بينما يشكل شهر رمضان موسم ركود بالنسبة إلى بعض المهن، فإنه يعد فرصة لازدهار كثير من المهن الأخرى، ويمنح للعديد من الناس العاطلين فرص الاسترزاق عن طريق ممارسة مهن موسمية خاصة بهذا الشهر الكريم، حيث يستعد مجموعة من الرجال والنساء، للاستفادة من هذا الشهر الكريم، في خلق مهن لهم، ولو بشكل مؤقت، توفر لهم ولأسرهم مصاريف تساعدهم في مواجهة تكاليف العيش، فيبدؤوا باستخدام ما راكموه من دريهمات، أو حتى اللجوء إلى الاقتراض إن قضت الضرورة. مهنة بيع الأقراص الدينية، واحدة من المهن التي يزيد رواجها خلال رمضان، إذ تلمح عيناك في شوارع المدن شبابا من مختلف الأعمار يتجولون بعرباتهم، مشغلين أقراصهم الدينية بصوت مرتفع، تثير انتباه كل المارة. يقول شكيب شاب 23 سنة، «أعمل بائعا لهذه الأقراص طيلة السنة، إلا أن رمضان يظل شهرا متميزا عن باقي الأشهر الأخرى، فهو شهر للعبادة والغفران من جهة، وشهر لترويج سلعتي وخلق رواج من جهة ثانية، فأنا أوفر في اليوم في رمضان ثلاثة أضعاف ما أوفره في أيام الأشهر العادية». في حين تحفظ يونس «17 سنة» عن ذكر الأرباح العائدة من بيع الأقراص الدينية خلال رمضان، وبادر بالقول إن عمله الموسمي يظل شريفا، ولو كان عائده قليلا أو كثيرا، فالأهم أني أشغل نفسي في فترة العطلة المدرسية، وأوفر مصروف جيبي، بدل ملاحقة المواطنين وسرقة مالهم الخاص. وهذا أمر أنبذه و نلاحظ تفشيه في معظم شوارع وأزقة المملكة أيام شهر رمضان. وحول الأقراص الأكثر مبيعا وطلبا يقول شكيب: في هذا الشهر يزداد الإقبال على التسجيلات القرآنية المختلفة، وأيضا يكثر الطلب على أسطوانات الدروس الدينية والتوعوية، ثم الأمداح، والأناشيد الإسلامية. ويبقى درب غلف بالدار البيضاء وجهة شكيب وزملائه في العمل، لنسخ الأقراص المدمجة وتغليفها وإظهارها في صورتها المعهودة.وتظل هذه المهن الرمضانية مميزة خلال الشهر الكريم، لرواجها من جهة ولخلقها مهنا ولو بشكل مؤقت من جهة ثانية، مهن تساعد مستعمليها على كسب بعض الأموال التي قد تعيل عائلات في أمس الحاجة إليها، تقضي على جو البطالة الذي يتخبط فيه مجموعة من الشباب ولو بشكل مؤقت، مهن في حاجة للمساعدة من طرف الجمعيات والمسؤولين، حتى يستطيع الراغبون فيها العمل بها.