لا يمكن الحديث إطلاقا عن أي مشروع إعلامي دون التطرق إلى الفلسفة و الفكرة وراء إنشاء ذلك المشروع سواء أكان جريدة ورقية أو موقعا إلكترونيا أو إذاعة أو قناة تلفزية أو غير ذلك. فما يميز منبرا إعلاميا عن آخر هو "الرسالة الإعلامية" التي يحملها ويدافع عنها و يحاول إيصالها لأكبر قدر من الجمهور وهو ما يعرف كذلك ب" الخط التحريري". أزيلال أون لاين : منبر لمحاربة الفساد والإستبداد إن إنشاء " بوابات الأغلبية الصامتة"، و أزيلال أون لاين في مقدمتها، لا يحيد عن قاعدة " الرسالة الإعلامية / الخط التحريري". فقد بذل المناضلون الشرفاء الذين وضعوا اللبنة الأولى لهذا الصرح الإعلامي الطموح جهدا فكريا كبيرا في إرساء فلسفة وفكرة وقضية المشروع بناء على تشخيص دقيق لأوضاع إقليمأزيلال المزرية. و قد تم تلخيص الرسالة الإعلامية لمشروع بوابات " الأغلبية الصامتة" في "محاربة الفساد والإستبداد". فقد فكر رُوَّاد البوابة في ضرورة خلق فضاء يضمن حق التعبير و تحويل الهموم "الصامتة" إلى صوت قوي وصورة معبرة تكشف وتفضح كل أشكال الفساد والقمع و أن لا يبقى المفسدون و المستبدّون أحرارا يصولون ويجولون ظنا منهم أن لا أحد يعرف عن " تْخْلويضهم". فالساكت عن الظلم والفساد والتستر على مرتكبيه، مشاركة في الجريمة و إبراز الحقائق و كشف التلاعبات واجب شرعي ووطني يجب القيام به. فخوف المفسدين والطغاة من فضح أمرهم، وهم الذين يتسربلون في ثوب النقاء والإستقامة، سيجعلهم، من وجهة نظر البوابة، يحجمون عن ارتكاب شنائعهم... رسالة الموقع: مسؤولية الجميع إنه من الضروري تحديد الهدف والرسالة بدقة ووضوح وكذا الإجراءات العملية لتحقيق ذلك. إنني أومن أن الكل مجمع على عنوان " التغيير" أي تغيير الأوضاع المزرية إلى أخرى تتحقق فيها التنمية والعدل والكرامة في أبعادها الشمولية المختلفة، غير أن تحديد الطريق السليم و الإجراءات العملية وتوزيع المهام والمسؤوليات لم يتم بعد. لذا وجب التذكير دوما بالهدف والغاية ودراسة الوسائل القمينة بتحقيق ذلك. وتبعا لذلك يبدو، في بعض الأحيان، أن كتاب وناشطي البوابة غير ملتفين، بشكل منظم وعلمي/عملي حول هدف تغيير و إصلاح أوضاع أزيلال كهدف مركزي واستراتيجي، إذ "كلها إلغي بلغاه" و الكل يخوض في كل المواضيع والكل معني، في بعض الحالات، بالدفاع عن قبيلته التنظيمية والحزبية/الإيديولوجية وانتماءه المهني... وليس أي عيب في هذا، من حيث المبدأ، غير أنه يضيع علينا التركيز على القضية الأساسية التي يجب أن تشغل بالنا جميعا، في اعتقادي. إن إقليمأزيلال، في امتداده القروي/الجبلي العميق ، في نظري البسيط، إقليم يعيش وضعا مزريا على مستويات عدة، لذلك يتطلب ويستحق موقعا إلكترونيا غير عادي و مجهودات ومبادرات متميزة، ينخرط فيها الجميع، لكي تستجيب للصعوبات الكبيرة التي يعيشها سكان الإقليم، أي "يجب أن نكون(نحن) التغيير الذي نود رؤيته في العالم" بتعبير الحكيم الهندي " المهاتاما غاندي". و انطلاقا من هذه القناعة، أدعو جميع مناضلي ومناضلات إقليمأزيلال إلى ما يلي: أولا: الإنخراط المكثف و الفاعل والمؤثر في رسالة بوابة أزيلال أون لاين المتمثلة في "محاربة الفساد والإستبداد" و التركيز على ذلك. ثانيا: تجاوز الخلافات و الإختلافات التنظيمية و الحزبية و الإيديولوجية و التركيز على هموم و مشاكل و انتظارات سكان الإقليم. ثالثا: اعتماد فلسفة " أزيلال أولا" تجميعا للجهود و تركيزا وتوحيدا للغاية و المقصد والهدف. رابعا: خلق مبادرات ثقافية فكرية تقوي رسالة الموقع و تجعل تأثيره أعمق و أنجع يتجاوز البوح والفضح إلى خلق مناخ ثقافي تسري فيه قيم النضال و الكفاح و المسؤولية حيث يصبح النضال " ثقافة مجتمعية" عوض " الصمت" و " الخوف"... و أخيرا، أتمنى أن يجد هذا التذكير أذانا صاغية حتى نتمكن من الإلتفاف، جميعا ودون استثناء، حول رسالة و فكرة وقضية البوابة التي تشكل "سبب وجودها" ألا وهي " محاربة الفساد و الإستبداد". تلكم الرسالة السامية و القضية الإنسانية العادلة. لندع خلافاتنا و انتماءاتنا جانبا و لنجتمع على البوح والصراخ و بصوت مرتفع في وجه حماة الفساد وصناع الإستبداد: كفى...