ربما لا يختلف اثنان ان فرق المعارضة بقبة البرلمان المغربي و هي بصدد ممارستها لحق دستوري في الرد على الحصيلة المرحلية للحكومة المغربية التي باتت تعرف ب"حكومة بن كيران"،قد اخلفت لحظة سياسية و دستورية و تاريخية ابان اول حكومة بعد " الربيع المغربي" و دستور 2011،و انها لم تكن موفقة الى ابعد الحدود في النيل سياسيا من رئيس الحكومة و ذلك لسبب بسيط هو تغييبها للموضوعية و النقد العقلاني المتزن و الرصين الدي من شانه اقناع الاتباع و المتعاطفين قبل الخصوم.و كرست بالواضح ان معاركها التي اججتها مند بداية التجربة بسبب و بدونه،انما اسستها على خلفيات و دوافع ايديولوجية بحتة و صراع شخصي و احقاد دفينة مع شخص رئيس الحكومة. فقد نجح بنكيران و بحنكته و حسن مراسه الدي راكمه على مدار سنوات في جبهة المعارضة في الذود بقوة عن حصيلة حكومته المرحلية .فقد انبرى لهجومات المعارضة و نقدها اللاذع و الاعمى متقمصا و مرتديا جبة المدافع الشرس و المهيأ والملم بتفاصيل الملف الحكومي و نجح في تسفيه ملاحظاتها و دحض حججها،ساعده في ذلك ان بعض اقطاب المعارضة كانوا في حالة شرود دائم "Hors jeu" من قبيل مساءلة رئيس الحكومة عن علاقته ب "داعش" و "النصرة" و "الموساد"،و اثارة هواجس غياب الانسجام الحكومي و عدم التفريق بين البرامج الانتخابية و البرامج الحكومية التي يفرضها منطق التحالفات الحكومية،و محاولة بتر كيان الحكومة عن جسم الدولة و هيكلها بجعلها جزر متناثرة تعمل بمنطق التنافس و ليس التكامل و الانسجام، مما ينم عن اعطاء الانطباع بعدم معرفتها بطبيعة النظام السياسي السائد بالمغرب و هامش العمل لكل قطب في الدولة و مسؤوليته الدستورية و السياسية. لقد أخطأت المعارضة في خطابها من خلال رهانها على تبخيس التجربة المرحلية من عمل الحكومة وفق ما يقرره لها دستور 2011 الدي مأسس عمل و دور المعارضة في مراقبة عمل الحكومة من خلال ابراز اختلالاته و اخفاقاته و طرح البدائل و الحلول العملية لما تراه مشاكل او اخفاقات للحكومة، و ظهورها بمظهر القوة الاقتراحية عوض التحرش بالحكومة و ترقب سقوطها و انفراط عقد تحالفاتها بفعل فاعل و بامر يدبر بليل ،بل كان خطابها اقرب الى الديماغوجية و السفسطائية و السجال السياسي الفضفاض و العقيم ،مما سهل على بن كيران تسجيل نقاط عديدة لمصلحته ...بل حدا به هذا الموقف الى لعب دور مزدوج من خلال الدفاع عن حصيلة الحكومة و تثمين منجزاتها، و كذا انتقادها و رصد مكامن النقص و التقصير من قبيل اثارة موضوع تعثر الدعم المباشر و اكاديمية اللغة العربية وفق ما عبر عنه هو صراحة ...فانتهى به المقام الى انهاء المعركة لصالحة بالضربة القاضية "knockd out". لم يكن بإمكان المعارضة تجاهل مجهودات الحكومة في البدء في اصلاح صندوق المقاصة من خلال تقليص حجم الاعتمادات المالية المرصودة لتغطيتها بالميزانية العامة للدولة و اثر ذلك على التحكم في عجزها،تفعيل صندوق التكافل العائلي،تعبئة صندوق التماسك الاجتماعي ،الزيادة في منح الطلبة و معاشات التقاعد،اقرار قواعد الانصاف و الكفاءة عبر اعتماد مبدأ المباريات و القطع مع ثقافة التوظيف المباشر،الاجراءات الداعمة للمقاولات الصغرى والمتوسطة الوطنية،الميثاق الوطني لاصلاح العدالة،إنقاذ المكتب الوطني للكهرباء و الماء عبر عقد البرنامج،تكريس نزاهة اعضاء الحكومة و وزرائها....الى غير دلك من الاجراءات الاصلاحية المفصلة ببيان الحصيلة المرحلية و هي كثيرة.و بالتالي ما كان على المعارضة ان يعميها منطق العداء السياسي لاعتماد التنقيط بالاصفار لتجربة نصف مرحلية الحكومة.فترة زمنية كان كل شئ فيها استثنائي و طنيا و اقليميا و دوليا ان على المستوى الاقتصادي او السياسي.لان في دلك استخفاف بعقول الجمهور و عدم احترام حسهم و تنامي وعيهم ازاء تقييم الظاهرة السياسية بالمغرب. اعتقد انه لم يئن الاوان لبن كيران كي يمد رخليه كما يقال بعد ان اجهز على المعارضة عن المرحلة السابقة و بات امامه اليوم المرمى خاليا لتسجيل الاهداف لمصلحة جمهور المواطنين الذين يستشعر دعمهم و تفهمهم للإجراءات الصعبة التي اتخدتها الحكومة ليس اقلها التعجيل بتفعيل الدعم المباشر للفئات المعوزة و في وضعية هشاشة،تعزيز البنيات التحتية و الاساسية لاسيما في قطاع الصحة و التعليم والطرق، و بشكل اخص بالعالم القروي ،تجديد اسطول النقل العمومي و حاضرته غبر الخطة المعلن عنها في هدا الصدد،ابداع اجراءات و خطط داعمة للطبقة المتوسطة بالمغرب بشكل يخفف عنها كلفة الاصلاح....اجراءات قد تمكن المواطن البسيط و العادي من تحسس وقع الاصلاح على ارض الواقع. لهده الاسباب اعتقد ان بن كيران يكون قد انهى معركته مع المعارضة بالضربة القاضية قبل نهاية الوقت القانوني.