ذكر محمد العربي بلقايد رئيس المجلس الجماعي لمراكش في حوار ليومية"التجديد"، بالملفات المستعجلة الموضوعة على طاولة المجلس من أجل اتخاذ القرارات الصائبة بشأنها، منها ملف النظافة والإنارة العمومية وتقوية البنية التحتية التي تشمل الطرق والتبليط وقنوات الصرف الصحي. وقال إن المجلس الجماعي سيفتح التشاور مع مختلف الفاعلين من أجل وضع برنامج للمجلس خلال السنوات الست المقبلة. حاوره: عبد الغني بلوط - ما هي قراءتكم لنتائج انتخابات 4 شتنبر وما تلاها من تشكيل المجلس الجماعي بمراكش؟ بسم الله الرحمن الرحيم. أرى أن هذه النتائج أرسلت رسالة قوية لمن يهمه الأمر، وأجابت عن كل التساؤلات والتكهنات والتحاليل والتخرصات التي أطلقها البعض منذ تولي الأستاذ عبد الإله ابن كيران رئاسة الحكومة الحالية، وبينت أن الشعب المغربي يتابع الشأن العام ويفهم جيدا ماذا يجري في البلد ويعبر في اللحظة المناسبة، وبذلك يقطع الشك باليقين. لقد وجه هذا الشعب رسالة إلى السياسيين وباقي الفاعلين أنه يثق في حزب العدالة والتنمية وأن أمله هو هذا الحزب بالخصوص سواء في المدن الكبرى، في المجال الحضري، وأيضا في المجال القروي الذي تبوأ في العديد من الجماعات منها المراتب الأولى، واليوم فهم الشعب المغربي على العموم أن صوته لا يضيع، لأنه يمنح هذا الصوت ويجد له أثرا في الواقع. - كان لافتا أن حزب العدالة والتنمية فاز برئاسة جميع المدن الكبرى في المغرب، هل يملك الحزب رؤية موحدة لتسيير هذه المدن وفق خطة مشتركة وتنسيق بين الرؤساء؟ التنسيق بين المنتخبين الفائزين باسم حزب العدالة والتنمية أمر طبيعي، ومنذ مدة، حيث توجد جمعية باسم مستشاري العدالة والتنمية تحت اسم "جمعة"، هدفت دائما إلى ربط جسور التشاور والتنسيق بين المستشارين الجماعيين وأن هذا الأمر أصبح أكثر إلحاحا في المرحلة الراهنة، وقد بدأت هذه العملية حيث تم عقد لقاء مع الأمين العام منذ حوالي أسبوعين ومباشرة بعد انتخاب رؤساء المدن والجماعات، ولذلك يجب أن تكون لقاءات ومشاورات بشكل دوري وبصفة منظمة. - ما هي الملفات ذات الأولوية بالنسبة لكم؟ في نظري، يجب أن تدبر المدينة في جميع مناحيها وفق صلاحيات الجماعة، وهناك ملفات تحتاج إلى العمل بدون تأخير، ومنها نظافة المدينة والإنارة العمومية، وتقوية البنية التحتية كلها والتي تشمل الطرق والتبليط من جهة والصرف الصحي وأعمال وكالة توزيع الماء والكهرباء بتنسيق مع الجماعة، وكلها أعمال تحتاج إلى اليقظة ومباشرتها ومتابعتها يوميا. علاوة على ذلك فالجماعة تروم وضع مخطط به ورشات للتشاور مع باقي الفاعلين من أجل وضع برنامج الجماعة خلال الست السنوات المقبلة، وسنضمن إضافة إلى ذلك برنامجنا الانتخابي. - تعلمون أن مراكش مدينة سياحية وذات صيت عالمي. ما هي الإضافة التي ستقدمونها للمدينة في هذا الباب؟ نحن واعون بشكل كبير بموقع مدينة مراكش التي تعتبر صورة المغرب في الخارج. والمدينة في هذا الباب تحتل مكانة متقدمة، ولكن يمكن أن تتقدم أكثر وأكثر إن شاء الله في هذا الترتيب، وتصبح مدينة بمواصفات عالمية، وبمواصفات المدن الكبرى المتقدمة والجاذبة للاستثمار والسياح . نحن عندنا هذا الأفق ونأمل أن نوفق فيه. - انتظر الرأي العام المحلي الإعلان عن تفويضات النواب، كيف دبرتم هذا الأمر؟ يمكن أن أقول أن هذه هي المرة الأولى ربما منذ مدة طويلة، التي يوجد على رأسه المدينة فريق متجانس ومتكامل الاختصاصات والتوجهات المهنية، وذو كفاءة قوية، وتجربة ميدانية بصفتهم كانوا أعضاء مجالس منتخبة سابقة، وخبروا الجماعة وخبروا إشكالاتها. رئيس المجلس الجماعي لن يشتغل وحده، وإنما الفريق بكامله لتدبير أمور المدينة، وقد تم توزيع التفويضات بصفة استشارية وتنسيقية، والجميع سيعمل من أجل هذه المدينة وقد راعينا لكل واحد حسب اجتهادنا المهمة التي سيعطي فيها أكثر وأنا متأكد أن الانطلاقة ستكون موفقة وبالسرعة المطلوبة. البعض عاب علينا أننا منذ انتخابنا تأخرنا في منح التفويضات، وهذا غير صحيح وغير سليم وأنا أقول أنه لم تمر سوى أقل من 15يوما حتى تم الأمر، في حين أن التفويضات لم يعلن عنها إلا بعد أربعة أشهر أو خمسة أشهر في التجربة السابقة سنة 2009. وسنكون متميزين في الاشتغال كفريق سيما أن أغلب النواب من العدالة والتنمية إضافة إلى أسماء اخترناها بعناية لتكون معنا في الفريق لكفاءتها وحرصها على السير قدما في تدبير الشأن المحلي في مقاطعات معينة وفق منظور موحد. وإننا إن شاء الله سنشتغل جماعة ولن تترك كل واحد في جزيرة لا يعرف من معه في الفريق ماذا يعمل وماذا يواجه من صعوبات وما حقق من إنجازات من خلال جلسات للتقييم والتقويم. - كيف ستتعاملون مع موظفي جماعة مراكش؟ موظفو الجماعة، بمعنى الطاقم الإداري، هو القوة الحقيقية للجماعة، فهذا الطاقم الإداري هو الذي يتوفر على الكفاءة ويخبر الجانب التقني وأمور أخرى، نحن مدبرون سياسيا، لكن المدبر المستمر والذي يعرف خبابا الأمور هم الموظفون، والطاقم الإداري يعرفنا منذ دخولنا إلى المجلس لأول مرة في 2003، ويعرف أسلوبنا وطريقتنا في العمل، والشعور العام يوحي بأن هناك اطمئنان لوصولنا إلى رئاسة المجلس الجماعي، والكثيرون يقولون "لقد أتى مع من سنشتغل"، لأن لديهم تجارب سابقة مع بعض النواب السابقين الذين لا يجدونهم ولا يوقعون لهم في الوقت، واليوم هناك حضور واستقبال في الأقسام ونحن منفتحون على الجميع، والموظفون ذو كفاءة عالية أو معظمهم هكذا. صحيح هناك البعض ربما دخلوا في دوامة للفساد، لان الذين كانوا يرأسونهم سابقا من الذين كانوا يرغبون في تحقيق مصالح شخصية أدخلوهم في تلك الدوامة، لذا أنا متأكد أن هؤلاء سيغيرون البوصلة، وفي المقابل سنتخذ الإجراءات اللازمة في حق كل من أراد الاستمرار في غير الطريق الصحيح أو إحداث اختلالات داخل المرافق وسنكون له بالمرصاد، لأنه لا يمكن أن تصل إلينا أمور غير سوية ونسكت، فما يميزنا أننا لا تعطي ولا نأخذ المال، وقد انتخبنا من أجل العمل ومحاربة الفساد. - وبالنسبة لبعض الملفات مثل مراكن الدراجات والسيارات؟ أكيد أننا سنترك بصمتنا في هذا الباب، لأنه كانت عندنا وجهة نظر وملاحظات كثيرة حول تلك الملفات، وبالتالي نحن مطالبون بتطبيق وجهة النظر هذه، سوف نعود للجلوس من أجل تقييم التجربة، والنظر في الطريقة الصحيحة والميسرة من أجل تدبيره، بما يرضي الساكنة وفي إطار القانون وتنمية المدينة. - وماذا عن التواصل مع الساكنة؟ نعتقد أن التواصل مع الساكنة مهم جدا، لأنه مهما أنجزنا من أعمال دون أن يعرفها المواطن ويتعرف على طريقة تمويلها وإنجازها سيكون أمر ما ناقص، ومن طبيعة الساكنة أن تحب "تتساكن" مع الآخر ، يراها وتراه، يحاورها ويتكلم معها، ولا تحب من يجلس في برج عاجي لا يسمع عنه إلا لماما. نحن واعون بأهمية هذا التواصل، ولذا سنشتغل على مستوى المقاطعات للتواصل المباشر وعن قرب، والتي نسير أغلبها ، أربعة من خمسة. هناك وسائل أخرى ووسائط أخرى للتواصل منها الخط الهاتفي المفتوح الموضوع رهن المواطنين من أجل تقديم اقتراحاتهم وشكاياتهم، وربما سنضيف خطا ثانيا أو ثالثا إذا ما احتجنا إليه، كما أني أتوفر على صفحة شخصية في مواقع التواصل الاجتماعي والتي أتلقى فيها بعض الاقتراحات وأجيب على التساؤلات، كما سنفعل الصفحة الرسمية للمجلس الجماعي لمراكش التي هي موجودة وتحتاج إلى تحيين وتفعيل، والتي ستنشر فيها ما يتعلق ببيانات المجلس وأعماله وتحركاته واستقبالاته بما تسمح به طبيعة هذه الصفحة التواصلية، وكذلك عبر الصحافة، عن طريق خلية إعلامية لتقوم بدورها في التواصل مع الصحفيين والإجابة عن تساؤلاتهم ومدهم بما يحتاجونه من معلومات وأخبار عن المدينة أو تعليقات أو بيانات. - أسفرت النتائج عن فوز حزب الأصالة والمعاصرة برئاسة مجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز، كيف ستتعاملون مع هذ المعطى؟ هذا واقع، صحيح أن المجلس الجهوي يسيره الأصالة والمعاصرة في شخص الأستاذ أحمد أخشيشن وحزب العدالة والتنمية يتوفر على فريق متكامل من 16 عضو من أصل 75 في هذا المجلس، والذي يعتبر قوة حقيقية في موقع المعارضة، تمنينا باعتبار تجربة الأولى أن نقودها جميعا في مكتب واحد لكن هم من أبوا سنقوم بدورنا على مستوى الجهة، وبما أن رؤساء أهم مدينتين في الجهة وهي مراكش وأسفي هم من العدالة والتنمية سنتعامل إيجابيا مع الجهة ومع رئيس الجهة، سيما أن هذا الأخير كشخص إنسان متعقل ويستعمل وسائل بيداغوجية في التواصل مع الجميع، وحزب العدالة والتنمية يهمه الجهة والمدن وأيضا القرى وبالتالي سنعمل وسعنا للدفع إيجابيا من أجل الحصول على ما نصبو إليه جهويا من خلال مجلس الجهة، ومن خلال ما ورد من صلاحيات، وانطلاقا من كون ميزانية الجهة كبيرة جدا، وستمكن من تحقيق الأثر القوي على الجماعات المحلية، وسنكون متعاونين، ولن نمارس المعارضة من أجل المعارضة، ولكن سنمارس المساندة النقدية أكثر منها معارضة. - هل تتوقعون زيادة في مداخيل مدينة مراكش خلال ولايتكم؟ نتوقع إن شاء الله أن ترتفع مداخيل مدينة مراكش بالشكل المطلوب، لأن أي تراجع في هذا الباب سينعكس على تنمية المدينة ، والسبيل لتطوير المدينة هي تنمية المداخيل. - التقيتم مع عدد من الشخصيات بعد انتخابكم من مختلف المجالات، ماذا كان تجاوبهم مع فوز العدالة والتنمية؟ في الحقيقة كان هناك إحساس عام بالفرحة لدى المراكشيين بصعود حزب العدالة والتنمية، عند الذين زارونا وغيرهم من الذين اتصلوا أو الذين عبروا عبر وسائط أخرى، وهؤلاء لهم انتظارات وآمال سنكون إن شاء الله أهلا لتحقيقها بالعمل الجاد والدؤوب. أما بالنسبة للفاعلين الآخرين ففقد جرت لقاءات مع شخصيات ومازالت ، فقد كان لقاء مع مولاي محمد الخليفة( القيادي البارز في حزب الاستقلال والذي ساند الحزب ضد هجمات شباط) والذي عبر عن فرحته بهذا الإنجاز، ومنهم أيضا محمد الكنيدري وزير التعليم السابق، كما استقبلنا وفودا من الخارج منهم رجال أعمال ومقاولات يرغبون في الاستثمار في مراكش وفي مدينة تامنصورت. كما استقبلنا القنصل العام الفرنسي بمراكش ، وعبرنا لهم عن رغبتنا في العمل معهم جميعا وليس كما يقول الآخرون عنا، وأن هؤلاء الإسلاميين جاؤوا لشيء آخر. كانت هناك رسائل طمأنة للجميع، ونحن ليس لنا أي مشكل مع أي أحد، فنحن مغاربة نحب هذا البلد وهذا الوطن وهذا الشعب وهذه المدينة التاريخية والجميلة، ولنا عزم وإرادة أننا نريد أن نسلك بها الطريق الصحيح والسليم. - ماذا عن الاستثمار وفرص الشغل في المدينة؟ حين التقينا القنصل الفرنسي قال لنا لم يتغير أي شيء في موقف الجالية الفرنسية مع صعود حزب العدالة والتنمية في المدينة، كما أن الفرنسيين المقيمين هنا كلهم مطمئنون، هم يرون ذلك بأعينهم فمنذ تولي الأستاذ عبد الإله ابن كيران رئاسة الحكومة، لاحظوا كيف تطورت الأمور، سواء من الجانب الاقتصادي أو الأمني. وفي مدينة مراكش نفس الشيء، كان هناك جوانب أخرى يجب أن تتطور، مثل الصحة وغيرها، ولقائنا طمأنة في هذا الجانب، إضافة إلى ذلك فقد عبر عدد من المستثمرين المغاربة والعرب عن رغبتهم أيضا في الاستثمار في المدينة.