إن المتتبع للساحة التعليمية هذه الايام سيلاحظ الدينامية الجديدة التي تشهدها من خلال المسيرات والمظاهرات التي يقودها التلاميذ داخل او خارج المؤسسات التعليمية والتي ينددون من خلالها ببرنامج "مسار" الذي اعتمدته مؤخرا وزارة التربية الوطنية كآلية لمسك النقط ولوائح التسجيل ...،ويطالبون بالتراجع عن البرنامج المذكور. لكن الغريب في الامر أن رفض التلاميذ ل"مسار" ليس له سبب، فمثلا عندما تسأل تلميذا لماذا تتظاهر ضد "مسار"؟ فالجواب الغالب هو أن المراقبة المستمرة والتقويم النهائي هو الذي سيعتمد في النقط النهائية ضاربا عرض الحائط "اي مسار" نقط المراقبة والسلوك والمشاركة داخل الفصل،ومنهم من يتظاهر ولا يعرف اصلا من يكون "مسار" كما اجاب تلميذ في احد الربورتاجات انه يعتقد ان الامر يتعلق بالبرنامج الفني "مسار" الدي يعرض على القناة الثانية المغربية. اذا المشكل يكمن في عدم فهم التلاميذ وفهمهم لمضمون برنامج مسار الشيء الذي جعلهم يحتجون، وأن المنظومة لا تعدوا أن تكون انتقلا من تدوين النقط باليد الى مرحلة ادماج التكنولوجيات الحديثة التي فرضتها التحديات والتي ستمكن الاباء من متابعة الحياة المدرسية لأبنائهم عبر الشبكة العنكبوتية. أما بعض الاساتذة الرافضين له يعزون رفضهم الى عدم التوفر على الوسائل اللوجيستيكية من داخل المؤسسات التعليمية وتعقيدات تخص البرنامج. في حين البرنامج لا يستدعي اكثر من ما هو موجود اصلا في المؤسسات التعليمية، كل ما في الامر ان اجهزة الحواسيب المستخدمة في حساب النقط وضبط الغياب وفي أعمال اخرى سيكفون لإدارة البرنامج الذي يجمع بين كل هذه الاغراض. لكن الوزارة هي من تتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية خروج هذه المظاهرات، خصوصا أنها لم تقم بشرح مسبق للبرنامج بالمؤسسات التعليمية، ما فتح الباب أمام من يصطاد في الماء العكر في نشر الشائعات والاوهام والتي رافقت الاعتماد الرسمي ل"مسار"، وتم الاكتفاء بإصدار بلاغ بعد توسع وثيرة احتجاجات التلاميذ.