التصعيد فالتعليم غادي كيكبر.. إضراب جديد كيتوجد ليه فالوقت لي بدا استدعاء الأساتذة الموقوفين للمثول أمام المجالس التأديبية    الفكُّوس وبوستحمّي وأزيزا .. تمور المغرب تحظى بالإقبال في معرض الفلاحة    نهضة بركان يستعد لمواجهة ضيفه الجزائري وهؤلاء أبرز الغائبين    مؤتمر الاستقلال.. اختلاف على اللائحة أجل انتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية    إعدام ثلاثة صحراويين بتندوف.. الجزائر و"البوليساريو" في قفص الاتهام    المعرض الدولي للفلاحة 2024.. توزيع الجوائز على المربين الفائزين في مسابقات اختيار أفضل روؤس الماشية    إعادة انتخاب نزار بركة أمينا عاما لحزب الاستقلال لولاية ثانية    خبراء "ديكريبطاج" يناقشون التضخم والحوار الاجتماعي ومشكل المحروقات مع الوزير بايتاس    هل تصدر الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو؟    ثورة الجامعات الأمريكية.. غزة تحرر العالم    مور انتخابو.. بركة: المسؤولية دبا هي نغيرو أسلوب العمل وحزبنا يتسع للجميع ومخصناش الحسابات الضيقة    ميسي كيحطم الرقم القياسي ديال الدوري الأميركي بعد سحق نيو إنغلاند برباعية    نظام المطعمة بالمدارس العمومية، أية آفاق للدعم الاجتماعي بمنظومة التربية؟ -الجزء الأول-    توقعات أحوال الطقس غدا الإثنين    ليفار: قرارات الرداد أثرت فخسارتنا لماتش الحسنية وغانشكيو به للجنة التحكيم باش ياخد الجزاء ديالو    بسبب خريطة المغرب.. إتحاد العاصمة الجزائري يتجه نحو تكرار سيناريو الذهاب    الملياردير ماسك يبدأ زيارة مفاجئة إلى بكين    تعيين حكم مثير للجدل لقيادة مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري    الحبس النافذ للمعتدين على "فتيات القرآن" بشيشاوة    "كذب أبيض" يفوز بجائزة مهرجان "مالمو"    محمد صلاح عن أزمته مع كلوب: إذا تحدثت سوف تشتعل النيران!    الحسنية يلحق الهزيمة الأولى بالجيش الملكي في البطولة    الحرب في غزة محور مناقشات قمة اقتصادية عالمية في المملكة السعودية    ساعة جيب لأغنى ركاب "تايتانيك" بيعت في مزاد لقاء 1,46 مليون دولار    ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق "تيك توك"؟    السلطات المغربية تتعقب صاحب صفحة "لفرشة"    محاولة الهجرة إلى سبتة تؤدي إلى مصرع شاب وظهور جثته في الحسيمة    المغرب يشارك في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    افتتاح مهرجان تطوان المتوسطي ب"بنات ألفة"    توقيف سارق ظهر في شريط فيديو يعتدي على شخص بالسلاح الأبيض في طنجة    صديقي: المملكة قطعت أشواط كبيرة في تعبئة موارد السدود والتحكم في تقنيات السقي    بمشاركة خطيب الأقصى.. باحثون يناقشون تحولات القضية الفلسطينية    سيارة ترمي شخصا "منحورا" بباب مستشفى محمد الخامس بطنجة    مهرجان إثران للمسرح يعلن عن برنامج الدورة الثالثة    ما هو صوت "الزنّانة" الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بالحرب النفسية؟    قيادة الاستقلال تتوافق على لائحة الأسماء المرشحة لعضوية اللجنة التنفيذية    بدء أشغال المجلس الوطني لحزب "الميزان"    خبراء وباحثون يسلطون الضوء على المنهج النبوي في حل النزاعات في تكوين علمي بالرباط    رسميا.. نزار بركة أمينا عاما لحزب الاستقلال لولاية ثانية    ابتدائية تنغير تصدر أحكاما بالحبس النافذ ضد 5 أشخاص تورطوا في الهجرة السرية    وزان ..تحديد أفق إطلاق مشروع دار الاقتصاد الأخضر    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    انطلاقة مهرجان سينما المتوسط بتطوان    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (8)    بفضل فوائده وجودته.. منتوج العسل المغربي يطرق أبواب السوق الأوروبية    الأمثال العامية بتطوان... (584)    اتحاد العاصمة باغيين يلعبو وخايفين من الكابرانات: هددو ما يلعبوش ويرجعو فالطيارة اليوم للجزائر وفاللخر مشاو يترينيو    انتخابات الرئاسة الأمريكية تؤجل قرار حظر "سجائر المنثول"    نادية فتاح: المغرب يتيح الولوج إلى سوق تضم حوالي مليار مستهلك بإفريقيا    رحلة الجاز بطنجة .. عودة للجذور الإفريقية واندماج مع موسيقى كناوة    السعيدية.. افتتاح النسخة الثامنة من تظاهرة "أوريونتا منتجعات السعيدية – حكايات فنية"    الأكاديمية تغوص في الهندسة العمرانية المغربية الإسبانية عبر "قصر الحمراء"    اكتشف أضرار الإفراط في تناول البطيخ    كورونا يظهر مجدداً في جهة الشرق.. هذا عدد الاصابات لهذا الأسبوع    الأمثال العامية بتطوان... (583)    دراسة: التمارين منخفضة إلى متوسطة الشدة تحارب الاكتئاب    بروفيسور عبد العزيز عيشان ل"رسالة24″: هناك علاج المناعي يخلص المريض من حساسية الربيع نهائيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. القرضاوي : يجب أن تسحب حكوماتنا سفراءها من الدنمارك
نشر في التجديد يوم 06 - 02 - 2006

دعا فضيلة د. يوسف القرضاوي الجماهير المسلمة للضغط علي حكوماتها لسحب سفرائها من الدنمارك إشعارا لها بغضبنا لديننا، مؤكدا علي أن ما تم من الاساءة للرسول جريمة كبري، وقال ان ما جري ليس حرية رأي باي حال انما هو سب وسوء أدب. مشيرا الي وجوب استمرار الغضب الذي وصفه بانه فريضة، مذكرا بان سب النبي صلي الله عليه وسلم أو أي نبي من الانبياء جريمة من جرائم الردة، واشاد بموقف النصاري مواطنينا من استنكارهم لسب الرسول داعيا الغاضبين المسلمين لعدم الاعتداء عليهم، وحذر الأمريكان والأوروبيين من ان عدم استنكارهم لما جري يولد العنف ويشجع الإرهاب.
وقارن في بدء خطبته بين حال الأمة فيما مضي وحالها الآن فقال:
كان المسلمون في الزمن الماضي لايستطيع احد ان يمس لهم طرفا، او يؤذيهم بكلمة لأن الامة كانت امة، تستطيع ان تدافع عن نفسها، كانت تنصر بالرعب مسيرة شهر واستشهد: بلغ عمر بن عبدالعزيز أن اسيرا مسلما أهين في بلاد الروم، فكتب الي ملك الروم يقول له بلغني أن مسلما أهين عندكم، فإذا بلغك كتابي هذا فخل سبيله والا غزوتكم بجنود أولها عندكم وآخرها عندي، ولم يملك ملك الروم الا ان اطلق سراح الأسير المسلم وذكر فضيلته قصة المرأة المشهورة التي لطمها رومي فقالت وهي في بلاد الروم: وامعتصماه ورد المعتصم حين بلغه صرختها: لبيك أختاه وجهز جيشا وكانت واقعة عمورية.
امة لا وزن لها
واضاف هكذا كنا، واصبحنا الان يستهان بحرماتنا، تداس كرامتنا، كأننا أمة لا وزن لها، امة تبلغ مليارا وثلث مليار أو تزيد، تكاد تبلغ ربع العالم، لكنها أمة لايهتم بها أحد، ولا يقيم أحد لها وزنا، تؤذي في مقدساتها، ومع ذلك كثيرا ما سكت، سدت أذنا من طين وأذنا من عجين، أهين القرآن وديس علي المصحف وفُعل مافعل، وسكتت الأمة الي ان طفح الكيل وطغي الشيب وادلهم الليل وحاق الويل كل الويل، الي ان أهين رسولنا محمد (صلي الله عليه وسلم) عيانا بيانا جهارا نهارا، كان ذلك في غرفات مغلقة، فالذين داسوا المصحف في جوانتناموا وغيرها لم يكن هناك أحد يراهم، أما ان يهان النبي محمد علنا وجهارا وفي الصحف، فهذا أمر لا يمكن ان تقبله الأمة بحال من الأحوال: هذه جريمة غير مسبوقة، لا نظير لها، جريمة كبري، تقاس الجريمة وعظمها بمقدار المساء اليه والمعتدي عليه، فمن يسييء الي المعلم غير من يسييء الي التلميذ، ومن يسييء الي الشيخ غير من يسييء الي الشاب، فكيف بأعظم شخصية بشرية في الوجود، بسيدنا محمد (صلي الله عليه وسلم) الذي ختم الله به النبيين وختم برسالته الرسالات، وبعثه ليتمم مكارم الأخلاق وأرسله رحمة للعالمين وحجة علي الناس
أجمعين.
جريمة بلا مقدمات ولا مبررات
وتقاس الجريمة ايضا بمقدار من يتضرر بها، انها ليست عائلة التي اذا أسييء لكبير العائلة او الي شيخ من شيوخ القبيلة تتضرر القبيلة.. هنا من المتضرر؟ انها امة محمد (صلي الله عليه وسلم) عربها وعجمها، سنتها وشيعتها، في مشارقها ومغاربها.
قال: مالباعث علي هذه الجريمة؟ وما الدافع اليها؟ انها جريمة بلا مقدمات، بلا أسباب اراد رئيس تحرير الجريدة الدنماركية ان يستدعي الرسامين ليتخيلوا رسوما تحيلية لسيدنا محمد، تقاعس بعض الرسامين عن ذلك خشية ان يثير غضب المسلمين.
ومازالت الجريدة تحرض وتحرض حتي استجاب لها من استجاب، ونشرت اثني عشر رسما كلها في غاية الاسفاف، والتجريح لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، لا باعث ولا دافع، ولم يكن هناك سبب في الاجواء الدنماركية كذلك فالمسلمون علاقاتهم طيبة بالحكومات وبالمجتمع الدنماركي.. ما الذي يدفع الا الاستهانة بهذه الأمة، امة من ورق، كأن احدا لن يغضب من دوس هذه الحرمات بأقدامه...
غاية الاسفاف
ووصف الجريمة بانها غير مبررة يقولون انها حرية الرأي، وحرية التعبير عن الرأي هذا كذب، هذا افتراء: أي رأي هنا حتي نستطيع ان نناقشه ونحاجه بالرأي الآخر؟
ليس هناك رأي، حين يقابلك ويقول: لعن الله أباك، هل هناك رأي تستطيع ان ترد عليه؟ هذا اعتداء علني.. ان هذه الجريمة لايستطيع ان يدركها الا من رأي هذه الرسوم.. كنت اظن ان الأمر هين حتي رأيت هذه الرسوم فُجن جنوني ونفد صبري وضاق صدري وثار غضبي.. انها رسوم سيئة غاية في الاساءة، مسفة غاية الاسفاف.. لا يملك الحليم الا ان يغضب اذا رأي هذه الرسوم، لاتبرير لهذا علي الاطلاق.. هذا سباب علني، لذلك من الكذب الصراح والقبيح ان يقال انها حرية الرأي، اذا كانت الحرية ان تقابل الناس في الطريق وتسبهم وتسب آباءهم وأمهاتهم وتقول هذا رأيي أعبر عنه، فهذا ليس من حرية الرأي في كثير ولا قليل، هذا سوء أدب، قلة أدب، من سوء السلوك ومن قيم التعامل مع الاخر المرفوضة من الاعراف والاخلاق والأديان، ويرفضها كل انسان عنده ادب أو ذوق.
رفض الاعتذار
وأكد قائلا: رغم انها جريمة غير مبررة، فقد قبل المسلمون في الدنمارك ان تعتذر الجريدة عن هذا الأمر، وابت الجريدة ان تعتذر وقالت هذا من حريتنا، طلب واحد وعشرون سفيرا اسلاميا وعربيا في الدنمارك ان يقابلوا رئيس الوزراء فأبي ان يقابلهم، وقال هذا شأن دنماركي يتعلق بحرية الصحافة ولا شأن لنا به، لو أنهم في أول الأمر وقفوا في منتصف الطريق وقالوا: لا نقصد الاساءة ونحن نأسف لهذا وقبل لقاء السفراء لانتهي الأمر، لكنهم اصروا علي الحنث العظيم.. وكانت النتيجة انه بعد شهرين نشرت صحيفة نرويجية مرة أخري، وبذلك اشتعلت النار من جديد..
وكان الناس قد نسوا قضية الدنمارك، فاعادتها هذه الصحيفة.. هنا رأي الاخوة في الدنمارك ان يعرضوا القضية علي أمتهم كلها، الأمر ليس امرهم، ان نبينا محمدا ليس ملكهم ان الاسلام ليس دينهم وحدهم، ولذلك اقول انها جريمة كبري.
سُنة سيئة
وقال: ثم ان هذه الجريدة سنت سُنة سيئة عليها وزرها ووزر من عمل بها للصحف الأوروبية، فاصبحت صحف اوروبا تتنافس فيما بينها لاعادة نشر هذه الصور تضامناً مع الصحيفة الدنماركية، فنشرت صحيفة سويسرية وهولندية وايطالية والمانية.
وأسبانية وفرنسية، وال ب ب سي في لندن، كل هذه نشرت الصور، حتي الفرنسية يملكها رجل قبطي مصري من رجال الأعمال، معروف رامي لكح لكن الرجل قال لا أعلم بهذا وأقال رئيس تحرير الصحيفة وقال لا أقبل بهذا أبدا، وقيل لي ان وزارة الخارجية الفرنسية اعتذرت عما نشر في تلك الصحيفة.. فان كان هذا صحيحا فنحن نبريء فرنسا.. اما الدول الأوروبية الأخري فسيكون لنا موقف منها اذا لم تقف مثل موقف فرنسا، اذا لم تتبرأ من فعل صحفها.
الغضب فريضة
وتساءل د. القرضاوي: ما موقف أمتنا من هذه الجريمة؟ ان يعتدي علي مقدساتها، علي نبيها ورسولها وقد اعتدي من قبل علي قرآنها؟ موقف الأمة يتحدد في هذه الأمور: أول شيء ان تغضب الأمة، ان تثور، لدينها، لربها، لقرآنها، لمحمدها، ان ترفض ان تقبل هذا بحال من الأحوال، الغضب هنا فضيلة، بل فريضة، فالصحابة ما كانوا يقبلون اي كلمة تمس رسول الله، يقولون: دعني يارسول الله اضرب عنقه لأنه تطاول بكلمة علي رسول الله، كان حب رسول الله جزءا من الإيمان ولا يزال، وجاء في الحديث: لا يؤمن احدكم حتي اكون احب اليه من نفسه وماله وولده والناس اجمعين.
و ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما.. وحينما وقف بعض الصحابة علي خشبة الصلب ليصلب في مكة قال له المشركون: اتحب ان يكون محمد في مكانك وانت بين اهلك في مكة؟ قال والله لا احب ان يكون رسول الله في مكاني تصيبه شوكة في قدمه، فقال ابوسفيان: ما رأيت احدا يحب احدا كحب اصحاب محمد محمداً.. لابد للأمة ان تغضب .. روي عن الإمام الشافعي انه قال: من استغضب ولم يغضب فهو حمار، ونحن لسنا امة من الحمير، لسنا حميرا تركب، بل نحن اسود تزأر، تغار علي عرينها، تثأر لحرماتها.. امة يجب ان تغضب لله ولرسوله ولكتابه، لا نقبل الهوان لديننا.. من اعطي الذلة من نفسه طائعا غير مكره فليس منا .
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين، ولكن المنافقين لا يعلمون لابد ان نغضب ونري العالم كيف تكون غضبتنا.. قَّبحَ الله من لا يغار.
لسنا ديوثين
وأشار الي ان النبي صلي الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة ديوث، قالوا من الديوث يارسول الله قال: الذي يعلم القبيح علي أهله ويسكت .. والنبي يقول: ان سعدا لغيور، وانا أغير منه، والله اغير مني ولذلك حرم الفواحش، هناك دياثة في مجال الأسرة، وهناك دياييث في مجال الأمة، هناك دياييث يقبلون علي امتهم ان تهان، وعلي نبيهم ان يهان ولا يغارون ولا يغضبون! لسنا امة من الدياييث، نحن امة تغار علي حرماتها وهذا يوم غضب لله ولرسوله ولكتابه ولكل انبياء الله ورسله ولكل مقدسات الأديان.. فإذا فقدت الأمة الغضب فقدت حيويتها ومعناها ورجولتها..
والأمر الثاني الذي يجب علينا: ان نقاطع من استهان بحرماتنا وتعدي علي نبينا عليه الصلاة والسلام: ان نقاطع منتجاته وبضائعه.. هذا اقل الواجب! فكيف اروج بضائع هؤلاء الذين يشتمونني ويهينون نبيي؟ واعطي مالي لهم؟ ان كل ريال أو دينار أو جنيه أو فلس تدفعه الي هؤلاء يتحول في محصلته الي صحفهم وجرائدهم، يتحول الي كلمات مؤذية او رسوم مخزية، او تعليقات مذرية تمس دينك ورسولك محمدا صلي الله عليه وسلم. فهل تقبل هذا؟
قبل ذلك رفضوا ان يعتذروا او يقابلوا سفيرا، وحينما بدأنا بالمقاطعة بدأوا يلينون بالكلام ويعتذرون.. اين كان اعتذاركم في أول الأمر؟
ونحن حينما نطلب من الأمة ان تضغط علي حكوماتها لتقف موقفا ايجابيا الامر ليس هينا، انه محمد عليه الصلاة والسلام، يجب ان تسحب الحكومات سفراءها من هذه الدول، يجب ان تشعرهم اننا نغضب لنبينا، نحن نحيي الحكومات: ليبيا والسعودية وسوريا، ومجلس النواب الكويتي الذي تبني علنا المقاطعة وأعلنها، نحيي مجلس الشعب المصري الذي انكر هذا، نحيي غرفة الصناعة والتجارة في قطر، كما نحيي الجماهير الغاضبة في العالم العربي والإسلامي، لكننا نريد من الحكومات ان تستجيب لغضبة الجماهير وتقف موقفا ايجابيا حتي يعلم الجميع ان لحمنا ليس لحما سائغا، بل مسموما لا نستطيع ان نقبل الهوان في ديننا ولا لأمتنا بحال من الأحوال.
استصدار قانون دولي
ودعا الي ان تطلب الحكومات من الأمم المتحدة اصدار قرار او قانون صريح يحرم بشكل قاطع اهانة الأنبياء، انبياء الله ورسله وكتب الله المقدسة ومقدسات الأديان، بحيث لا يستطيع احد مس هؤلاء بسوء، لقد اصدروا مثل هذا لحماية اليهود واليهودية، لا تستطيع ان تسخر من اليهود، فهم محميون بالقوانين التي تحمي السامية، لا يستطيع احد ان يتحدث بكلمة في مناقشة ارقام المحرقة المزعومة الهولوكست، حتي لو كان يتحدث في رسالة ماجستير او دكتوراه، ويناقش الأمر مناقشة علمية، لا يقبل منه هذا، جارودي حينما تحدث في هذا حكم عليه بالسجن بمقتضي القوانين: نحن نريد قوانين تحمي المقدسات والأنبياء، ونريد من الشعوب والجماهير ان تضغط علي الحكومات لتقول للدنماركيين: يمكننا ان نتسامح معكم اذا اعترفتم بالدين الاسلامي وبالوجود الاسلامي عندكم وسمحتم للمسلمين بإقامة مساجدهم ومراكزهم اسوة بالبلاد الأوروبية الاخري، وسمحتم للمسلمين ان يردوا في هذه الجريدة عن عرض محمد صلي الله عليه وسلم وان يسمح لهم عدة اشهر بالكتابة دفاعا عن هذا الرسول، وبيانا لفضائله ودعوته ورسالته الي العالم.
لا تسبوا حتي الشيطان
وأضاف قائلا: نحن المسلمين لنا منهجنا المتميز الخاص: الإسلام يربي المسلم علي عفة اللسان ونظافته، علي الامتناع عن التعبير بالسباب لأي شخص لأي ظاهرة، حتي سب الأشياء، هكذا يقول النبي: لا تسبوا أصحابي، لا تسبن أحدا ولا تحقرنه، لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء، لا تسبوا الموتي فإنهم أفضوا إلي ما قدموا، لا تسبوا الحمي فإنها كفارة الخطايا، لا تسبوا الريح فإنها مأمورة، لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر، لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة.. وأكثر من ذلك فالله تعالي يقول: ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم فسب الأصنام يجرؤهم علي السب بسب مثله فيسبون الله عز وجل.. وأخطر من ذلك الحديث الشريف الذي يقول: لا تسبوا الشيطان وتعوذوا بالله من شر تعويد المسلم الإيجابية وليس في القرآن: العنوا الشيطان أو سبوه، إنما فيه: استعذ بالله من الشيطان وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين .
جريمة سب الأنبياء
وأشار الي ان خلق المسلم ليس باللعان وأضاف: نحن لا نجرم سب محمد وحده، من سب نبيا من الأنبياء إبراهيم أو يعقوب أو موسي أو عيسي أو أي نبي من أنبياء بني إسرائيل فقد ارتكب جريمة من جرائم الردة إذا كان مسلما خرج من الإسلام نحن أول من يغار علي من يسب عيسي عليه السلام أو أمه الصديقة عليها السلام، أما محمد (صلي الله عليه وسلم) فهذا له أمر آخر، فلا يسمح المسلمون بالتطاول عليه بحال من الأحوال لأنه رمز الأمة، من سب محمدا إن كان ذميا انتقض عهده وذمته، وأصبح مستباح الدم، وإن كان مسلما انتقض إسلامه وخرج من الملة وارتكب جريمة كبري، حتي ان أكثر فقهاء المسلمين يقولون باستتابة المرتد، من ارتد عن الدين يجب أن تطلب توبته، تتاح له الفرصة ليتوب الا من شتم الرسول، هذا لا تقبل منه توبة، لأنه ارتكب ما لا يُقبل الرجوع عنه، وألفوا في ذلك كتبا منها كتاب ابن تيمية الصارم المسلول علي شاتم الرسول شتم الرسول كبري الجرائم في الإسلام فكيف يسمح بسب الرسول علنا وفي الصحف وبصور غاية في الإفزاع والإيذاء؟ هذا أمر لا يقبل بحال من الأحوال.
تحذيرات هامة
قال: أحب أن أوجه بعض التحذيرات: الأول الي حكوماتنا المتخاذلة التي تتحسس موقف أمريكا: هي ترضي عنا إذا غضبنا هذه الغضبة قبل أن ترضي، يسترضون الناس قبل أن يسترضوا الله.. هذه الحكومات المتخاذلة نقول لها: في وقفة شجاعة اثبتي أنك مسلمة تغيرين علي هذا الدين، فلا تنفصل عن شعوبها، فالجماهير في طول العالم الإسلامي وعرضه أثبتت موقفها وغضبها.
تحذير للغربيين
والتحذير الآخر أوجهه الي الغربيين: الي الأمريكان والي تبعهم من الأوروبيين، الذين يزعمون أنهم يقاومون العنف في العالم: أقول لهم: انكم بسكوتكم علي مثل هذه الجرائم التي تهين رسول الإسلام وتستهين بأمته الكبري: إن هذا هو الذي يولد العنف، وهو الذي ينشيء الإرهاب، يجعل الإرهابيين يقولون ان حكوماتنا لا تفعل شيئا، فيجب ان نأخذ الثأر بأنفسنا، هذا ما يصنع الإرهاب ويولد العنف، لابد أن تقفوا أيها الناس وقفة فيها انصاف وشجاعة وقولة حق أمام هذه الإساءات والإهانات وإلا فأنتم قد اخترتم لأنفسكم أنتم تصنعون قاعدة جديدة، قواعد للعنف، حينما تستهينون بأمة الإسلام ومقدسات الإسلام وحرمات المسلمين.
لا انتقام من النصاري
وقال ان التحذير الثالث أوجهه لبعض المسلمين فقال: بعض المسلمين ينتقمون من مثل هذه الأعمال بالذهاب الي مواطنيهم من النصاري ليحرقوا كنائسهم أو يعتدوا علي بعضهم، وهذا خطأ محض.. فهؤلاء الدانماركيون وأمثالهم لا هم نصاري ولا مسيحيون ولا أهل كتاب، معظمهم أناس لا دين لهم، دينهم اتباع الشهوات والفواحش ومنها فاحشة قوم لوط ويرون أن لهم الحرية في كل شيء، فهؤلاء ليسوا نصاري حتي ننتقم من النصاري عندنا، ثم ان النصاري عندنا يستنكفون هذه الأمور ويستنكرونها كما رأينا رامي لكح يستنكر هذا وقال أنا أحترم الأديان واحترم الإسلام ولا أقبل الإهانة لأي دين فلا يجوز لنا أن نعتدي علي مواطنينا ولا شعائرهم أو مقدساتهم فهذا هو العمل الخطأ.
تضامن المقاطعة
وقال: إذا وقفت أوروبا مع هؤلاء وأصرت علي ان تتضامن معهم فنحن أيضا نتضامن لمقاطعة هؤلاء، والله تعالي يقول والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير إذا والي بعضهم بعضا وساند بعضهم بعضا ولكنكم إن لم تساندوا وتوالوا بعضكم بعضا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، فلابد ان تقف الأمة الإسلامية وقفة الرجولة، نقول لهؤلاء الأوروبيين نحن نستطيع ان نستغني عنكم وأنتم لا تستطيعون ان تستغنوا عنا، نستغني عن بضائعهم ونشتري من اليابان وكوريا وهونج كونج من ماليزيا، ونقول ما قال الملك فيصل رحمه الله في ،1973 نحن نستطيع ان نستغني عن البترول ونعود لحياتنا الأولي نكتفي باللبن والتمر، حينما هددت الكرامة العربية، فإذا هددنا في نبينا وديننا نقول: نكتفي بأقل القليل: نعيش علي الكفاف.. وهذه هي أمة الإسلام، نحن مدافعون لا نعتدي علي أحد، فهل يلام الإنسان إذا دافع عن نفسه؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.