دق خبراء مشاركون أمس الإثنين في العاصمة النمساوية فيينا في الدورة الخمسين لإجتماع الجمعية الأوروبية للدراسة حول السكري ناقوس الخطر من الوزن المفرط والسمنة في العالم ،التي أدت إلى زيادة "مذهلة" في الإصابة بداء السكري عبر المعمورة. وحذر البروفسيورأريا شارما ،الباحث في السمنة بالجامعة الكندية,من مخاطر إنتشار الوزن المفرط والزيادة في السمنة عبر كل دول العالم ،معتبرا إياهما في مقدمة العوامل المفضية إلى الإصابة بداء السكري. وذكر بانتقال الإصابة بالوزن المفرط والسمنة من نحو 5ر1 مليار نسمة من البالغين 20 عاما فما فوق خلال سنة 2008 إلى أزيد من مليارين خلال سنة 2014 و إنتشارهما لدى 45 مليون طفل دون سن الخامسة. وتعرف المنظمة العالمية للصحة الوزن المفرط على أنه حالة يبلغ فيها الوزن الزائد للجسم 25 كلغ أو يتجاوزها ،والسمنة بالحالة التي يبلغ فيها فائض الوزن كلغ 30 أو يتجاوزها. وأكد الخبير الكندي ،استنادا إلى معطيات المنظمة العالمية للصحة أن ظاهرة الوزن المفرط والسمنة التي كانت منحصرة في الدول المتقدمة فقط "مست الدول ذات الدخل المتوسط والضعيف ،لاسيما في المناطق الحضرية منها". وعزا المختصون هذه الظاهرة إلى التحولات التي طرأت على سلوكيات الأنظمة الغذائية في العالم والإقبال على الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات ،التي غالبا ما تفتقر إلى الفيتامينات والعناصر المعدنية ناهيك عن تغيير نمط الحياة وإلتجاء الأشخاص إلى استعمال وسائل النقل وعدم القيام بأدنى حركات بدنية رياضية. وذكروا في السياق السياق ذاته بالمخاطر التي تنجم عن هذه السمنة وفي مقدمتها داء السكري الذي تترتب عنه تعقيدات أخرى كأمراض القلب والشرايين ،التي تتسبب بدورها في السكتة القلبية وتودي بحياة 17 مليون شخص سنويا في العالم . ومن بين الأمراض الأخرى التي تترتب عن الإرتفاع في الوزن والسمنة أشار الخبراء إلى ضغط الدم الشرياني وأنواع خطيرة من السرطان والعجز الجنسي والوفاة المبكرة. ومن جهة أخرى أبدى خبراء الصحة تخوفاتهم من انتشار السمنة في الدول ذات الدخل الضعيف في نفس الوقت الذي تعاني منه معظم هذه الدول من سوء التغذية والافتقار الى ثقافة التغذية ،مما يثقل كاهل ميزانيتها التي تعاني من أعباء أخرى. ولا تتسبب الإصابة بالوزن المفرط والسمنة في ثقل أعباء إقتصاديات الدول بصفة عامة فحسب ،بل في إختلالات إجتماعية ونفسية أخرى تؤدي إلى عرقل أنشطة الفرد اليومية وإعاقة نوعية الحياة. وللتصدي لهذه الظاهرة "المخيفة" نصح مختلف المتدخلين خلال اليوم الأول من اللقاء بالإبتعاد عن الوجبات الخفيفة وتناول المزيد من الخضر والفواكه والحبوب وممارسة نشاط رياضي بإنتظام لمدة 30 دقيقة على الأقل خلال معظم أيام الأسبوع . وتناشد المنظمة العالمية للصحة جميع حكومات الدول إلى تطبيق توصياتها المتعلقة بالإستراتيجية العالمية حول التغذية وممارسة نشاطات بدنية لوقاية سكانها من الأمراض المزمنة التي شهدت انتشارا واسعا خلال السنوات الأخيرة.