عرت دراسة أنجزتها مؤسسة أكسفورد بيزنس واقع القدرة الشرائية للمغاربة وعاداتهم الاستهلاكية، إذ توصلت الدراسة ذاتها إلى تحول المغاربة نحو العادات الشرائية بدرجة جد ملحوظة، واهتمامهم أكثر بعنصري الجودة والثمن. وأشارت إلى أن قطاع تجارة التقسيط بالمغرب يمثل حاليا 12.8 بالمائة من الاقتصاد المغربي، ويشغل 1.2 مليون شخص، أي حوالي 13 في المائة من السكان النشيطين. أما ارتفاع عائدات قطاع السياحة فقد اعتبرت أنه عامل من شأنه أن يحفز أكثر نمو تجارة التقسيط. وتمثل الطبقات المتوسطة 30 بالمائة من معدل السكان المغاربة، وهي الطبقة التي أكدت الدراسة أنها صارت تتحول أكثر فأكثر نحو المناطق الحضرية، وهو ما اعتبرت أيضا أنه دليل على ارتفاع قدرتها الشرائية، وإقبالها بشكل جد ملحوظ على التبضع. النتائج الإيجابية التي حققتها تجارة التقسيط، وتحول المستهلكين المغاربة نحو عادات استهلاكية جديدة، عزتها دراسة أكسفورد بيزنيس إلى ارتفاع القدرة الشرائية للمستهلك المغربي الذي ينتمي إلى الطبقة المتوسطة، والذي استفاد من قروض الاستهلاك، إذ نمت هذه الأخيرة بشكل تدريجي وملحوظ، حيث ارتفعت بحوالي 500 مليون أورو، ما بين الفترة الممتدة ما بين 2012 و2013. إلى جانب أن تخفيض الضريبة على الدخل ساهم في هذا النمو، إذ انتقلت من 44 بالمائة إلى 38 بالمائة ما بين 2007 و2011. فضلا عن أن كثرة المنتوجات المعروضة ووفرتها، ساهما إلى حد كبير في تطور عادات المستهلكين المغاربة، وتحولهم نحو عادات استهلاكية جديدة تهتم أكثر بكل من الجودة والثمن. وعلى إثر هذه النتائج الإيجابية، سجل قطاع تجارة التقسيط، بحسب أرقام الحكومة المغربية، ارتفاعا منتظما امتد على عشر سنوات الماضية، بنسبة ارتفاع سنوي بلغت 4 في المائة. كما اعتبرت الدراسة أن النتائج التي سجلها المتاجرون بالتقسيط تعد مؤشرا قويا على تغير عادات المغاربة، وتحولها نحو التبضع من المتاجر الكبرى وفروعها. كما أنها تعد مؤشر قوة بالنسبة لاستمرار هذه التجارة في النمو. وأوضحت الدراسة أن هناك بعض الثغرات التي لولاها لحققت هذه التجارة نتائج أكثر إيجابية، نظرا لضعف البنية التحتية، التي ترفع من كلفة التوزيع والتسويق، فضلا عن أن سكان المناطق القروية لا يستفيدون من هذه الأنشطة التجارية ما يضيع على هذه المتاجر فرص استهلاك وإقبال أكبر. واستدلت الدراسة، أيضا، على تغير عادات المغاربة الاستهلاكية بعدد الزوار الذين توافدوا خلال سنة 2014 على المراكز التجارية الكبرى، كموروكو مول الذي وصل عدد زائريه سنة 2014 إلى 17 مليون زائر. ومركز المزار بمراكش الذي استقبل هو الآخر 5 ملايين زائر، ومربع عدن استقبل 3 ملايين زائر، رغم أنه فتح أبوابه في ربيع 2014 فقط.