بعد مرور 3 سنوات ونصف سنة عن اعتقال شاب سلفي ينحدر من مدينة بني ملال في أكتوبر 2013 بضواحي العاصمة الليبية طرابلس من قبل القوات الفرنسية الموجودة بالتراب الليبي، والتي رحلته إلى دولة "النيجر" لمحاكمته بتهمة الانتماء لجماعة متطرفة مسلحة، أدانته أخيرا محكمة الجنايات بهذه الدولة الإفريقية خلال مثوله أمامها بداية الأسبوع الجاري ب10 سنوات سجنا نافذا. وأظهرت المعطيات التي حصل عليها "اليوم 24" من عائلة السلفي الشاب "المهدي الركراكي" البالغ من العمر 30 سنة، متزوج وأب لطفلين، أنه غادر مدينة بني ملال في يناير 2012 بحثا عن عمل، وانقطعت أخباره منذ ذلك الوقت، إلى أن توصلت عائلته صيف 2015 برسالة من مؤسسة الصيلب الأحمر الدولي، تخبرهم بوجود ابنهم في سجن "كوتو كالي" بدولة النيجر، بعد اتهامه بالتورط في أعمال إرهابية والانتماء إلى جماعة متطرفة مسلحة خلال وجوده بليبيا. من جهتها، كشفت مصادر قريبة من موضوع الشاب السلفي، أنه خطط للسفر معية شبان آخرين من مدينته بني ملال ومدن مغربية أخرى إلى ليبيا بداية سنة 2012، وهناك اعتقل الشاب من قبل القوات الفرنسية والتي تعرضت في أكتوبر 2013 لهجوم من قبل إسلاميين ينتمون لتنظيم القاعدة، ردا منهم على الهجوم الذي قادته القوات الفرنسية في يناير 2013 على عناصر موالية لتنظيم القاعدة بشمال مالي وتدخل قوات فرنسا في "إقليم أزواد" بمالي ضد الجماعات الإسلامية، ومنعها من التقدم نحو العاصمة المالية باماكو بعد أن سيطرت هذه الجماعات على مدينة كونا التي تبعد ب 600 كلم عن العاصمة. وأضافت نفس المصادر أن القوات الفرنسية قامت بترحيل الشاب المغربي معية شبان أفارقة أوقفتهم في ليبيا إلى سجن "كوتو كاري" على بعد 40 كيلومترا من "نيامي" عاصمة دولة النيجر، وظل هناك السلفي المغربي هو العربي الوحيد الموقوف رهن الاعتقال معية معتقلين أغلبهم من الجماعة النيجرية المتطرفة "بوكو حرام"، والتي بايعت تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وكشف عبد الرحيم الغزالي، الناطق الرسمي باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، في اتصال أجراه معه "اليوم 24″، بأن عائلة الشاب "المهدي الركراكي"، والتي تقيم بمدينة بني ملال، اتصلت عقب إدانة ابنها باللجنة وطلبت منا المؤازرة في طلب العائلة الذي وجهته مؤخرا إلى وزارة العدل المغربية، تطلب تدخل الدولة المغربية لترحيل ابنها المعتقل بسجن ""كوتو كالي" بجنوب دولة "النيجر"، إلى أحد سجون المغرب، خصوصا أنه صدرت في حقه عقوبة حبسية ابتدائية ونهائية لكونه لم يستأنف الحكم أمام محاكم دولة "النيجر"، يورد الناطق الرسمي باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، والذي نفى وجود أية علاقة سابقة للشاب مع اللجنة وأنشطتها، مشددا على أن طلب المؤازرة توصلت به لجنة المعتقلين الإسلاميين بالمغرب من أم الشاب بمدينة بني ملال.