نظم الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش وقفة للوفاء تحت شعار (شهداء أحياء، ضحايا أشداء)، تخليدا لذكرى أحداث حي الفرح الإرهابية، مساء الجمعة 10 أبريل 2015 بحديقة الإدريسية دامت قرابة 45 دقيقة. وحسب تقرير توصلت "المساء" بنسخة منه، فإن العديد من المتدخلين أكدوا على رفضهم الشديد لجميع الأعمال الإرهابية التي تمس سلامة المواطنين، وعلى مشاطرة الضحايا وذويهم الألم، ونبهوا إلى ضرورة إصلاح الحقل الديني، كما تخلل الوقفة إشعال الشموع وترديد عدد من الشعارات. وحسب التقرير نفسه، فإن الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش دعا إلى إحداث مجسم للشهيد محمد زنبيبة على غرار باقي ضحايا الأحداث الإرهابية، موجها رسائل الاعتراف بالمجهودات الأمنية في تفكيك الخلايا وفي مواجهة المخاطر الإرهابية. وأضافت الكلمة أن جراح أحداث حي الفرح لم تندمل بعد، ".. غائرا، موشوما في ذاكرتنا، عميقا عمق منسوب الألم الذي عشناه جميعا، شأنه في ذلك شأن آلام وجراح أخرى لم تندمل هي الأخرى، كما هو الحال بالنسبة لأحداث 16 ماي، وأحداث أركانة اللتين لا تفصلنا عن ذكراهما معا إلا بضعة أيام". وأوضحت الكلمة ذاتها، حسب التقرير نفسه، أن الجراح كان من الممكن أن تتعاظم وتتفاقم حدتها لولا حزم ويقظة السلطات المحلية والمصالح الأمنية بمختلف مستوياتها، اليقظة في مواجهة خلايا التطرف والإرهاب، الفردية منها والجماعية، وهذا ما تؤكده الاعتقالات التي نشاهد ونتتبع تفاصيلها بين الفينة والأخرى، وهو ما لا يمكن إنكاره، ونعتبر أن هاته اللحظة هي مناسبة كذلك لتحية كل الساهرين على أمن وطننا والمواطنين. وجاء في بعض فقرات هذه الكلمة "إن وقفتنا الرمزية اليوم، هي وقفة للذكرى، ووقفة للوفاء، نستحضر من خلالها شهداء قضوا أثناء تأدية واجبهم المهني في الذود عن وطننا، كما هو الشأن بالنسبة للشهيد محمد زنبيبة، الذي ودّع أسرته الصغيرة وكذا الكبيرة دون موعد ودونما استئذان، وأسلم روحه لبارئها وهو يؤدي مهمته للمساهمة في السهر على أمن المواطنين وحمايتهم في مواجهة الإرهابيين… سنفترق اليوم بعد انتهاء وقفتنا هاته، لكننا سنواصل نضالنا جميعا، كل من موقعه للدفاع عن قيم السلم، عن قيم الحرية والاختلاف والتعدد، في وطن هو رمز لكل هاته القيم الضاربة في جذوره التاريخية، الممتدة على مدى 14 قرنا، رافضين كل ما يمكن المس بها أو يستهدفها أو يحاول تشويهها. وكان حي الفرح اهتز، قبل سنوات، على عملية إرهابية، وفي لحظة تحول هذا الحي الذي يوجد بعمالة مقاطعة الفداء إلى وجهة للعديد من وسائل الإعلام الوطنية والدولية، وأثارت هذه العملية في حينها استنكار الكثير من المراقبين والمواطنين على حد سواء، الذين اعتبروا ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم عميلة لا يمكن إلا استنكارها وشجبها بكل المقاييس، لأنه لا يمكن السماح لأي كان بالمس باستقرار وأمن المواطنين أينما كانوا.