى ‬مثواه ‬الأخير، ‬بعد ‬أن ‬عمد ‬رجال ‬الأمن ‬إلى ‬إقفال ‬الباب ‬الرئيسي ‬للمقبرة ‬في ‬وجه ‬المشيعين، ‬مباشرة ‬بعد ‬دخول ‬الأمير ‬مولاي ‬رشيد ‬والمرافقين ‬له ‬وجمع ‬من ‬المشيعين. ‬وظل ‬كل ‬من ‬رشيد ‬الطالبي ‬العلمي، ‬رئيس ‬مجلس ‬النواب، ‬وصلاح ‬الدين ‬مزوار، ‬وزير ‬الخارجية ‬والتعاون، ‬ومصطفى ‬الخلفي، ‬وزير ‬الاتصال ‬الناطق ‬الرسمي ‬باسم ‬الحكومة، ‬ومحمد ‬بوسعيد، ‬وزير ‬الاقتصاد ‬والمالية، ‬ومحمد ‬الحمداوي، ‬الرئيس ‬السابق ‬لحركة ‬التوحيد ‬والإصلاح، ‬ورشيد ‬روكبان، ‬رئيس ‬الفريق ‬التقدمي ‬بمجلس ‬النواب، ‬ومحمد ‬زويتن، ‬وعبد ‬العالي ‬حامي ‬الدين، ‬عضوي ‬الأمانة ‬العامة ‬لحزب ‬العدالة ‬والتنمية، ‬ينتظرون ‬لما ‬يقارب ‬خمس ‬دقائق ‬أمام ‬باب ‬المقبرة، ‬قبل ‬أن ‬يتم ‬تمكينهم ‬من ‬الولوج ‬عبر ‬باب ‬صغير ‬يجاور ‬الباب ‬الرئيسي. ‬فيما ‬ظلت ‬أسماء ‬سياسية ‬أخرى ‬خارج ‬المقبرة، ‬بعد ‬أن ‬لم ‬تتمكن ‬من ‬الدخول ‬في ‬ظل ‬الاكتظاظ ‬الشديد ‬والتدافع ‬الذي ‬رافق ‬دخول ‬جثمان ‬باها، ‬بسبب ‬الإجراءات ‬الأمنية ‬التي
‬اتخذت. ‬
وكادت ‬الأمور ‬أن ‬تتطور ‬إلى ‬الأسوأ ‬بسبب ‬الازدحام ‬والتدافع ‬والإجراءات ‬الأمنية، ‬إذ ‬كاد ‬كل ‬من ‬رشيد ‬بلمختار، ‬وزير ‬التربية ‬الوطنية، ‬والشعبي، ‬رجل ‬الأعمال ‬والبرلماني ‬المستقيل ‬أول ‬أمس، ‬الذي ‬رابط ‬بالقرب ‬من ‬قبر ‬باها، ‬أن ‬يغمى ‬عليهما، ‬حيث ‬بدت ‬عليهما ‬علامات ‬الإنهاك. ‬في ‬حين ‬فضل ‬عبد ‬اللطيف ‬الوديي، ‬الوزير ‬المنتدب ‬لدى ‬رئيس ‬الحكومة ‬المكلف ‬بإدارة ‬الدفاع ‬الوطني، ‬النأي ‬بنفسه ‬عن ‬خطر ‬التدافع ‬والسقوط، ‬بالخروج ‬من ‬وسط ‬المشيعين ‬السائرين ‬وراء ‬نعش ‬وزير ‬الدولة.‬
وفيما ‬كان ‬لافتا ‬مشهد ‬كل ‬من ‬الشيخ ‬محمد ‬الفيزازي، ‬وعبد ‬الكريم ‬بنعتيق، ‬عضو ‬المكتب ‬السياسي ‬لحزب ‬الاتحاد ‬الاشتراكي، ‬يدا ‬في ‬يد ‬وهما ‬يهمان ‬بدخول ‬مقبرة ‬الشهداء، ‬سجل ‬غياب ‬كل ‬من ‬حميد ‬شباط، ‬الأمين ‬العام ‬لحزب ‬الاستقلال، ‬وإدريس ‬لشكر، ‬الكاتب ‬الأول ‬للاتحاد ‬الاشتراكي ‬للقوات ‬الشعبية، ‬خلافا ‬لما ‬كان ‬عليه ‬الحال ‬بالنسبة ‬لمحمد ‬الخليفة، ‬حيث ‬سجل ‬حضور ‬متميز ‬لرفاق ‬الراحل ‬أحمد ‬الزايدي ‬يتقدمهم ‬كل ‬من ‬عبد ‬الهادي ‬خيرات، ‬ومحمد ‬رضا ‬الشامي، ‬وعبد ‬العالي ‬دومو، ‬وحسن ‬طارق، ‬والمهدي ‬المزواري، ‬بالإضافة ‬إلى ‬الكاتب ‬الأول ‬السابق، ‬محمد ‬اليازغي ‬ونجله ‬البرلماني ‬علي.‬
بنكيران ‬مخاطبا ‬باها: ‬اواقيلا ‬قريب ‬غادي ‬نتفارقو
‬عزيز ‬العطاتري ‬
كشف ‬قيادي ‬في ‬العدالة ‬والتنمية ‬أن ‬عبد ‬الله ‬باها ‬وزير ‬الدولة، ‬والقيادي ‬في ‬حزب ‬العدالة ‬والتنمية ‬سبق ‬أن ‬خاطبه ‬عبد ‬الإله ‬بنكيران ‬قبيل ‬حادث ‬الطائرة، ‬الذي ‬تعرض ‬له ‬الأخير ‬قائلا: ‬‮«‬واقيلا ‬قريب ‬غاديين ‬نتفارقو‮»‬، ‬ليدخل ‬الزعيمين ‬الحزبيين ‬في ‬ضحك ‬ختمه ‬أمين ‬عام ‬الحزب ‬قائلا ‬‮«‬نسبق ‬أنا ‬وما ‬يجي ‬داك ‬النهار‮»‬ .‬
وكشف ‬القيادي، ‬الذي ‬فضل ‬عدم ‬ذكر ‬اسمه ‬أن ‬عبد ‬الإله ‬بنكيران، ‬الأمين ‬العام ‬لحزب ‬‮«‬المصباح‮»‬، ‬التقى ‬بعبد ‬الله ‬باها ‬في ‬لقاء ‬حزبي ‬عقد ‬بمدينة ‬الدار ‬البيضاء، ‬وأحس ‬ب ‬‮«‬نوستالجيا‮»‬ ‬العلاقة ‬التي ‬تربطه ‬بعبد ‬الله ‬باها، ‬خلال ‬مرحلة ‬الانتماء ‬لتنظيم ‬الشبيبة ‬الإسلامية، ‬والجماعة ‬الإسلامية، ‬قبل ‬أن ‬ينتظما ‬في ‬حركة ‬الإصلاح ‬والتجديد، ‬التي ‬حملت ‬بعد ‬ذلك ‬اسم ‬حركة ‬التوحيد ‬والإصلاح، ‬ليسأل ‬الفقيد ‬قائلا ‬‮«‬شحال ‬وحنا ‬كنتعارفو ‬أسي ‬عبد ‬الله؟‮»‬، ‬ليضيف ‬‮«‬واقيلا ‬قريب ‬غاديين ‬نتفارقو‮»‬.‬
علاقة ‬عبد ‬الإله ‬بنكيران ‬بباها ‬تشبه ‬علاقة ‬‮«‬التوأم‮»‬، ‬يقول ‬قيادي ‬في ‬حزب ‬العدالة ‬والتنمية، ‬مشيرا ‬إلى ‬أن ‬قصة ‬تعرف ‬عبد ‬الله ‬باها ‬على ‬عبد ‬الإله ‬بنكيران ‬قديمة، ‬حيث ‬سبق ‬أن ‬قال ‬باها: ‬‮«‬رأيته ‬في ‬مسجد ‬العكاري، ‬ولفت ‬انتباهي ‬دون ‬أن ‬أعرف ‬سبب ‬ذلك‮»‬، ‬مضيفا ‬‮«‬دخلت ‬إلى ‬المسجد، ‬فوجدته ‬يلقي ‬درسا ‬في ‬مسجد ‬العكاري ‬يفسر ‬فيه ‬قول ‬الله ‬تعالى: (‬مَثَلُ ‬الْجَنَّةِ ‬الَّتِي ‬وُعِدَ ‬الْمُتَّقُونَ، ‬فِيهَا ‬أَنْهَارٌ ‬مِنْ ‬مَاءٍ ‬غَيْرِ ‬آسِنٍ ‬وَأَنْهَارٌ ‬مِنْ ‬لَبَنٍ ‬لَمْ ‬يَتَغَيَّرْ ‬طَعْمُهُ ‬وَأَنْهَارٌ ‬مِنْ ‬خَمْرٍ ‬لَذَّةٍ ‬لِلشَّارِبِينَ ‬وَأَنْهَارٌ ‬مِنْ ‬عَسَلٍ ‬مُصَفًّى، ‬وَلَهُمْ ‬فِيهَا ‬مِنْ ‬كُلِّ ‬الثَّمَرَاتِ ‬وَمَغْفِرَةٌ ‬مِنْ ‬رَبِّهِمْ)‬، ‬وكان ‬وقتها ‬طالبا ‬بالمدرسة ‬المحمدية ‬للمهندسين، ‬و ‬كان ‬حليقا. ‬
التقى ‬باها ‬بعبد ‬الإله ‬بنكيران ‬بعد ‬ذلك ‬في ‬مسجد ‬الحي ‬الجامعي ‬السويسي ‬2، ‬حيث ‬ألقى ‬درسا ‬موفقا، ‬وبعد ‬انقضاء ‬درسه، ‬يقول ‬باها: ‬‮«‬قمت ‬فعانقته ‬عناقا ‬أخويا ‬حارا، ‬وكان ‬معي ‬الأخ ‬إبراهيم ‬الدكتور، ‬وقد ‬كان ‬ضيفا ‬علي ‬من ‬مدينة ‬البيضاء، ‬وكان ‬مما ‬قاله ‬إبراهيم ‬الدكتور: ‬إذا ‬كانت ‬مثل ‬هذه ‬الدروس ‬تلقى ‬في ‬مسجد ‬الحي ‬الجامعي، ‬فسأقوم ‬بزيارتكم ‬كل ‬أسبوع ‬في ‬الرباط‮»‬، ‬وبذلك ‬كانت ‬تلك ‬المناسبة ‬النواة ‬الأولى ‬لعلاقة ‬بنكيران ‬بباها، ‬إلى ‬أن ‬فارق ‬بينهما ‬الموت.‬
كان ‬يعتبر ‬بنكيران ‬باها ‬الشخصية ‬التي ‬‮«‬يصعب‮»‬ ‬تقليدها ‬أو ‬تكرار ‬مثلها ‬في ‬الحركة ‬الإسلامية. ‬ففي ‬وصية ‬إلى ‬شباب ‬حزب ‬العدالة ‬والتنمية، ‬بمناسبة ‬انعقاد ‬مؤتمرهم ‬الوطني، ‬قال ‬بنكيران: ‬‮«‬يجب ‬أن ‬تكونوا ‬أحسن ‬من ‬بنكيران ‬والعثماني، ‬والرميد، ‬وباها...‬‮»‬، ‬قبل ‬أن ‬يستطرد ‬قائلا: ‬‮«‬يصعب ‬أن ‬تكونوا ‬أحسن ‬من ‬باها‮»‬، ‬ليدخل ‬الجميع ‬في ‬ضحك ‬ممزوج ‬بتصفيقات. ‬
وكان ‬بنكيران ‬يقول ‬مخاطبا ‬أعضاء ‬حزبه: ‬‮«‬إذا ‬توفاني ‬الله ‬‮...‬فاسمعوا ‬للسي ‬باها‮»‬، ‬لأنه ‬‮«‬أفضل ‬مني ‬‮...‬ ‬وأكثر ‬إيمانا ‬مني‮»‬، ‬كيف ‬لا، ‬وكان ‬يقول ‬في ‬حقه ‬دائما: ‬‮«‬ميمكنش ‬نتحرك ‬بلاما ‬يكون ‬معايا ‬السي ‬باها‮»‬.‬
ومن ‬بين ‬اللحظات ‬التي ‬أبان ‬فيها ‬عبد ‬الله ‬باها ‬عن ‬حكمته ‬وحنكته، ‬تلك ‬التي ‬ظهر ‬فيها ‬خلاف ‬داخل ‬الأمانة ‬العامة ‬بين ‬قياديين ‬في ‬الحزب ‬حول ‬قضية ‬كانت ‬معروضة ‬للنقاش، ‬قبل ‬أزيد ‬من ‬خمس ‬سنوات، ‬حيث ‬أوضح ‬مصدر ‬مطلع ‬أن ‬الخلاف ‬اشتد ‬بين ‬قياديين ‬في ‬حزب ‬‮«‬المصباح‮»‬، ‬ليتطور ‬إلى ‬ارتفاع ‬في ‬نبرة ‬الصوت، ‬الأمر ‬الذي ‬دفع ‬بعبد ‬الله ‬باها ‬إلى ‬أخذ ‬المصحف، ‬والشروع ‬في ‬تلاوة ‬القرآن، ‬مما ‬جعل ‬القياديين ‬يهدآن، ‬وينصتان ‬للذكر ‬الحكيم ‬لمدة ‬فاقت ‬ال ‬10 ‬دقائق.‬
إلى ‬ذلك، ‬قال ‬محمد ‬أمين ‬باها، ‬النجل ‬الأكبر ‬للراحل ‬عبد ‬الله ‬باها: ‬‮«‬إن ‬الحادثة ‬الذي ‬أودت ‬بحياة ‬والدي، ‬قدر ‬الله ‬سبحانه ‬وتعالى ‬أن ‬يتوفاه ‬فيها ‬بعد ‬أن ‬حان ‬أجله‮»‬، ‬داعيا ‬في ‬تصريح ‬لموقع ‬‮«‬الإصلاح‮»‬، ‬‮«‬من ‬يتكلم ‬حول ‬هذه ‬الحادثة، ‬أن ‬يتقي ‬الله ‬سبحانه ‬وتعالى‮»‬، ‬ومشيرا ‬في ‬الوقت ‬ذاته ‬إلى ‬أن ‬والده ‬‮ ‬كان ‬يدعو ‬إلى ‬تقوى ‬الله ‬عز ‬وجل، ‬ويشدد ‬على ‬أن ‬‮«‬نتبين ‬ما ‬نقول ‬وأن ‬لا ‬نتبع ‬السبل ‬التي ‬تفرقنا ‬عن ‬الحقيقة، ‬لأن ‬منهج ‬التبين ‬منهج ‬أصيل ‬في ‬ديننا‮»‬.‬
وكشف ‬النجل ‬الأكبر ‬للفقيد ‬أن ‬والده ‬كانت ‬له ‬‮ ‬ثقة ‬كبيرة في ‬المؤسسات، ‬مضيفا ‬‮«‬وهي ‬نفس ‬ثقتنا، ‬التي ‬تجعلنا ‬نقول ‬إن ‬هناك ‬جهات ‬مختصة ‬تباشر ‬تحقيقا، ‬وإن ‬نتائجه ‬هي ‬التي ‬ستوضح ‬ملابسات ‬الحادثة، ‬والتي ‬لحد ‬الآن ‬تبين ‬مقدماتها ‬أنه ‬حادث ‬عرضي‮»‬. ‬لكن ‬يورد ‬أمين ‬باها ‬أنه ‬‮«‬يبقى ‬لخلاصات ‬التحقيق ‬الجاري ‬أن ‬تحمل ‬المسؤولية ‬إن ‬كانت ‬هناك ‬مسؤولية ‬لمن ‬أخطأ، ‬كما ‬ستمكن ‬من ‬تحديد ‬سياقات ‬وظروف ‬هذا ‬الحادث ‬الأليم‮»‬.‬
رباح ‬ينفي ‬فرضية ‬المؤامرة ‬في ‬موت ‬الوزير ‬باها ‬ويحذر ‬من ‬المتآمرين ‬على ‬البلاد
بلعيد ‬كروم
‬تدخل ‬عزيز ‬رباح، ‬وزير ‬التجهيز ‬والنقل ‬واللوجيستيك ‬بقوة، ‬مساء ‬أول ‬أمس، ‬للرد ‬على ‬ما ‬ذهبت ‬إليه ‬تغريدات ‬العديد ‬من ‬رواد ‬موقع ‬التواصل ‬الاجتماعي ‬‮»‬فيسبوك‮«‬، ‬حينما ‬شككت ‬في ‬الرواية ‬الرسمية ‬لوفاة ‬عبد ‬الله ‬باها، ‬وزير ‬الدولة ‬في ‬حكومة ‬بنكيران، ‬والقيادي ‬البارز ‬في ‬حزب ‬العدالة ‬والتنمية.‬
‬ودعا ‬رباح، ‬في ‬تغريدة ‬له، ‬رواد ‬‮»‬الفيسبوك‮«‬ ‬إلى ‬عدم ‬الانسياق ‬وراء ‬جهات ‬لم ‬يسمها، ‬تحاول ‬استهداف ‬استقرار ‬المملكة ‬بنشر ‬تفسيرات ‬لا ‬علاقة ‬لها ‬بالواقع، ‬قائلا: ‬‮»‬أرجوكم، ‬لا ‬تروجوا ‬لهذه ‬التخيلات،‮ ‬فبلادكم ‬بخير، ‬وإن ‬فقدت ‬أعز ‬رجالاتها ‬من ‬مثل ‬حبيبنا ‬عبد ‬الله ‬باها ‬رحمة ‬الله ‬عليه‮«‬.‬
‬وحذر ‬الوزير ‬ممن ‬وصفهم ‬بالمتآمرين ‬على ‬مصالح ‬هذا ‬الوطن، ‬وطالب ‬الشعب ‬المغربي ‬بالحفاظ ‬على ‬نهج ‬الإصلاح ‬في ‬ظل ‬الاستقرار ‬الذي ‬تنعم ‬به ‬المملكة، ‬وأضاف ‬‮»‬إن ‬للوطن ‬ربا ‬يحميه، ‬وملكية ‬توحده، ‬ودين ‬يرشده، ‬ونخبة ‬تصونه، ‬وشعب ‬يفديه ‬ويقظة ‬تحميه‮«‬.‬
‬وكشف ‬القيادي ‬في ‬حزب ‬بنكيران ‬عن ‬وجود ‬أطراف ‬تسعى ‬إلى ‬نشر ‬الرعب ‬في ‬البلد ‬وخلق ‬أجواء ‬اللا ‬استقرار ‬التي ‬تضر ‬بصور ‬البلاد ‬محليا ‬وإقليميا ‬ودوليا، ‬وختم ‬بقوله: ‬‮»‬لا ‬تكونوا ‬صدى ‬لمن ‬يريد ‬نشر ‬الرعب ‬في ‬البلد ‬وإخافة ‬المواطن ‬والأقرباء ‬والشركاء، ‬بعد ‬ما ‬أنعم ‬علينا ‬ربنا ‬بنعمة ‬الإصلاح ‬في ‬ظل ‬الاستقرار،‮ ‬رحمة ‬الله ‬على ‬السابقين ‬وحفظ ‬الله ‬الصادقين ‬وحمى ‬الله ‬هذا ‬البلد ‬الأمين ‬ونجانا ‬من ‬كل ‬متآمر ‬لعين‮«‬. ‬
‬وأثار ‬خبر ‬وفاة ‬عبد ‬الله ‬باها، ‬وزير ‬الدولة، ‬مساء ‬الأحد ‬المنصرم، ‬دهسا ‬بالقطار ‬في ‬نفس ‬مكان ‬وفاة ‬البرلماني، ‬الراحل ‬أحمد ‬الزايدي، ‬جدلا ‬واسعا ‬بين ‬رواد ‬مواقع ‬التواصل ‬الاجتماعي، ‬حيث ‬ذهبت ‬تعاليقهم ‬إلى ‬القول ‬ب»اغتيال‮«‬ ‬الوزير ‬باها ‬و»تصفيته‮«‬ ‬من ‬طرف ‬جهات ‬مجهولة ‬تستهدف ‬رموز ‬الإصلاح ‬في ‬هذه ‬البلاد، ‬معتبرة ‬أن ‬حادثة ‬القطار ‬مدبرة ‬ومسرحية ‬رديئة ‬الإخراج، ‬حسب ‬تعبير ‬أحدهم.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.