جر تصريح لوزير التربية الوطنية، رشيد بلمختار، انتقادات لاذعة من طرف أعضاء في الغرفة الثانية، بعدما أكد أن احتمال تسريب امتحانات البكالوريا في السنوات المقبلة يبقى قائما، حيث رد على انتقادات البرلمانيين قائلا: «أنا صريح ومكانكدبش عليكوم». وأوضح بلمختار، خلال جلسة الأسئلة الشفاهية أول أمس الثلاثاء بمجلس المستشارين، أنه إلى جانب التحقيقات التي تقودها وزارة الداخلية، تجري المفتشية العامة للوزارة بحثا على مستوى 1600 مركز امتحان و82 نيابة و16 أكاديمية، وهو ما يجعل الكشف عن مسربي الامتحان يأخذ وقتا طويلا. وأكد أن الوزارة تضع جميع الاحتمالات أمامها، من خلال تهييء ثلاثة اختبارات احتياطية لكل مادة تحسبا لأي تسريبات، وهو شيء جاري به العمل في المغرب وخارجه. وأضاف أنه «تم ضمان السير العادي للامتحانات، وظلت الوزارة في اتصال مستمر مع الداخلية». وبعدما أشار إلى إمكانية اللجوء إلى تنظيم امتحانات جهوية لتفادي الضغط الذي يحدث بمناسبة الامتحانات، سجل الوزير، في رد ضمني على مطالبة مستشار برلماني باستقالته، بأن «مشاكل التعليم موجودة منذ سنوات ماشي حتى جيت أنا». وأوضح بلمختار أن فرنسا شهدت تسريب امتحان الفلسفة، وتقرر اعتماد الاختبار نفسه. كما أن بلجيكا عرفت تسريب مادة الرياضيات، مما يعني أن المغرب ليس استثناء. وسجل أن «التطور الذي تعرفه التكنولوجيات الحديثة يجعل من عمليات التسريب شيئا سهلا في حين لابد من إيجاد الحلول، وهو أمر يتطلب وقتا وانفتاحا على الخبراء في مجال جرائم الإنترنت». واعتبر الوزير، ردا على أسئلة البرلمانيين بشأن تأثير تسريب البكالوريا على مصداقية الشهادة الوطنية، أن ما يضرب حقيقة مصداقية الشهادة هو الغش، وأيضا نقط المراقبة المستمرة التي تشكل 25 في المائة من المعدل العام الذي يحصل عليه التلاميذ. الوزير حاول التخفيف من الضغط على الأطر التي شاركت في عملية الاعتكاف على مستوى الأكاديمية، حيث أكد أن «الوزارة تهنئ الأطر التي اعتكفت لمدة ثلاثة أسابيع في فضاء مغلق، إذ أنهم صدموا و»تزعزعوا» عندما علموا بما وقع، خاصة أن التهمة التي توجه للوزير توجه لهم أيضا». وزاد قائلا: «ماخصناش نكبرو القضية، لأننا بذلك نحطم البكالوريا التي نريد المحافظة على قيمتها».