دعا محمد منصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق، المغاربة إلى التمسك ب«ملكيتكم وملككم، لسبب بسيط، هو أنها ترمز للوحدة الوطنية»، مضيفا خلال لقاء جمعه بشباب حزب العدالة والتنمية، خلال الملتقى الوطني لشبيبة حزب «المصباح» أول أمس الأربعاء بمراكش، أنه يكن حبا واحتراما للملك محمد السادس، والمغاربةّ، وحكومته، و»هذا البلد الجميل الأمين»، الذي لا زال يقطن فيه بعض إخوة الرئيس التونسي، منذ أزيد من عشر سنوات. وقال المرزوقي إنه «بقدر ما أتمنى للمغرب مزيدا من الرقي، بقدر ما أتمنى له الاستقرار والتمسك بنظامه، وهذا ما سيعين على بناء المغرب العربي». وفتح الرئيس الأول لتونس بعد ثورة «الياسمين»، التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بنعلي، صدره لآلاف من شباب حزب العدالة والتنمية، حيث كشف عن أسرار علاقته القوية بالمغرب، ومدينة مراكش على وجه التحديد، على اعتبار أن والده الذي كان يقيم في المدينة الحمراء، دفن بها، حيث ووري جثمانه الثرى في مقبرة باب دكالة، مشيرا إلى أنه زار قبره بعد حلوله بمدينة مراكش. وأوضح المرزوقي، أحد أبرز المشاركين في أسطول الحرية 3 لكسر الحصار على غزة، أن والده كان لاجئا سياسيا بالمغرب لمدة 30 سنة، وهو الذي «علمني الوطنية وحب المغاربة»، كاشفا عن وصية تلقاها من والده قبل مماته، وكانت آخر ما سمعها منه، مفادها «عنداك.. تهلا فالمغاربة». كما أنه كان يقول له عندما كان أستاذا بكلية الطب بجامعة «سوسة»، حيث كان يدرس طلبة مغاربة أغلبهم من مراكش، «لو أكرمتهم فلن تصل لربع ما أكرمني المغاربة». كما دعا المرزوقي الشباب المغربي إلى إنجاح «ما فشل فيه جيلي، سواء في تحقيق مشاريعنا الديمقراطية، أو حلم الوحدة المغاربية». وأضاف أن «الأمور تتطور، ويجب استثمارها». وأكد أن الاتحاد المغاربي «سيفرض نفسه، لأنه من متطلبات التاريخ، والحضارة، واللغة، والمجتمع…»، مضيفا «أنا من هذا المنبر أتوجه إلى كل الشباب المغاربي، أيا كانت توجهاته الفكرية، والإيديولوجية، والعقائدية، لأجل بناء هذا الاتحاد»، مقترحا في الوقت نفسه تغيير اسم الاتحاد ب «اتحاد مغاربي». وخلال دعوته شباب حزب «المصباح» لتحقيق حلم الاتحاد المغاربي، حث المرزوقي الحاضرين على «الترفع عن الخلافات السياسية، ومشكل الهوية، والدفاع عن الحريات الخمس، ضمنها الحرية في التنقل، والاستقرار داخل الفضاء المغاربي، والحق في التملك، والمشاركة في الانتخابات»، قبل أن يضيف أن «هناك خصومة مفتعلة بين العلمانيين والإسلاميين في حين أن شعوب المنطقة تتميز بالتعددية» . واعتبر جميل منصور، رئيس حزب التواصل الموريتاني، أن الحل الوحيد لمواجهة الطغاة والغلاة والغزاة هو أن تلتزم الحركات الإسلامية المغاربية بمنهج الوسطية والاعتدال، وأن تستمر في عملها التجديدي من أجل إعطاء النموذج الأمثل لباقي الحركات الإسلامية، مضيفا أن الحركات الإسلامية تستحق الدراسة، وتلمس أهم مساراتها في المغرب الكبير، كما لا ينبغي أن تدفعها الثقة وتزايد المعجبين بها إلى الغرور، بل يجب أن ينظر نشطاؤها إلى الأمر بعقلية نقدية. ووقف منصور عند حزب العدالة التنمية، الذي اختاره بناء المؤسسات واقتصاد قوي، يتأسس على العدالة الاجتماعية، وإحياء القيم الأصيلة، وصيانة السيادة المغربية، بينما حزب التواصل الموريتاني، ورغم هامشية البلد، فإن الحركة الإسلامية تقدم تجربة فيها مرونة، سيكون لها شأن.