على إثر موجات الجفاف المتتالية التي ميزت العقود الثلاثة الماضية، التجأ سكان آيت عتاب، في غياب أي مساعدة أو دعم، إلى الغابة أو ما تبقى منها لتأمين لقمة العيش. وبذلك ازداد الضغط على المجال الغابوي المتأثر أصلا بضعف الموارد المائية وما نجم عنه من عواقب بيئية يستحيل تجازوها أحيانا، حيث تعتمد فئة مهمة من الفلاحين على الغابة في الرعي وفي مزاولة بعض الأنشطة الأخرى المدرة للدخل. ويعد إنتاج الفحم الخشبي من بين هذه الأنشطة التي تؤثر بشكل سلبي وخطير على المجال الغابوي، لاسيما في منطقة آيت واستر، حيث تعمد فئة معروفة من ممارسي هذا النشاط منذ عدة سنوات إلى قطع الأشجار بصفة غير قانونية وتوظيفها في صناعة الفحم، مما أدى إلى تدمير مساحات شاسعة من الغابة يمكن لأي متتبع أن يعاينها ولو على بعد كيلومترات. وفي ظل هذا الوضع، تطرح عدة تساؤلات عن سر تغاضي السلطات المعنية، لاسيما حارس الغابة باعتباره مسؤولا معنيا بصفة مباشرة بهذا الموضوع، عن هذه الهجمة الشرسة على الغابة التي لا يجادل أحد في حقيقتها ولا في جسامة آثارها على البيئة.